قال رئيس
كتلة الوفاء الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في
جامعة بيرزيت بالضفة المحتلة،
عبدالرحمن حمدان، إن فوز كتلة الوفاء هو دليل على التفاف الشعب الفلسطيني حول "خيار المقاومة"؛ لأنه "السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق الفلسطينية".
وأضاف في حوار خاص مع
"عربي21"، أن "هذا الفوز يعني رفض مشروع
السلطة الفلسطينية الهزيل، القائم على المفاوضات، والذي لم يجلب للشعب الفلسطيني سوى الذل والعار"، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني "يأبى إلا أن يكون داعما للمقاومة الفلسطينية على نهج كتائب القسام".
وأوضح حمدان أن الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت "تتعرض لهجمة شرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأجهزة السلطة الفلسطينية"، متوقعا أن تزداد هذه الحملة "شراسة" خلال الفترة القادمة.
واستهجن قيام الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة المحتلة، بـ"الاعتداء بالضرب، وتكسير سيارات" الطلاب الذين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم بـ"الفوز الكاسح" لكتلتهم الإسلامية.
وأشاد حمدان بإدارة جامعة بيرزيت بقوله: "الإدارة متفهمة وجيدة، وتعتبر من أفضل الإدارات في الجامعات الفلسطينية، وننتظر منها تسهيل عمل المجلس، ومنحه كافة الصلاحيات"، واعدا بأن تتعاون الكتلة مع جميع الأطر الطلابية لتحقيق "نموذج يحتذى به في الوحدة"، من خلال تأسيس مجلس طلبة "وحدوي" يضم كافة الأطر بما يحقق مبدأ "التمثيل النسبي" لكل كتلة طلابية داخل الجامعة.
وأعلنت لجنة الانتخابات في جامعة بيرزيت، أمس الأربعاء، فوز كتلة الوفاء الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة الجامعة، بحصولها على 3400 صوت، بواقع 26 مقعدا، بينما حصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات ممثلة حركة "فتح" على 2545 صوتا، بواقع 19 مقعدا، وحصل القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي على 695 صوتا، بواقع خمسة مقاعد، وظفر تحالف بيرزيت الطلابي بـ147 صوتا، بواقع مقعد واحد.
وفيما يأتي نص الحوار:
* ما دلالات فوز كتلة الوفاء الإسلامية بانتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت؟
- هذا الفوز الذي حققته كتلة الوفاء الإسلامية له دلالات عديدة؛ أولها أن الشعب الفلسطيني عامة، وفئة الشباب خاصة؛ مع خيار المقاومة وخيار "القسام"، ومع حركة "حماس" ونهجها، وأن المقاومة هي الخيار الوحيد لانتزاع الحقوق واستردادها.
وهذا الفوز يدل أيضا على رفض الشارع الفلسطيني لنهج التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك رفض مشروع السلطة الفلسطينية الهزيل، القائم على المفاوضات، والذي لم يجلب للشعب الفلسطيني إلا الذل والعار.
الشارع الفلسطيني لا يقبل أن يكون تحت أحذية الاحتلال، ويأبى إلا أن يكون داعما للمقاومة الفلسطينية على نهج كتائب القسام.
* هل واجهتكم مشاكل خلال سعيكم للوصول إلى هذه النتيجة؟
- بالتأكيد، الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، وجميع الكتل الطلابية الإسلامية في كافة الجامعات الفلسطينية بالضفة؛ تتعرض لهجمة شرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وأجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية من جهة أخرى، تتمثل في المضايقات والملاحقات والاعتقالات، وقبل فترة قصيرة قامت قوات الاحتلال باقتحام الجامعة، ومصادرة كافة الرايات والأغراض التي تخص الكتلة الاسلامية، ظنا منها أنها بذلك ستعطل عملنا، وهم لا يعلمون أن أبناء وبنات الكتلة الإسلامية رجال في وقت الشدائد.
ومع ذلك نقول: الحمد لله، فقد عادت الكتلة الإسلامية اليوم أقوى مما كانت عليه، بفضل الله عز وجل، وهذا شيء بدا جليا بعد هذا الفوز الكاسح بمقاعد مجلس الطلبة في الجامعة.
* وماذا عن ممارسات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تجاهكم؟
- قبل الانتخابات بأقل من شهر تقريبا؛ قامت أجهزة السلطة باعتقال أحد أعضاء اللجنة التحضيرية التابعة للكتلة الإسلامية، أثناء مشاركته في مسيرة لنصرة طالبة أسيرة، وأفرج عنه بعد يومين. ومنذ ذلك الوقت لم يتعرض أي طالب للمضايقة أو الاعتقال من قبل السلطة، ولكن عقب إعلان
فوز الكتلة الإسلامية، وخروج أبناء الضفة للاحتفال بهذا الفوز، وخلال مسيرة السيارات التي جابت مدينة رام الله؛ أبت الأجهزة الأمنية إلا أن تفرض بطشها وهمجيتها على الشارع الفلسطيني والحراك الوطني، حيث اعتدت على المشاركين في المسيرة، بالضرب، والاعتقال لعدة ساعات، وتكسير سياراتهم، ومطاردتهم.
* كيف يمكن أن تتعاطى إدارة جامعة بيرزيت مع فوزكم بالانتخابات الطلابية؟
- إدارة جامعة بيرزيت متفهمة وجيدة، وهي تعد من أفضل الإدارات في الجامعات الفلسطينية، ونحن في الكتلة الإسلامية ننتظر منها تسهيل عمل مجلس الطلبة الجديد، ومنحه كافة الصلاحيات؛ لأن الطلبة هم من اختاروا الكتلة الاسلامية، ونتمنى عليها أن تتعاطى مع متطلبات المرحلة القادمة بما يخدم طلبة الجامعة، ويرتقي بالعملية التعليمية والأكاديمية.
* ما هي أولوياتكم في المرحلة القادمة؟
- سنعمل بالتعاون مع كافة الأطر الطلابية في الجامعة على تشكيل مجلس طلاب وحدوي نسبي يضم كافة الأطر، وهو ما كانت تنادي به الكتلة الإسلامية خلال الأعوام الماضية، وسيتم الإعلان عن رئيس مجلس الطلبة خلال الأيام القادمة.
وهناك العديد من القضايا والمشاكل الطلابية التي سنعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، بالتعاون مع الجميع، مثل مشكلة الديون المتراكمة على الطلبة، والتسجيل الفصلي.. وغيرها.
* من هو مرشحكم لرئاسة المجلس؟
- لا يوجد مرشح محدد حتى هذه اللحظة، لكن مرشحنا الفخري لرئاسة مجلس الطلبة هو الأسير القسامي بلال البرغوثي.
* كيف ستتعامل ستتعامل كتلة الوفاء مع الكتل والأطر الطلابية الأخرى؟
- سنعمل على ترسيخ العمل الوحدوي المشترك بين الكتل الطلابية كافة، فالحركات الطلابية بكافة أشكالها وأطرها المختلفة اتصلت بالكتلة الإسلامية مهنئة بفوزها في انتخابات مجلس الطلبة، ونأمل أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على كافة أبناء الكتل الطلابية في الجامعة، وأن تسود أجواء الوحدة الوطنية، وأن نكون نموذجا يحتذى به في الوحدة والعمل المشترك الهادف لخدمة أبناء شعبنا وجامعتنا.
* ما هي تخوفاتكم في المرحلة القادمة؟
- رغم الملاحقة التي لم تتوقف يوما لأبناء الكتلة الإسلامية من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة السلطة الفلسطينية؛ إلا أن الكتلة الإسلامية استمرت بعطائها وإبداعها في عملها داخل الجامعة.
نتوقع أن تكون هناك حملة أشرس من كل الفترات السابقة، ونسأل الله عز وجل أن نكون على قدر المسؤولية، ونحن على يقين أن المحن تولد الإبداع، ونحن في المرحلة المقبلة سنبدع ونبدع في أدائنا بمجلس الطلبة، إن شاء الله تعالى.