سياسة عربية

مهاجر إثيوبي يندم على اليوم الذي جاء فيه إلى "إسرائيل"

مهاجرون أفارقة في إسرائيل - أرشيفية
مهاجرون أفارقة في إسرائيل - أرشيفية
عندما يفكر سينديكو بيلاي الذي يبلغ من العمر 36 عاما في الطريقة التي تغيرت بها حياته بعد أن جاء إلى "إسرائيل"، ينتهي إلى أن حاله كان سيكون أفضل لو بقي في إثيوبيا.

وقال، مشيرا إلى 13 عاما قضاها محاولا التكيف مع المجتمع الإسرائيلي: "لو كنت أعرف أن إسرائيل ستكون هكذا لفضلت أن أموت جوعا في إفريقيا."

بعد أن عمل بيلاي مزارعا في بلاده الأصلية جاء إلى "إسرائيل" في الثالثة والعشرين من العمر، يملأه الطموح ضمن مئات من اليهود الإثيوبيين الذين هاجروا في أوائل العقد الماضي، في "إسرائيل" تعلم العبرية، وأدى الخدمة العسكرية الإلزامية.

لكنه عندما جاء وقت حصوله على عمل وجد الأبواب مغلقة. وهو يعمل الآن بغسل الأطباق في قاعدة للجيش في الضفة الغربية المحتلة.

قال بيلاي الذي أيد احتجاجات آلاف الإسرائيليين من أصل إثيوبي في تل أبيب الأحد على وحشية الشرطة والعنصرية: "نحن نعطي البلاد سنوات خدمتنا. ماذا تعطينا البلاد في المقابل؟ لا شيء."

وأصيب أكثر من 50 من رجال الشرطة و12 من المحتجين في واحدة من أعنف موجات المظاهرات في "إسرائيل" منذ سنوات.

واستعملت الشرطة الإسرائيلية الخيول وقنابل الصوت في محاولة للسيطرة على الحشود.

اشتعل فتيل الاحتجاجات بعد تسجيل مصور التقط الأسبوع الماضي لاثنين من رجال الشرطة يضربان جنديا إسرائيليا من أصل إثيوبي وهو بالزي العسكري، بينما يحاولان إلقاء القبض عليه، رغم أنه لا يوجد ما يشير إلى أي استفزاز.

وأثار التسجيل وعدة حوادث أخرى تساؤلات عن معاملة "إسرائيل" للأقليات.

ثورة الغضب موجودة بشكل خاص عند الطائفة الإثيوبية التي يبلغ عدد أفرادها 135 ألف شخص، جيء بكثير منهم في رحلات جوية سرية في منتصف الثمانينات وأوائل التسعينات.

بجانب المواجهات مع الشرطة، يشكو كثير من الإثيوبيين من صعوبة إلحاق أطفالهم بالمدارس في مناطق سكنهم، ومن رفض السلطات الصحية عروض تبرعهم بالدم خشية خطر الأمراض، كما تقول السلطات.

حقق بعض الإثيوبيين نجاحا كبيرا. برز كثير منهم في الجيش، وفازت إثيوبية بلقب ملكة جمال "إسرائيل" في 2013، ونال طبيب إثيوبي لقب بطل عمليات الإنقاذ الإسرائيلية في نيبال، لكن لا يزال هناك إحباط شديد.

بيلاي غاضب بسبب أجره المتدني الذي يبلغ 4000 شيقل (ألف دولار) في الشهر، ويقول إنه كان يكسب ثلاثة أمثال هذا المبلغ، قبل أن يحرم من رخصة حمل سلاح بسبب مشاجرة، الأمر الذي يعني أنه لن يحصل على وظيفة حارس أمن التي تدر الدخل الأكبر.

تكسب الأسر الإسرائيلية من أصل إثيوبي دخلا يقل بنسبة 35 في المئة عن متوسط الدخل الأسري في "إسرائيل"، وتكسب فقط نصف ما يكسبه الحاصلون على شهادات المدارس الثانوية، بالمقارنة بثلاثة وستين في المئة لباقي السكان.

وقال المهاجر ماليسو زيمانا، مشيرا إلى الاحتجاجات الأخيرة في الولايات المتحدة من أمريكيين من أصل إفريقي على وحشية الشرطة: "توجد عنصرية هنا مثل الولايات المتحدة بالضبط."

وأضاف: "الإسرائيليون يريدون منا أداء الخدمة العسكرية، لكن بخلاف ذلك لا يريدون أن يرونا في هذا المكان."

لكن النائب الإسرائيلي أبراهام نيجيسي -وهو أحد الشخصيات التي تبرز من أصل إثيوبي- حث المهاجرين من موطنه الأصلي على الارتفاع فوق العقبات الاجتماعية، مشيرا إلى المساعدة الحكومية التي قال إنها دفعته إلى الأمام.

وقال نيجيسي (57 عاما) لراديو "إسرائيل": "لدينا قادة منا بإمكانهم الاندماج. لسنا مضطرين إلى الاعتقاد أن كل شيء سيبقى على حاله."
التعليقات (0)

خبر عاجل