رفض رئيس المركز العربي للدراسات وأبحاث السياسة، المفكر العربي
عزمي بشارة، التدخل
الإيراني في المنطقة العربية، واتهم
حزب الله بالتحول إلى "مليشيا" خادمة لمشروع تفتيت الأمة، لكن غيرهم تحالف مع الاستبداد، مشيدا بالإصلاحات التي يعرفها
المغرب.
وقال بشارة في محاضرة ألقاها الخميس بالرباط، ضمن فعاليات المنتدى السياسي الأول لمؤسسة "أخبار اليوم" تحت عنوان "المراحل الانتقالية واستراتيجية بناء التوافقات": "من غير المقبول أن نقبل تدخلا أجنبيا في البلاد العربية".
وشدد عزمي بشارة، جوابا على سؤال لصحيفة "
عربي21"، على أن" الصراع الرئيسي للأمة العربية هو مع إسرائيل، التي هي عدونا، وإيران دولة لها مؤسسات ونظام قوي، ومن حق إيران أن تمارس دورا إقليميا".
وقال بشارة: "التدخل الإيراني خط أحمر، غير مشروع وغير مقبول منها التدخل في البلاد العربية، ودعم الاستبداد، وفرض نظام مستبد على الشعوب".
وسجل عزمي بشارة، أن "المشكلة هي تقسيم الدول وتفتيتها خدمة لهدف إيران في التغلل في المنطقة، والتحول إلى دولة إقليمية على حساب دول المشرق العربي".
وتابع بشارة بأن "من حق إيران وتركيا، ممارسة دور دولة إقليمية، لكن من غير المشروع استغلال الضعف العربي لتقسيم وتفتيت مجتمعاتنا".
وفي إشارة إلى مواقف المؤيدين للتدخل الإيراني في البلاد العربية، قال بشارة: "فحتى في عهد الاستعمار رفضت الشعوب العربية بمختلف طوائفها التدخل الأجنبي، فكيف يعقل أن يقبل به البعض".
وأوضح بشارة أنه "لا حق لإيران في إقامة مليشيات مسلحة داخل البلاد العربية، حتى وإن كانت هذه البلاد ضعيفة منقسمة كما حاصل حاليا".
وانتقل بشارة إلى الحديث عن حزب الله اللبناني الذي اعتبره "تحول إلى مليشيات تشتغل في البلاد العربية، سواء في سوريا أو اليمن أو العراق، لصالح إيران"، وأوضح: "لقد كنا مع حزب الله باعتباره حزب مقاومة ضد الاحتلال، لكنه اليوم مليشيا تتدخل في البلاد العربية".
وتابع مازحا: عقد العرب مبادرة للصلح مع إسرائيل، وهي عدو أبدي للأمة، فلماذا لا يقدمون نموذج مصالحة مع إيران"، وشدد "على أن الانقسام الطائفي يهدي الوطن العربي لإيران".
وعند حديثه عن المغرب، قال عزمي بشارة: "الملفت في المغرب أن هناك أحزابا حقيقية، لها قواعد، وفكر، وأدبيات، وتدريب، وقدرات على ممارسة عملية ديموقراطية".
وسجل على أن "الحالة المغربية فيها شرعية شعبية لنظام حكم حزب العدالة والتنمية ليس أول حزب يقود الحكومة، أين استثنائية العدالة والتنمية؟ الجديد هو أنه حزب إسلامي".
وأضاف أن "التجربة إيجابية؛ لأنها تتضمن إصلاحات متواصلة، بخلاف الأردن ومصر واليمن والبحرين، وتساءل: "هل خلقت جميع القوى ضمانات لنجاح الانتقال".
وتابع بأن "الإصلاحات متواصلة، حريات صحافية، هناك تحول تدريجي، جدلية الإصلاح جرت بشكل سلمي، لكن هل قامت الأحزاب بتأمين الانتقال؟ لكن المغرب مازال بعيدا عن الملكية الدستورية".
وخلص المتحدث نفسه إلى أن الوصول إلى توافقات في دول الثورات، كما في غيرها، يتطلب القدرة على المساومة والقبول بالآخر والتسامح".
وسجل "على أن غياب ذلك أدى إلى التحول من النقاش بين ديمقراطيين وغير ديمقراطيين، إلى الانقسام إلى إسلاميين وعلمانيين، وهو الانقسام الذي أكد المفكر العربي على أنه لا علاقة له بالانتقال الديمقراطي، بل ويحيد بالثورات عن أهدافها".
وشدد على أن "التوافق بين قوى ديمقراطية ضد قوى أخرى غير ديمقراطية يشمل التوحد ضد الاستبداد، كما يشمل التوحد ضد داعش".
وأضاف بشارة أن هذا الصراع الإسلامي/ العلماني يتحول بسهولة إلى صراع هويات، يتابع المفكر العربي، قائلا إنه "يغبط" دول المغرب العربي لكونها لا تعرف تعدد الطوائف كما هو الحال في المشرق.
وأكد عزمي بشارة على أن الدول العربية انفردت باختراع "الهوية العلمانية"، في حال أنها ليست ثقافة أو نمط حياة، عكس ما يرى البعض، بل موقفا، "والعلمانية ليست لها مشكلة من الدين، لكنها تريد تحييد الدولة دينيا ، أي ألا تكون الدولة أداة للإكراه الديني"، حسب المفكر الذي شدد على أن هذه الأجواء من صراع بين الإسلاميين والعلمانيين "أوجدت مجالا للنظر إلى الثورات كفوضى".