شهدت
مصر، الأربعاء، هبوب عاصفة ترابية شديدة، وارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، مما تسبب في مقتل ثلاثة من المصريين، على الأقل، ووقوع عدد من الحوادث على الطرق بسبب انعدام الرؤية، واحتراق عشرات المنازل، وتوقف عدد من
محطات الكهرباء عن العمل، فضلا عن توقف حركة الملاحة الجوية بمطار
برج العرب الدولي بالإسكندرية، وخلو الشوارع من المارة.
وتسبب الطقس السيء والعاصفة الترابية أيضا في ارتفاع نسبة غياب الموظفين عن المصالح الحكومية، وضعف الحركة التجارية، وانقطاع التيار الكهربائي، نتيجة زيادة الأحمال، وإصابة عدد من المواطنين بضربات شمس، وسقوط اللافتات بالطرق الصحراوية، فيما أكد كبار السن أنهم لم يشهدوا مثل هذه الموجة الحارة منذ 50 عاما مضت.
خسائر في الأرواح والأموال
على مستوى الأرواح، لقي تلميذ بقرية الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية مصرعه غرقا بترعة العطف المارة بقرية ميت سراج، حال قيامه بالاستحمام هربا من حرارة الجو.
وفي بني سويف، لقي مزارع مصرعه، غرقا بمياه ترعة بحر يوسف بقرية منيل غيضان التابعة لمركز إهناسيا غرب بني سويف، أثناء محاولة إنقاذ جاموسته من الغرق، عقب قيامه بغسلها في الترعه، خوفا عليها من حرارة الجو المرتفعة، لينقذ الجاموسة، ويلقى مصرعه.
وفي المنوفية، لقي فلاح ثان مصرعه، كما تسببت الموجة الحارة في اشتعال الحرائق بعشرات المنازل في عدد من المحافظات. وتسببت حرارة الجو في اشتعال 25 منزلا بمراكز عدة في محافظة الشرقية، مما أسفر عن إصابة 18 شخصا بحروق واختناقات بين الأهالي من أصحاب المنازل. واشتعل محول كهرباء قرية النوبة التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو، وسيطرت قوات الحماية المدنية على النيران، وتمكنت من إخماد الحريق.
وشهدت محافظة المنوفية اندلاع حريق هائل بمصنع كارتون بقرية كفر سرسموس، التابعة لمركز الشهداء، مما أسفر عن خسائر مادية كبيرة، وتمت السيطرة على الحريق بواسطة أربع سيارات إطفاء.
كما سيطرت قوات الحماية المدنية بالجيزة علي حريق داخل محطة كهرباء أوسيم القديمة، بعد اندلاع النيران بها، دون حدوث إصابات.
أعلى درجة حرارة في العالم
ووفقا لموقع "WEATHAR ONLINE" شهدت مصر أعلى درجات حرارة على مستوى العالم، الأربعاء، بدرجات بلغت في القاهرة 46 درجة، و49 في أسوان والواحات البحرية والخارجة، بينما بلغت في الرياض 41 درجة، كأعلى درجة حرارة في آسيا.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم هيئة الأرصاد، الدكتور وحيد سعودي، أن يوم الأربعاء، هو ذروة الموجة الحارة التي تتعرض لها البلاد منذ أيام، إذ تصل درجة الحرارة على القاهرة 45 درجة مئوية.
وأضاف أن هذه الموجة شديدة الحرارة تنكسر الخميس بانخفاض 10 درجات على السواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة، على أن تمتد، الجمعة والسبت، لتشمل أنحاء الجمهورية.
تأثر المحاصيل الزراعية سلبا
وتسببت الموجة الحارة في تأثر عدد من المحاصيل الزراعية سلبا، وقال وكيل وزارة الزراعة محمود علي سليمان "إن زراعات الطماطم والفاكهة تأثرت سلبا".
وقال أستاذ أمراض الفاكهة بمعهد أمراض النباتات بمركز البحوث الزراعية الدكتور حسين طرفاية: "إن المانجو أكثر محاصيل الفاكهة التى تأثرت بموجة الحر خصوصا مع نقص مياه الري، إذ تسبب نقص المياه والموجة الحارة في توقف نمو الثمرات، وسقوطها".
نشطاء تويتر: "هنموت سايحين يا فخري"
وتصدر هاشتاج "الحرارة اليوم" المركز الثاني على موقع التدوين العالمي "تويتر"، إذ سخر مغردون مصريون من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، مؤكدين أن المقولة التاريخية عن الظروف الجوية في مصر، "حار جاف صيفا، دافئ ممطر شتاء"، كاذبة.
وعلق "أحمد" على الهاشتاج قائلا: "هنموت سايحين يا فخري"، في حين سخرت سمية عاشور، قائلة "محترقا صباحا، منصهرا ظهرا، مسلوخا عصرا، نص سوى ع المغربية كدة".
وقالت رودينا، "أحلى حاجة في مصر أنها يوم ما تطلع الأولى على العالم يبقى في درجات الحرارة".
ونشرت زيزي مصطفي صورة ساخرة تعبر فيها عن ارتفاع درجة الحرارة ولجوء المواطنين إلى أجهزة التكييف قائلة، "قف للمكيف، ووفه التبجيلا.. لولا المكيف لأصبحت قتيلا"، فيما غرد آخر "ده مش حر يا جماعة.. ده إحنا في جهنم".