نشرت صحيفة إلموندو الإسبانية تقريرا حول الجهود التي يقوم بها نشطاء حقوقيون، من بينهم ثلاثة حائزين على جائزة
نوبل، لتسليط الضوء على المجازر التي ترتكب في حق
الروهينغا، وحث العالم على التحرك لإنهاء معاناة هذه الأقلية المسلمة في
ميانمار.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إنه في ظل تدفق الصور التي يظهر فيها المئات من الروهينغا الفارّين في القوارب الصغيرة، والذين يواجهون خطر الموت في مياه جنوب شرق آسيا، انطلقت سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في أوسلو بمشاركة شخصيات حائزة على جائزة نوبل للسلام، ورجال اقتصاد وجمعيات خيرية ومسؤولين من الأمم المتحدة وباحثين أكاديميين.
وذكرت الصحيفة أن هدف هذه الاجتماعات، التي ستعقد على امتداد أربعة أيام، هو نقل معاناة الروهينغا للعالم، وإبراز حجم مأساة هذه الأقلية المسلمة التي تتعرض للاضطهاد الممنهج منذ عقود، والبحث عن حلول لإنهاء هذه الإبادة العرقية.
وأضافت أن ميريد ماغواير، الإيرلندية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، قدمت "تقريرا مفصلا حول المجازر العرقية" على شاشة كبيرة في مقر لجنة جائزة نوبل في النرويج، وأكدت من خلاله أن مجتمعا كاملا من السكان الأصليين يتعرض للاجتثاث المنظم من قبل حكومة ميانمار.
كما نقلت عن خوسي راموس هورتا، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام بعد أن قاد عملية الاستقلال في تيمور الشرقية في كنف السلمية في أواخر القرن الماضي، قوله إنه "إذا أمكن لنا اليوم الحديث عن أكثر شعب مظلوم ومنسي في العالم، فإن هذا الشعب سيكون الروهينغا".
كما ذكرت الصحيفة أن القس الرواندي، ديسموند توتو، الحائز هو أيضا على جائزة نوبل للسلام، دعا المجتمع الدولي للضغط على حكومة ميانمار لإدخال إصلاحات، خاصة وأن سنة 2015 ستكون مهمة في هذا البلد الذي سيشهد هذه السنة انتخابات رئاسية وتصويتا على تعديلات دستورية. وشدد على عدم السماح بأن يتم تجاهل معاناة الروهينغا وسط كل هذه الأحداث.
وقالت الصحيفة إن اجتماع اليوم الأول شهد مشاركة جورج سوروس، رجل الأعمال الذي انتقل من المضاربة في البورصة إلى النشاط في مجال المشاريع الخيرية وبذل جهودا كبيرة لدعم الديمقراطية في ميانمار. وقد استغل سوروس هذه المناسبة لتذكير العالم بمعاناة الروهينغا وشبّه ما يتعرضون له بأنه يشبه جرائم النازية.
وأضاف هذا الناشط: "خلال زيارتي الأخيرة لميانمار في كانون الثاني/ يناير الماضي، سمعت أصداء طفولتي، فنحن أيضا في سنة 1944 في بودابست كنّا روهينغا". وأكد هذا الناشط أن الآلاف من العائلات المسلمة في ميانمار تم إجبارها على التجمع والعيش في منطقة منفصلة في منطقة أونغ منغالار، وتم حرمانها من كل الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والشغل، فيما يشبه معسكرات تجميع اليهود في ألمانيا النازية.
من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى غياب أونغ سان سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عن جهودها لإقامة الديمقراطية في بلدها ميانمار، ولئن بررت هذه الناشطة غيابها بأنها أصبحت سياسية غير معنية بالمسائل الحقوقية، فقد تعرضت لانتقادات عديدة لأنها "لم تكن وفية للقيم التي دافعت عنها، ولأنها تختار معاركها بعناية" في ميانمار، حيث أنها تتجنب الدفاع عن الأقلية المسلمة حتى لا تثير غضب البوذيين، خاصة في ظل تزايد طموحاتها للوصول إلى سدة الرئاسة.
وقالت الصحيفة إن بقية الاجتماعات في الأيام الثلاثة الموالية سيتم تخصيصها لتقديم المقترحات لحماية حقوق الإنسان في ميانمار، ومنح الحقوق السياسية والمدنية للروهينغا. كما سيتم عقد مؤتمر بحضور ممثلين عن هذه الأقلية المسلمة في ميانمار لمناقشة الحملة التي شنها أتباع الديانات الأخرى على
المسلمين في هذا البلد.