نشرت صحيفة لوتون تقريرا حول التحول الذي طرأ على مواقف وتصريحات جبهة
النصرة في
سوريا منذ مدة.
وأحالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، على تصريحات قائد فرع تنظيم القاعدة في سوريا، أبو محمد الجولاني، الذي أكد سعي جبهة النصرة للتأقلم مع المواقف الدولية الجديدة.
وتسعى الجبهة التي تسيطر على جزء مهم من سوريا إلى تقديم نفسها؛ كجزء بارز في المعارضة السورية التي تهدف للإطاحة بنظام بشار الأسد.
كما شدد أبو محمد الجولاني الذي كان يخفي وجهه بوشاح، على ترحيب جبهة النصرة بمشاركة المسيحيين والعلويين في المواجهات شرط أن يعتنق العلويون المذهب السني، مضيفا بأنه بإمكان الغربيين الاطمئنان في المكوث، مشيرا إلى تشديد التعليمات على عدم اعتماد "بلاد الشام" (إشارة لسوريا)، كقاعدة للهجوم على الغرب، في إشارة للولايات المتحدة وأوروبا.
وذكرت الصحيفة بأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد وضعت جبهة النصرة على لائحة الإرهاب أواخر سنة 2012 إلى جانب
تنظيم الدولة، في حين أعلنت الجبهة تنصلها من التنظيم الذي لطالما اشتبكت معه على أرض المعركة.
وأضافت الصحيفة أن جبهة النصرة التي تحظى بمساعدات غير مباشرة من المملكة العربية السعودية وأخرى من قطر وتركيا، بحسب الصحيفة، نجحت في تحقيق عدة انتصارات ميدانية شهدت ارتفاعا في المدة الأخيرة، لتحول بوصلتها نحو السعي للسيطرة على دمشق كما أكد أبو محمد الجولاني، زعيم الجبهة، في تصريح بدا جِدَّ متفائل.
هذا وأفادت الصحيفة بأن المملكة السعودية، وفي خطوة سعت من خلالها لإحراج حليفتها أمريكا، بدت أنها قد اختارت بالفعل ذراعها اليمنى في الحرب ضد بشار الأسد ومن ورائه إيران، غير أنه لا بد لها من إعطاء مزيد من التطمينات لجبهة النصرة وخاصة تمييزها عن منافسها؛ تنظيم الدولة.
ورأت الصحيفة أن صورة جبهة النصرة وصيتها يختلفان كثيرا عن تنظيم الدولة، حيث إنها تتكون أساسا من سوريين، وتبدي معارضة قطعية لممارسات التنظيم العنيفة والقاسية من تطبيق ما يعتبره التنظيم "حدودا" على "المنحرفين"، علاوة على رفضها لإقامة "إمارة" على الجهات التي تخضع لسيطرتها، ما جعلها تحظى بالقبول لدى السكان، حسبما يؤكد طبيب سوري قالت الصحيفة إنه على دراية بواقع المنطقة.
ويقول الطبيب توفيق شما إن الجبهة تسعى لحماية المواطنين بدلا من محاولة فرض إيديولوجيا معينة. لكنه رأى أن إعلان جبهة النصرة انشقاقها على تنظيم القاعدة، بات ضروريا على الصعيدين المحلي والدولي، إذ إنه من الصعب السعي لإرساء سوريا حرة وديموقراطية اعتمادا على مجموعة كانت قد أعلنت ولاءها للقاعدة.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى الرواية الرسمية التي لا تزال دول الخليج تستند إليها من إعلان لتعويلها على الجيش السوري الحر، الذي يضم أساسا عناصر منشقين عن قوات النظام السوري، غير أن الانتصارات الميدانية المتتالية لجبهة النصرة وحلفائها في "جيش الفتح"، تثبت أن موازين القوى قد أخذت في التغير، غير أن دول الخليج تنشد ضربا آخر من التفوق، ذلك الذي ينجح في صد إيران والتصدي لها.
من جهته، أعلن أبو محمد الجولاني عن شمول خطته للزحف نحو دمشق، بهدف القضاء على حزب الله الذي أصبح رأس حربة قوات النظام السوري، متكهنا بسقوط هذا التنظيم الشيعي بمجرد هزيمة بشار الأسد.
وتتساءل الصحيفة عما إن كانت إدارة باراك أوباما ستقتنع بهذا التوجه الجديد لجبهة النصرة، خاصة وأنها تؤمن إيمانا شديدا بوجود خلية لها تعتزم الإعداد لهجمات ضد الغرب تدعى خرسان، الأمر الذي أنكره أبو محمد الجولاني مصرحا بعدم علمه بوجود مثل هذه الجماعة.
وختاما، ذكرت الصحيفة بنجاح جبهة النصرة وحلفائها في السيطرة على أريحا، آخر مدينة خاضعة لنظام بشار الأسد في محافظة إدلب.