"لا أحد يستحق أن يسجن مدى الحياة من أجل رأي أبدا".. هذا ما قاله المعتقل
المصري السابق
محمد سلطان، في أول بيان له بعد خروجه من مصر وتوجهه إلى أمريكا.
ونشر محمد، نجل الداعية الإسلامي صلاح سلطان، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، السبت، بيانا أسماه "بيان الحرية"، شكر فيه التضامن العالمي الواسع معه ومع قضية المعتقلين في السجون المصرية.
وجاء في بيان سلطان، الذي يعتبر صاحب أطول إضراب عن الطعام في سجون مصر، بعد إضراب استمر نحو 490 يوما: "الحمد لله الذي أخرجني من السجن بعد اعتقال ظالم سلب مني قرابة العامين من عمري. فالحمد لله على نعمة الحرية، ونعمة الأمن، ونعمة الأهل، ونعمة العافية".
وقال سلطان: "رزقني الله خلال هذه المحنة دعما فاق توقعي من جميع أنحاء العالم. نضالكم المستمر من أجل حياتي وحريتي على مدار العشرين شهرا الماضية التي قضيتها في ظلمات السجون ساعدني على ألا أفقد فيها إيماني بالإنسانية".
وأضاف: "أود أن أتقدم بخالص الشكر لجميع من وقف بجانبي ودعم قضيتي سواء بالدعاء أم بالرسائل الداعمة أم بنشر الوعي أم بالتظاهر أم بالضغط على الحكومات والمسؤولين أم بالكتابة عن محنتي.. ألهمتني جهودكم استكمال النضال، ومن خلال تلك الجهود التي بذلتموها، صرت الآن حرا، ولذا أنا مدين لكم جميعا طوال العمر".
وتابع: "أود أن أخص بالشكر المحامين الذين طالبوا بالإفراج عني على ضفتي المحيط، وجمعيات حقوق الإنسان التي عملت بإخلاص لإظهار مدى عمق الظلم وتأصله في المحاكم المصرية، وللطلاب الذين نشروا قضيتي في جامعاتهم، وللصحفيين الذين غطوا معاناتي، ولآلاف الأفراد الذين لم ألتق بهم، الذين سيظلون وإلى الأبد إخواني في الإنسانية، أود أيضا أن أشكر الحكومة الأمريكية لاتخاذها الإجراءات اللازمة للإفراج عني، كونت هذه الجهود حملة موسعة ومعقدة والتي لا زلت غير قادرٍ على استيعاب تفاصيلها التي نتجت عنها حريتي، لذلك فأنا ممتنٌ للغاية وشاكر لكل من ساهم ولو بكلمة".
وأوضح في بيانه أن الصراع من أجل حرية التعبير وحرية الاعتقاد والدفاع عن المظلومين ليس محصورا على ظلم يتعرض له فرد واحد أو تتعرض له ديانة أو جماعة بعينها، وإنما هي قضية عالمية توجب علينا جميعا الاتحاد وتجنب الخلافات السياسية والأيديولوجية.
وأكد قائلا إن "قدرتكم على الدفاع عني خلال هذه المحنة دليل على أن هذا الاتحاد بإمكانه إحداث تغيير حقيقي. هذا الشعور ألهمني كما ألهم الكثير من المظلومين مواصلة صراعنا من أجل الحرية، فالحصول على الحرية يمثل انتصاراً حقيقياً لنا جميعا، فأنتم المنتصرون".
وأضاف سلطان في بيانه: "لا أحد يستحق أن يسجن مدى الحياة من أجل رأي أبداه، وقد أعطانا الربيع العربي الأمل أن ينتهي زمن التحكم في العقول وأن لا يعد الاستبداد مرحبا به في البلاد العربية. إن واجبنا الآن هو إحياء هذا الأمل والاتحاد مرة أخرى لنحقق الحرية لكل من اعتقل ظلما".
واستطرد: "أنا الآن أعالج من مشاكل صحية شديدة بسبب ظروف اعتقالي غير الآدمية ولكنني سأظل وفيا بوعدي في استكمال طريق الحرية حول العالم". وأكد: "لن أنسى محنة كل المسجونين تعسفيا في مصر. لن أنسى إسراء وأسماء وسناء ويارا وماهينور وهند ورشا وبقية المعتقلات. لن أنسى أصدقائي سامحي مصطفى ومحمد العادلي وعبدالله الفخراني وعمر مالك وأنس البلتاجي والعقيد وإبراهيم حلاوة وإبراهيم اليماني وشوكان وأحمد ماهر وعلاء عبدالفتاح وأحمد دومة ومحمد عادل وأبي، وعشرات الآلاف من الذين ما زالوا يدافعون عن أبسط حقوق الانسان ألا وهي الحرية".