نشرت صحيفة "لوريون لوجور"، تقريرا حول الأوضاع السياسية المتردية في لبنان، في ظل الفراغ السياسي الحاصل في موقع الرئاسة، عرضت فيه مواقف وتصريحات حسن نصر الله، واتهمته بالسعي للدفع بالجيش إلى أتون الصراع السوري.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى أن الحياة السياسية في لبنان معطلة منذ أكثر من عام والبلاد بلا رئيس.
كما اعتبرت أن البرلمان اللبناني لم يعد جديرا بهذا الإسم، فبعد التمديد له لمرتين، ضاع الوقت داخل أروقة البرلمان بسبب المراوغات والمناورات الناتجة عن نقاشه ما يسمى بـ "القوانين المستعجلة والأساسية"، بالرغم من أن أهم الضروريات وأهمها، وأكثرها إلحاحا، هو انتخاب رئيس جديد للدولة.
وقالت الصحيفة إن "الحكومة تعيش حالة شلل، بسبب خلافات أصبحت لها علاقة بأغلى ما في البلاد وهو أمنها، على اعتبار دور الرئيس المتمثل في تعيين كبار المسؤولين العسكريين والدفاع عن البلاد ضد جحافل من التنظيمات المسلحة القادمة من سوريا".
وأضافت الصحيفة أنه في الفترة الأخيرة جاء دور الجيش، آخر مؤسسة ما تزال قائمة في الدولة، أمام معاول خبراء التخريب الذين يعملون على تقويضها، فأصبح الجيش اللبناني يتعرض للتشويه والتخوين، ومن ثم يتم دفعه إلى الانتحار من خلال التذرع بالضرورات الإستراتيجية.
وبحسب الصحيفة، المقصود هنا هو حسن نصر الله، الذي دخل في مناورة خلال الأسبوع الماضي، من خلال إلقائه اللوم على الجيش بسبب التراخي، ثم دعوته للانضمام إلى حربه الخاصة على الحدود اللبنانية السورية.
وأضافت في نفس السياق، أن زعيم حزب الله أشار مرة أخرى إلى معركة القلمون، الجمعة، في خطاب لم تفارقه نبرة الظفر ولو للحظة واحدة، وهنا تساءلت الصحيفة، "ولكن إذا كانت هذه النجاحات والبطولات التي يرويها نصر الله حقيقية، فلماذا كل هذا الإصرار على الحصول على دعم الجيش؟".
وأكد وزير الخارجية جبران باسيل، حليف حزب الله من التيار الوطني الحر، في حديثه مع صحيفة سعودية، الجمعة، أن الجيش اللبناني المتعدد الطوائف امتنع عن القيام بما اضطر أن يقوم به حزب الله.
وبحسب الصحيفة، فإن ما تريده ميليشيات حزب الله، وباختصار، هو الزج بالجيش في مستنقع الحرب التي يقول بأنها وقائية، ولكنها في الواقع ستكون حرب استنزاف طويلة المدى ومكلفة نتيجة تعدد الخسائر البشرية والمادية.
وستتطلب هذه الحرب نشر آلاف الجنود والموارد اللوجيستية الكبرى في فضاء من الصعب السيطرة عليه تماما، وحيث لا وجود لحدود واضحة، بما أن دمشق ترفض رسم أية حدود بين البلدين.
وحذرت الصحيفة من أن الجنود اللبنانيين سيجدون أنفسهم يحاربون على الأراضي السورية، بمعية قادة الميليشيات الإيرانيين، أو ربما تحت إمرتهم كما هو الحال مع قوات النظام السوري، والأدهى والأمر هو أن كل هذا، إن قدر له أن يحدث، سيكون في صالح بشار الأسد دون سواه.