قال
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن على الإدارة الأمريكية ألا تلتقي الإخوان الذين سيزورونها خلال الأسبوع المقبل، إذ إن ذلك سيقطع الطريق على محاولات
أوباما لـ "تشجيع حكومة السيسي على المزيد من الانفتاح السياسي".
وفي ورقة تحليل السياسات التي كتبها الباحث في المعهد إريك تراجر، أشار الباحث إلى أن وفدا يضم "عضوين بارزين في الإخوان المسلمين، للتعبير عن معارضتهم للحكومة
المصرية الحالية التي يرأسها عبد الفتاح السيسي"، داعيا إدارة أوباما لعدم التعاطي معها على أي مستوى، حتى وإن كانت موضع اهتمام وسائل الإعلام ومراكز البحث.
وزعم تراجر أن جماعة الإخوان تتبنى العنف بشكل صريح وتدعو إلى "موت السيسي"، مما سيقوض من جهود إدارة أوباما لتعزيز علاقاتها مع القاهرة، ويقطع الطريق عليها لتشجيع السيسي على مزيد من الانفتاح السياسي.
ويستقبل مركز دراسة الإسلام والديمقراطية "مداد" الوفد المصري الذي يضم وائل هدارة، الشخصية البارزة في الإخوان المسلمين، والمقيمة في كندا، الذي شغل منصب مستشار من الخارج للرئيس المصري محمد مرسي، بالإضافة إلى رئيس المجلس الثوري المصري مها عزام، التي لا تنتمي إلى الإخوان المسلمين، لكن تنظيمها مدعوم منهم ويدعو لإسقاط السيسي من المنفى.
وبحسب تراجر، يبقى "القائد الإخواني عمرو دراج هو الأكثر إثارة للجدل في الوفد، إذ أدى دورا محوريا في أحد أكثر قرارات الإخوان المتعطشة للسلطة، والمكلفة، التي اتخذتها الجماعة، إذ شغل منصب الأمين العام للجمعية التأسيسية التي هيمن عليها الإخوان، والتي دفعت بالدستور بالقوة من خلال التصديق عليه في كانون الأول/ ديسمبر 2012"، على حد تعبيره.
وقال تراجر إن جماعة الإخوان تسببت بـ"تفاقم الأزمة السياسية من خلال الدفع بالمسودة بسرعة نحو الاستفتاء، في غياب الأحزاب غير الإسلامية التي قاطعت الجمعية احتجاجا على استيلاء مرسي الصارخ على السلطة"، مشيرا إلى أن "الطريقة الإقصائية التي تمت بها صياغة الدستور واللغة الضيقة الواردة فيه بشأن تفسير الشريعة، عززت المخاوف بأن الإخوان كانوا يفرضون رؤيتهم الدينية وساهمت في التعبئة الجماهيرية في حزيران/ يونيو عام 2013".
وحول دعوته لرفض الإدارة الأمريكية للقاء الإخوان، أوضح تراجر أن التعاطي مع مسؤولي الإخوان "سيقوّض جهود الإدارة الأمريكية الرامية إلى تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، التي شملت في الأشهر الأخيرة استئناف المساعدات العسكرية للقاهرة ودعم مؤتمر استثماري كبير في شرم الشيخ. وفي النهاية، غالباً ما يدعو الإخوان إلى إعدام السيسي في مظاهراتهم، كما أن «الجماعة» اعتمدت العنف علناً في الأشهر الأخيرة"، بحسب زعمه.
وتابع بأن "التعامل مع جماعة الإخوان سيقوض جهود إدارة أوباما لتشجيع حكومة السيسي على المزيد من الانفتاح السياسي"، مشيرا إلى أن إدارة أوباما كانت "محقّة في تحليلها بأنّ حملة القمع التي شنتها حكومة السيسي على نشطاء المعارضة ووسائل الإعلام، فضلاً عن الجوّ المقيّد للمنظمات غير الحكومية، قد يحفّز مرةً أخرى انفجاراً سياسياً مزعزعاً للاستقرار، كما حصل في كانون الثاني/يناير 2011 و حزيران/يونيو 2013".
واعتبر تراجر أن لقاء الإدارة مع الإخوان سيقوض من مصداقيتها، "وهو ما سينعكس على محاولاتها للتأثير على مصر في هذا الاتجاه، لأنّ حكومة السيسي وأنصارها الكثر سيفسّرون هذه الدعوات للانفتاح على أنها تمكين لعودة الإخوان إلى السياسة - وهذا احتمال يعتبره النظام ومؤيدوه بأنه بمنزلة انتحار"، على حد تعبيره.
وقال تراجر على الإدارة أن "تستخلص العبر من تواصلها الأحدث مع الإخوان، وذلك خلال الزيارة التي نظمها مركز مداد لواشنطن لأعضاء من التنظيم، إذ أعلنوا الزيارة واستخدموها كأداة دعائية لتشجيع مؤيديهم وتحدي شرعية حكومة السيسي، إذ نشر عضو من الوفد صورة لنفسه أمام شعار وزارة الخارجية، وقال عضو آخر إن مسؤولا من البيت الأبيض حضر ذلك الاجتماع، مما أحرج إدارة أوباما على الصعيد المحلي، وعزز نظريات المؤامرة في مصر بشأن الدعم الأمريكي المفترض للإخوان، على حد قوله.
واختتم تراجر تحليله بالقول إن "على إدارة أوباما ألا تسمح باستخدامها كأداة دعائية في حرب الإخوان المستمرة ضدّ الحكومة المصرية. وباختصار، ينبغي ألا تسمح للإخوان بخداعها مرتين".