ما زالت
الحراكات الثورية في
مصر؛ عاجزة عن الالتقاء في ائتلاف يوحد العمل الثوري، ويصعد وتيرته ضد نظام عبدالفتاح
السيسي "المنقلب" على
الشرعية.
و"شيطان" الفُرقة يكمن في التفاصيل؛ ففي الوقت الذي يصر فيه التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، على عودة الرئيس محمد
مرسي إلى منصبه؛ تجعل حراكات أخرى التخلي عن هذا المطلب شرطا للعمل المشترك على إسقاط النظام الحالي.
ويؤكد أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، محمد سودان، أن "إسقاط الانقلاب العسكري؛ هو هدف مشترك لجميع القوى السياسية والثورية في الداخل والخارج".
وقال لـ"
عربي21" إنه "لا توجد مشكلة حقيقية بين مكونات وأطياف القوى الثورية؛ إذا كان سقوط النظام يعني عودة الشرعية المتمثلة في إعادة الرئيس محمد مرسي المنتخب شعبيا إلى منصبه، فالانتخابات التي أفرزته رئيسا هي أحد أهم مكتسبات ثورة
25 يناير".
ورفض النزول عند رغبة من يطالب "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" بالتخلي عن عودة مرسي، قائلا: "لا يجوز أن يشترط علينا أحد للنزول معنا إلى الشارع، فالثورة لا تحتمل شروطا، ولا تقام بالتحالفات، إنما هي إرادة جماهير غاضبة، تحددها أرض المعركة".
واقترح سودان لتجنب هذه الإشكالية؛ أن "ينزل كل فصيل، أو تيار، إلى الشارع؛ بما يرغب من شعارات وأولويات، ومن ثم التحاور والجلوس عقب انكسار الانقلاب".
العمل في المشترك
وقال منسق حركة طلاب الحرية بجامعات مصر، حازم رضا، إن "كل القوى الثورية، والوطنية مطالبة بضرورة الاصطفاف الوطني؛ من أجل استعادة المسار الثوري".
وأضاف لـ"
عربي21": "نتفهم تمسك كل القوى بمطالبها، ولكن يجب البناء على القواعد المشتركة بينها، وتنحية الخلافات جانبا، ومن ثم الاحتكام إلى الجماهير، والاستماع إليها، وتلبية مطالب الشعب".
وانتقد إصرار بعض القوى المدنية على اشتراط رفع شعارات معينة، أو تحديد أهداف تفصيلية، مؤكدا أن "مثل هذه الدعوات تساهم في تفتيت الأصوات، وتزيد الفرقة، وتؤجج الخلاف، وتكرس لوجود الانقلاب العسكري".
تعاون بلا شروط
بدورها؛ أكدت المنسقة العامة للتحالف الثوري لنساء مصر، منال خضر، أن "استعادة
الثورة تعني استعادة الحقوق والمكتسبات المترتبة عليها؛ وأهمها عودة الشرعية المتمثلة في الرئيس محمد مرسي".
وقالت لـ"
عربي21": "لقد قمنا بثورة من أجل أن يحكم الشعب بنفسه من خلال انتخابات حرة ونزيهة، ومرسي يمثل إرادة الشعب، ويمثل عنوان المسار الديمقراطي، ولا نطالب به لشخصه، وإنما لكونه يعكس إرادة الجماهير التي انتخبته".
وأبدت استعداد تحالفها للتعاون "غير المشروط" مع كافة القوى والتيارات الوطنية، مضيفة: "نحن في الشارع منذ نحو عامين، ولم يدعونا أحد للنزول، وضحينا بالغالي والنفيس، وبالمال والنفس، ولا نقبل أن يفرض أحد علينا شروطه".
لا تحالف مع "الإخوان"
على الجانب الآخر؛ رفض شريف الروبي القيادي في جماعة 6 إبريل/الجبهة الديمقراطية؛ التحالف مع أي فصيل "يدعو إلى عودة مرسي"، ذاهبا إلى أن "مسار الثورة لم يتحقق على يد المجلس العسكري، ولا جماعة الإخوان المسلمين، ولا عدلي منصور، ولا السيسي".
وأضاف لـ"
عربي21" أن القول بأن استفتاء 19 مارس الذي تم بموجبه تعديل دستور مبارك 71، وما بُني عليه من انتخابات برلمانية، ثم انتخابات رئاسية؛ هو أحد مكتسبات ثورة يناير "قول خاطئ؛ فكل ذلك كان نتاج تحالف العسكر مع الإخوان المسلمين".
واتهم نظام "الإخوان" بـ"عقد اتفاقات سرية مع المجلس العسكري على حساب القوى الثورية"، مضيفا أن "مرسي هو من أتى بالسيسي حاكما، وليس 30 يونيو، ووصفه بأنه وزير دفاع بطعم الثورة، وهو من أشاد بدور الداخلية في ثورة يناير" على حد قوله.
استعادة الثورة أولاً
أما عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، محمود عزت؛ فرأى أن "استعادة الثورة التي سجنت مبارك، وأزالت الحزب الوطني، واصطف خلفها الشعب؛ هو الهدف الأكثر عمقا".
وقال إن "المعركة الآن هي كيف نستعيد الجماهير للحراك السياسي؛ لانتزاع مكاسب سياسية على الأرض"، مشيراً إلى أن النظام الحالي "غير قادر على تحقيق مطالب الشعب، وخير البلاد يذهب لحفنة من جنرالات الجيش ورجال الأعمال".
وأضاف لـ"
عربي21": "نختلف مع الإخوان بشأن الإصرار على عودة مرسي، وهناك نقاط كبيرة يمكن التوافق حولها معهم، ومع إدراكنا قدر التضحيات التي قدموها؛ إلا أن تكتيكاتهم تتسم بضيق الأفق".
وأكد عزت أن "هناك فرقا بين إسقاط النظام العسكري لصالح حكم الإخوان، وبين إسقاطه لصالح حكم بديل يتوافق عليه الشعب"، لافتا إلى أن "المشاكل تكمن دوما في التفاصيل".