بما أن حزب
العدالة والتنمية لن يستطيع تأسيس حكومة برلمانية بشكل منفرد، فهذا يعني أن
تركيا ستعود لسابق عهدها الذي كانت عليه، وهو عهد الحكومات الإئتلافية.
لو فقط ذكرنا، قبل الانتخابات، الحكومات الإئتلافية، التي تعني الأزمات السياسية والاقتصادية، لقال لنا المواطنون الأتراك، ماذا تقول أنت حفظنا الله!! ولكن على الرغم من هذا كله إلا أن الانتخابات بالفعل نتج عنها احتمالية إنشاء حكومة ائتلافية.
وهذا ليس غريبا لأن لسان الميادين و نتائج الاستبيانات المتوقعة كانت تبين لنا بأن حزب العدالة والتنمية بعد اليوم لن يستطيع تأسيس حكومة بشكل منفرد.
حسنا إذا كان هذا هو الحال، فماذا أراد الشعب أن يقول من وراء هذه النتائج؟
هل بالفعل أراد أن يقول لحزب العدالة والتنمية، يكفيك طورت دولتنا كثيرا هذا كثير علينا نريد أن نرجع لسابق عهدنا من أزمات وتخلف؟ الجواب هنا بالطبع لا.
إذن، لماذا لا يرد الشعب الاستقرار؟، بمعنى لحزب العدالة والتنمية، أن يدوم؟ ألا يعلم شعبنا العزيز بأن الحكومات الإئتلافية هي السبب الرئيس لتخلفه ومشاكله؟ لا، أنا في رأيي أعلم وبشكل جيد جدا، أصلا أن لغاية الآن لم أقابل أي شخص، مهما كان فكره أو تياره السياسي، يدعي بأن الحكومات الإئتلافية كان فيها الخير لتركيا.
وفي الخلاصة أود أن أقول بأن هناك رأي عام في تركيا، يؤكد "الفضل الكبير" لنظام الحكم المنفرد، الذي يتشكل من حزب واحد، في بسط الاستقرار والتطور، وهذه الخلاصة مستمدة من تجربة السنين، حيث أن تركيا من مندرس إلى ديميرال، ومن أوزال إلى أردوغان، فقط في عهد هؤلاء الذين حكموا تركيا بمفردهم، استطاعت التطور والازدهار، ولكن في عهد الحكومات الإئتلافية لم نر إلا الأزمات والنكسات.
الآن، بما أنا شعبنا العزيز يعرف هذه الحقيقة، لماذا إذا قام بإعطاء الفرصة والاحتمالية لتأسيس حكومة إئتلافية من جديد؟
هناك احتمالان أساسيان لذلك:
الأول: هناك ضغوطات خارجية كبيرة جدا ألمت بتركيا وأضرت باقتصادها في الفترة الأخيرة، ومن الممكن أن يكون المنتخِب التركي أراد لهذه الضغوطات أن تخف عن طريق الحكومات الإئتلافية.
إذا كان هذا التوقع صحيحا، يجب على حزب العدالة والتنمية أن يكون دقيقا جدا في اختياره للحزب الذي سيقوم بالتحالف معه من أجل تأسيس
الحكومة الإئتلافية.
ويجب على حزب العدالة والتنمية أن يأخذ المثل الذي يقول "بدلا من أن يكحلها عور عينها" بعين الاعتبار حتى لا تتراكم هذه الضغوطات السيئة والخطيرة.
الثاني: من الممكن أن يكون المنتخب أراد تغيير الوجه السياسي، فهذه هي الحالة الإنسانية تحب التجديد.
في هذا الوقت ما هي الأمور التي كان يجب على حزب العدالة والتنمية أن يقوم بها؟ أهم أمر كان يجب أن يقوم به الحزب؛ هو تحديد مرشحين، وخاصة في منطقة شرق الأناضول التي تتركز فيها الأغلبية الكردية، جدد يعطون الأمل للشعب ويزهرون ربيعه من جديد عن طريق التغيير والتجديد، كما كان يجب على حزب العدالة والتنمية تسيير حملة انتخابية أنجح من ذلك.
وأخيرا السقف الانتخابي الذي تم تحديده قبل الانتخابات ب 10 في المائة، كان من أسوء العوامل التي ألمت بحزب العدالة والتنمية؛ حيث أن هذا السقف خلق ضغطا نفسيا سيئا لدى "المواطن الكري" في تركيا، حيث أصبح المواطن الكردي يتسائل لماذا أجعل الأتراك يدخلون البرلمان لوحدهم ونحن الأكراد نبقى بعيدا عنه؟ يجب علي أنا، كمواطن كردي، أن أنتخب الحزب الوحيد الذي يمثلني وهو حزب الشعوب الديمقراطي لأجد من يمثلني في البرلمان..
وأخيرا أقول هذه هي إرادة شعبنا وقدر الله وما شاء فعل...، ولكن يجب علينا أن ننتظر الانتخابات المبكرة حيث أنه لا يمكن للأحزاب السياسية الموجودة في الساحة أن تتحد أي واحد منها مع الآخر؛ فالاختلاف الأيدولوجي بينهم ما بين السماء والأرض.