تواصل صحيفة الأخبار
اللبنانية حملتها وهجومها على من تطلق عليهم دوائر
حزب الله مسمى "
شيعة السفارة"، أي السفارة الأمريكية، وهو المصطلح الذي استخدمه نصر الله لأول مرة في خطاب جرى تسريبه من قبل الصحيفة ذاتها، ألقاه أمام جرحى الحرب السورية.
وطبقا لما نشرت الصحيفة، فإن "شيعة السفارة" هم مجموعة شخصيات لبنانية، من رجال دين، ناشطون، صحافيون، رجال أعمال، سياسيون، اختارتهم الخارجية الأمريكية على أساس مذهبي مناطقي لتنفيذ خطّة أقرّت عام 2006 هدفها المعلن والموثّق، هو تشويه صورة حزب الله عند الشباب اللبناني، وخلق بدائل عنه، وإحدى محطاته الأساسية ضرب حزب الله من داخل البيئة الشيعية.
وهذه المرة سلطت "الأخبار" سهامها نحو الشيعي المستقل
لقمان سليم، الذي ادعت أن "واشنطن جمدت أحد أهم المشاريع التي أوكل بها، وهي ضرب حزب الله كحركة مقاومة".
وقالت الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء في هذا السياق: "لا يريد نجم "شيعة السفارة" لقمان سليم أن يصدّق أنه رسب في امتحان الخارجية الأمريكية، واشنطن جمّدت أخيرا أحد أهمّ المشاريع التي أوكل بها الناشط المدني أي ضرب حزب الله كحركة مقاومة من داخل البيئة الشيعية، بسبب «فشله في إتمام المهمة، هل ينقذ مستشارُ نتنياهو الشيعيَّ المستقل هذه المرّة؟".
وزعمت الصحيفة أنه في "10 نيسان 2015 استفاق مدير جمعية "هيّا بنا" لقمان سليم على رسالة مزعجة من واشنطن تبلغه أن الإدارة الأميركية قررت وقف تمويل أحد البرامج التي كُلّف بتنفيذها وتلقّى الدعم من أجلها منذ عام 2013. وَقْع الرسالة كان ثقيلا جدا على الناشط في المجتمع المدني، فما طُلب منه تجميده فورا ليس أيّ مشروع، بل هو الذي بنى عليه سليم أمجاداً خلال السنوات الماضية، وساهم في تأسيسه وإطلاقه منذ بداياته".
ونوهت الصحيفة في تقريرها إلى أن المشروع المذكور ليس سوى "الخطة الأمريكية لخلق مجموعة معادية لحزب الله كحركة مقاومة داخل البيئة الشيعية".
وأشارت إلى رسالة مبعوثة قبل شهرين إلى سليم وتقول بوضوح إن "وزارة الخارجية تطلب وقفا فوريا ونهائيا لجميع النشاطات التي تهدف إلى إنشاء صوت شيعي معتدل ومستقل، وعلى "هيّا بنا" أن تلغي كل تمويل مخصص لتلك النشاطات".
وبينت الصحيفة أن سبب الوقف، كما هو مذكور في الرسالة، "تغيّر في أولويات الخارجية الأميركية في لبنان، وبعض المسؤولين في الخارجية أوضحوا أن قرار الوزارة يعود إلى فشل المشروع بتحقيق أهدافه، شارحين أنه بعد دراسة تقييمية لأداء جمعية «هيّا بنا» أجريت في نهاية عام 2014 تبيّن أن الجمعية لا تعمل بما فيه الكفاية لنشر الاعتدال الشيعي.
ووصفت حال لقمان سليم الذي اعتبرته "مذهولا، يعيش حالة نكران، ولا يريد أن يصدّق أنه فشل في المهمة العزيزة التي عهدت له بها واشنطن، فها هو يربط قرار وقف مشروعه بسياسة الانفتاح التي يقودها الرئيس باراك أوباما تجاه إيران.
واستطردت الصحيفة: "ها نحن نرى بوضوح أن السياسة الأميركية في لبنان مبنية على عدم إزعاج حزب الله. هذا واضح. كلّ ما من شأنه ألا يقلق راحة حزب الله يفعلونه! أطلق سليم صرخته على بعض المنابر الإعلامية المحلية والأجنبية في الأيام الماضية".
وذهبت "الأخبار" إلى القول إن "حرقة سليم مفهومة، فالمطّلع على محاضر اجتماعات السفارة الأميركية التحضيرية للمشروع إيّاه يرى أن الناشط الشيعي المعادي لحزب الله، والقاطن في الضاحية الجنوبية، (هكذا صنّفه السفراء)، لعب دورا محوريا فيه. حتى أنه، ذات مرّة، فاجأ الأميركيين بحماسته الملحوظة عندما أخبرهم عن استعداده للتعاون مع الإسرائيليين في القريب العاجل بعدما ناقش الأمر مع أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو في واشنطن.
وواصلت أن سليم "حمل ملف شيعة السفارة منذ عام 2008، ودار به من وإلى عوكر متنقّلا بين بيروت والجنوب والبقاع ثم واشنطن. كان الزائر شبه الدائم إلى السفارة يصطحب زملاءه من الشيعة المستقلّين إلى موائد السفراء ويفتح للمبتدئين منهم باب عوكر".
وزعمت الصحيفة أن "640 ألف دولار أمريكي، هو المبلغ الذي خُصّص لـ «هيّا بنا»، من أجل خلق ذاك الصوت الشيعي المعتدل المعادي لحزب الله. ميزانية المشروع وضعت لتغطي الفترة الممتدة بين حزيران 2013 وكانون الأول 2015، لكن القرار الأخير القاضي بتجميد التمويل بدءًا من نيسان 2015 طيّر من الميزانية الـ 200 ألف دولار المتبقّية، ما زاد من استياء سليم وغضبه".
يُذكر أن مصطلح "شيعة السفارة" أصبح يشمل في عرف حزب الله جميع مناهضيه في البيئة الشيعية، بخاصة من النخب الذين رد كثير منهم على نصر الله، بعد الخطاب الذي ذكرهم فيه قبل أسابيع بنوع من التهديد. وممن ردوا عليه الكاتب محمد بركات، والكاتب عماد قميحة وآخرون.