قال سكان إن مقاتلين حوثيين في وسط اليمن نسفوا منزل سياسي رفيع المستوى، الأربعاء، أثناء وجوده في سويسرا ضمن وفد الحكومة اليمنية المشارك في محادثات السلام. وتزامن تدمير منزل عضو البرلمان عبد العزيز جباري في مدينة ذمار مع مزيد من الضربات الجوية التي تشنها قوات تقودها السعودية على أهداف في أنحاء اليمن دعما للحكومة.
وفي
جنيف دخلت محادثات السلام التي ترعاها
الأمم المتحدة بشأن اليمن يومها الثاني. وقال مندوب أمس الثلاثاء إن الأطراف تتفق على ضرورة وقف إطلاق النار لكن آخرين قالوا إن الاتفاق ما زال بعيد المنال.
وقال سكان في بلدة ذمار إن الحوثيين الذين استولوا على منزل جباري في نيسان/ أبريل فجروه بالديناميت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، ونشرت مواقع يمنية على الإنترنت صورة السقف المنهار فوق كومة من الأنقاض.
وقال جباري نائب رئيس الوفد الذي أرسله إلى جنيف الرئيس عبد ربه منصور هادي إنه صدم عندما سمع هذه الأنباء. ويقيم هادي في السعودية.
وقال جباري لرويترز في جنيف إنه من المؤسف أن تصل أخلاق وسلوكيات الناس إلى هذه النقطة.
وأضاف أن منزله ليس المنزل الوحيد في اليمن الذي استهدف، بل تم استهداف منازل وممتلكات كثير للناس بطريقة لا تصدق.
وقال وزير الخارجية رياض ياسين عبد الله رئيس الوفد الحكومي إن الحوثيين يتعاملون بهذه الروح الانتقامية مع كل الشعب اليمني، وإنه لا يمكن إلتزام الصمت بشأن هذا.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين حوثيين للتعليق.
وسيطر
الحوثيون على صنعاء في أيلول/ سبتمبر وتوغلوا في وسط وجنوب البلاد فأجبروا هادي وحكومته على الانتقال إلى السعودية.
ويقول الحوثيون إنهم يقومون بحملة ضد الفساد، وإنهاء ما يقولون إنها سنوات من التهميش السياسي.
وتقصف قوات التحالف بقيادة السعودية الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الجيش اليمني التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالفة مع الحوثيين منذ 26 آذار/ مارس. وهدفهم هو إعادة الرئيس هادي للسلطة، وصد ما تعتبره توسعا إيرانيا شيعيا في المنطقة، وينفي المقاتلون الحوثيون الحصول على أي دعم عسكري من إيران.
وقصفت الضربات الجوية قواعد للجيش في العاصمة صنعاء وأهدافا للمقاتلين الحوثيين في صحراء وسط اليمن ومحافظة المحويت الجبلية، وهي واحدة من آخر محافظات اليمن التي لم تقصف منذ بدء حملة القصف الجوية.
وقتل أكثر من 2600 شخص مدني ومقاتل منذ آذار/ مارس، وتلوح أزمة إنسانية في الأفق فيما تقل إمدادات الغذاء والدواء والسلع الأخرى.
وفي جنيف قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إنه يجري محادثات مكوكية في محاولة لتبديد الخلافات.
وهون وزير الخارجية عبد الله من إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع بشأن وقف إطلاق النار قائلا إن وفده ما زال يركز على تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من المدن التي سيطروا عليها في أيلول/ سبتمبر والأسابيع التي تلت ذلك.
وقال إنه بينما يسعى الجميع لوقف إطلاق النار فإنه لا يريد أن يكون ذلك من أجل الدعاية فقط.
وأضاف أن هناك عملا على الأرض يتعين تنفيذه حتى تصبح هدنة حقيقية، وليس مجرد كلمات تتلاعب بمشاعر الناس.
وفي كلمة نقلها التلفزيون أمس الثلاثاء عبر عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين عن الأمل في التوصل إلى حل لكنه اتهم معارضيه اليمنيين بالسعي لتنفيذ أجندية سعودية.
وقال إنه لا شيء يمنع إيجاد حل سياسي في البلاد لكن السعوديين هم من يفسدونه "بعدوانهم."
ويطالب هادي ودول عربية الحوثيين بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في نيسان/ أبريل والذي يلزمهم بالجلاء عن المدن الرئيسية اليمنية.