يكرر محمود صميدعي عبارته "وصلنا لمرحلة حصد النتائج"، فالناشط المدني الذي ينحدر من مدينة
السلمية التي يقطنها قسم كبير من أبناء الطائفة الإسماعيلية؛ لا يستطيع إخفاء تخوفه من سيناريو يراه ماثلا لا محالة، أمام المدنيين من أبناء المدينة، في حال تقدم
تنظيم الدولة.
وخلال حديثه لـ"
عربي21"، يشرح صميدعي مخاوفه، بسرد وقائع يرى فيها مؤشرات حتمية على قرب تخلي النظام السوري عن مدينة السلمية الواقعة في
ريف حماة.
ويقول: "تخلى النظام عن مدينة تدمر على أهميتها، تحت ضربات التنظيم، فكيف بمدينة محاطة بسهول مكشوفة للجميع، ومحاطة بجبهة النصرة جنوبا وغربا، وبتنظيم الدولة شرقا، وبالبدو أيضا في أكثر من جهة، نعم كل ما سبق موجود في محيطنا".
ويضيف: "هذا إن لم نتحدث عن التسريب الذي أوردته صحيفة "ديلي صباح" التركية الذي تحدثت فيه عن إمكانية تخلي النظام عن مدينة السويداء، أو مدينة السلمية لصالح التنظيم".
ويتابع صميدعي، واصفا الحال الذي وصل إليه ما تبقى من سكان المدينة: "يعيش الأهالي داخل المدينة في حالة من القلق والتوتر، هذا القلق قد يتحول قريبا إلى حالة من الهلع، في حال اقتراب مقاتلي تنظيم الدولة من المدينة أكثر".
وبعد أن شدد على عدم امتلاك أبناء المدينة لخياراتهم التي لربما أوصلتهم إلى مرحلة انتظار النتائج هذه، جدد التأكيد على أن اقتراب المعارك من المدينة بات ينذر بالخطر، وخصوصا أن كل الجهات المقاتلة التي باتت على تخوم المدينة لم تعط تطمينات لأحد".
ويقول صميدعي إن "سياسات النظام القمعية بحق أبناء المدينة أفرغت المدينة من شبابها، ولذلك لا بديل عن اللجان الشعبية التي تعيث فسادا في المدينة، لحماية المدنيين، في حال اتخاذ النظام قراره الإجرائي القاضي بالانسحاب، وهو أمر متوقع وقد يتخذه النظام في أي لحظة، وفق تصور خاص منه لإدارة المعركة".
حديث صميدعي يأتي بعد اقتراب المعارك، على أكثر من محور؛ من مدينة السلمية، الواقعة شرق مدينة حماة، والتي تقطنها غالبية من الأقلية الإسماعيلية، إضافة إلى نسبة من السنة والعلويين. وشنت جبهة النصرة وحركة أحرار الشام هجوما على قرية سنيدة، التي تمثل خط الدفاع الأول عن المدينة.
كما يأتي ذلك في وقت أعلن فيه عن قطع طريق الواصل بين محافظة حمص ومدينة السلمية، وبين السلمية ومحافظة حلب، لأكثر من مرة، وهو ما يؤشر على سهولة إطباق الحصار على المدينة في حال تصاعدت حدة المعارك.
من جهته، يرى ناشط اعلامي من أبناء المدينة، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن من الصعوبة بمكان قراءة السيناريو الأقرب للمدينة، مؤكدا على سوداوية أفضلها في أحسن الأحوال، وفق تقديره.
ولا تقتصر مخاوف أهالي المدينة على بطش تنظيم الدولة فقط، حيث يشير الناشط، خلال حديثه لـ"
عربي21"، إلى أن "تجمعات البدو تحيط بـ المدينة من كل الجهات، والشرخ الإسماعيلي بالمحيط السني (البدو) قد ازداد بفعل ظلم النظام لهم، وتحميل البدو لأهالي السلمية تبعات عمليات الخطف التي يقوم بها عناصر النظام والشبيحة المتواجدون في المدينة، ولذلك قد يكون الحديث عن طريق نجاة لأبناء المدينة في حال صار التصعيد العسكري واقعا، من المستحيلات" كما يقول.
وعلى الرغم من تزامن المعارك التي تخوضها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام على طريق حمص السلمية، مع التحركات التي يقوم بها تنظيم الدولة شرقي المدينة، إلا أن الناشط رفض الحديث عن تنسيق فيما بين هذه الفصائل، وقال إن الموقع الإستراتيجي للمدينة كونها عقدة مواصلات هامة تربط أغلب المحافظات السورية ببعضها، يجعل منها محط أنظار جميع الفصائل والأطراف المتصارعة.
في غضون ذلك، يستبعد مراقبون تخلي النظام عن مدينة السلمية، لا سيما بعد خسارته الأخيرة لمحافظة إدلب التي كانت تشكل طريق لربط الساحل بالشمال السوري، حيث باتت السلمية الطريق الوحيد للنظام للوصول إلى المحافظات الشمالية السورية.