تناقلت الصحف التركية، الثلاثاء، تطورات المسألة السورية واحتمالات تقسيم المنطقة، وإمكانية التدخل التركي في سوريا أو تمدد تنظيم الدولة إلى تركيا.
وتداولت أيضا مسألة تركستان الشرقية وقيام الصين بتحذير رعاياها في تركيا، وتناولت المقالات أسباب الاحتلال الصيني لتركستان الشرقية ومستقبل الاحتجاجات هناك.
حرب عالمية ثالثة في سوريا والعراق
أجرت صحيفة "تركيا"، لقاءا مع جنكيز تومر عضو هيئة التدريس في جامعة مرمرة وخبير شؤون الشرق الأوسط حول المسألة السورية وإنعكاساتها على المنطقة.
وبين جنكيز للصحيفة أن الشعوب العربية لما بدأت ثوراتها كانت تسعى جاهدة إلى التخلص من الظلمة الذين كانوا يحكمونها بأي ثمن، موضحا أن الدعم الغربي لا يأتي بخير أبدا، وأن الشعوب العربية استعانت بأي شخص يساعدها حتى لو كان هذا الطرف هو تنظيم الدولة.
وحول سؤال الصحيفة عن ما إذا كانت الأمور ستسير على هذا النحو أو تتطور إلى ما هو أسوأ من انتشار تنظيم الدولة إلى الدول المحيطة، قال جنكيز إن المشكلة الأساسية تأتي من الفراغ الاجتماعي والديني الذي تعيشه الشعوب، مبينا أن هذه الأسباب جعلت تنظيم الدولة يجد له خلفية واسعة للانتشار في سوريا مع أنها كانت من الدول المعتدلة جدا في المنطقة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعطي دلالة على إمكانية انتشار تنظيم الدولة في تركيا أيضا.
ووضح جنكيز للصحيفة أن على تركيا أن تزيد من التعليم الديني وتحرص على نشره في المناطق المختلفة لمقاومة مثل هذه الأمور، مشيرا إلى أن ما يحدث في سوريا والعراق الآن هو حرب بالوكالة، أو حرب عالمية مصغرة، تحاول كل الأطراف أن تحافظ على مصالحها فيه.
داوود أوغلو: استعدوا للإنتخابات المبكرة
أوردت صحيفة "يني عقد" أن رئيس الوزراء التركي عقد مؤتمرا صحفيا قبل البدء بتشكيل الحكومة دعا فيه أعضاء حزب العدالة والتنمية إلى التجهز للانتخابات المبكرة.
وبحسب ما ذكرت الصحيفة، فإن داوود أوغلو بين في اللقاء أنه سيلجأ إلى كل الخيارات لإقامة الحكومة المقبلة، مبينا أن الخطوات الأولى لإقامة الحكومة كانت بإقامة اللجان المختصة من النواب، الأمر الذي بدأ به رئيس مجلس النواب التركي عصمت يلماز، مبينا أن حزب الحركة القومية اعترض على آلية اختيار اللجان، بسبب تحديد أعضاء حزبه بعدد أعضاء حزب الشعوب الديموقراطي.
وبينت الصحيفة أن داوود أوغلو دعا أعضاء حزبه إلى التجهز للانتخابات المبكرة في حال فشلت إقامة حكومة التحالف، مشيرا إلى أنه سيذهب بالمبادئ لا بالخطوط الحمراء.
هل سيضطر العدالة والتنمية للتحالف مع الشعب الجمهوري؟
تشير الكاتبة "هلال كابلان" في مقال لها بصحيفة "صباح" إلى احتمال إقامة الحكومة المقبلة، واحتمال تحالف حزب الشعب الجمهوري مع حزب العدالة والتنمية.
وترى الكاتبة أن الانتخابات التركية الماضية لم تكن انتخابات تركيا لوحدها، بل كانت انتخابات تدخلت في صناعة نتائجها عوامل دولية خارجية وداخلية، منبهة إلى أن حزب العدالة والتنمية فقد أصواته بسبب شعاره" هم يتكلمون ونحن نعمل" حيث فقد أصواته بسبب انشغاله بالعمل.
وبحسب الكاتبة فأن حزب الشعب الجمهوري وقف إلى جانب التنظيم الموازي في الفترة الماضية، وعمل معه مساعدا، الأمر الذي يجب أن نضع تحته خطوط في مسألة إقامة تحالف معه.
وتنبه الكاتبة إلى أن الخوف من حزب الشعب الجمهوري، يتمثل في كونه انه دائما ما يعمل على مخالفة حزب العدالة والتنمية فقط، مما يثير المخاوف في مسألة الحجاب والإنجازات الأخرى التي قدما حزب العدالة والتنمية.
وتختم الكاتبة قائلة: "لعل السؤال المؤلم هو هل سنضطر إلى إقامة تحالف مع حزب الشعب الجمهوري، أظن أن أكثر من يؤلمه السؤال هو حزب العدالة والتنمية".
ما الذي يحدث في تركستان الجميلة؟
يلفت الكاتب عبد الله مراد أوغلو في مقال له بصحيفة "يني شفق" أن تركستان الشرقية التي تعاني من ظلم الحكومة الصينية والقمع الشديد، وصل المسلمون فيها إلى حد منع الصيام في شهر رمضان مبارك.
وأورد الكاتب أن بريطانيا ساعدت الصين على احتلال تركستان الشرقية عام 1949، مبينا أن تركستان الشرقية كانت أقامت حكومة لها عام 1944، لكنها سقطت عام 1949 بالاحتلال الصيني، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية عملت على تغيير ديموغرافيا المنطقة من خلال تهجير الآيغور من المنطقة واستبدالهم بالصين.
الكاتب الذي يذكر أن الحكومة الصينية تقوم باستغلال مناطق تركستان الشرقية بكل الطرق، يبّين أن تركستان الشرقية غنية بمناجم الفحم والذهب واليورانيوم إلى جانب توفر النفط فيها بشكل كبير، الأمر الذي يجعلها مطمعا استعماريا كبيرا.
ويختم الكاتب مقالته بالتحذير من نمو تنظيم القاعدة في تلك المناطق مشيرا إلى أن التنظيم له جيوب صغيرة جدا هناك، ولكن قابلة لإن تكبر وتتوسع بفعل سياسات الحكومة الصينية.