كشفت مديرية صحة "
حلب الحرة" عن تزايد في عدد الأطفال الذين يولدون مشوهين في مدينة حلب، جراء إلقاء النظام البراميل متفجرة تحوي على غازات سامة تستهدف المدنيين.
ونشرت المديرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الثلاثاء، صورا لجنيين بتشوهات خلقية، في مشفى السيدة الزهراء للجراحة النسائية، وهو أحد المشافي العامة التابعة للمديرية في الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار.
وأكد مدير بنك الدم في حلب، عبد الرزاق درويش، معاينته لحالتين لأجنة ولدا أيضا بتشوهات خلقية في وقت سابق، موضحا فظاعة الحالتين السابقتين حالت دون توثيق صورهم قبل الوفاة.
وقال درويش في لـ"
عربي21": "قد تتسبب أي مادة كيمائية تتعرض لها المرأة الحامل بتلك التشوهات، بما فيها الأدوية والعقاقير التي تتناولها الحامل أثناء فترة الحمل، كما وتؤهب درجة القرابة بين الزوجين ظهور هذه الحالات أيضا".
بدوره، أشار مدير المكتب الصحي في مجلس محافظة حلب الحرة، عبد السلام ضعيف، إلى صعوبة الربط بالأدلة الدامغة بين الغازات التي يلقيها النظام وظهور الحالة الأخيرة. ورأى ضعيف، أن معدلات الأجنة المشوهة في المدينة لا زالت بأعداد قليلة وضمن المعدلات الطبيعية.
ويتهم ناشطون من أبناء المدينة، النظام السوري بإلقاء براميل متفجرة تحتوي على غازات سامة كغاز الخردل، والسارين بمعدلات متفاوتة.
وفي وقت سابق، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يقضي بتدمير مخزون النظام من الغازات السامة ومحاسبة مرتكبي الجرائم، من دون تحديد الجهة الفاعلة، وذلك بعد هجوم بالمواد
الكيماوية شنه النظام على عدة مدن في الغوطة في شهر آب/ أغسطس 2013، راح ضحيته المئات من أبناء الغوطة حينها، لكن خبراء شككوا بادعاءات النظام التي يزعم فيها تسليمه لكامل مخزونه الضخم من الغازات السامة.
وقال رئيس المجلس العسكري في حلب، العميد المنشق عن النظام زاهر الساكت: "لم تطو صفحة الكيماوي في
سوريا، بعد مرور حوالي ثلاث سنوات على الهجمات التي قام بها النظام على الغوطة، وإنما أجرى النظام تعديلا على آلية الاستخدام، وذلك باستبدال غاز السارين وغاز الخردل، بمادة
الكلورين الممزوجة بالسيانين ذات المفعول الخانق، وقد استطعنا توثيق قرابة 90 حالة استخدام للكلورين الممزوج بعد هجمات الغوطة".
وأضاف الساكت، -وهو الذي كان يشغل رئيسا لفرع الكيمياء في الفرقة الخامسة قبل انشقاقه عن النظام-، في حديث لـ"
عربي21": أن "لمادة السيانين تأثير على الأجنة كما تثبت الدراسات، وسجلنا أكثر من 90 حالة تشوه لأطفال في مناطق من سوريا بعد هجمات الغوطة"، ولفت إلى احتفاظ النظام بكميات كبيرة من الغازات السامة التي لا يزال يستخدمها للآن، حسب قوله.
وأشار الساكت إلى استمرار النظام في استخدام هذه الغازات، كان آخرها في منطقة البحوث العلمية غرب حلب، صبيحة الثلاثاء، وعزا عدم وجود ضحايا في صفوف المقاتلين الذين كانوا متواجدين في مسرح إلقاء البرميل الذي يحوي غازات سامة، إلى الاحتياطات المتخذة (الأقنعة الواقية) التي ارتداها كل من عناصر حركة نور الدين الزنكي ولواء صقور الجبل.
وأنهى الساكت حديثه موجها نصائح للسكان المدنيين المتواجدين في المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة، يطالبهم فيها باتخاذ الإجراءات الوقائية البسيطة، التي من أهمها النزول إلى الأبنية المنخفضة لحظة أي هجوم، وذلك للتبخر السريع للمادة وصعودها للأعلى، علاوة على إغلاق النوافذ برقع قماشية مبلله بالماء والصابون.