قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة أحرار الشام الإسلامية في
ريف دمشق، أبو عابد، إن النظام السوري ومن خلفه لن يحصل على أي انتصار في
الزبداني، ريف دمشق، مؤكدا أن خسائر النظام السوري وحزب الله حتى اليوم مقارنة بالحصول على مدينة مدمرة هي هزيمة، حسب تقديره.
وتعهد أبو عابد، في حديث خاص لـ"
عربي21"؛ بأن مقاتلي الحركة وكتائب الجيش الحر العاملة في المدينة، ومن يساندهم لن يخرجوا من المدينة سوى جثثا محملة، مؤكدا أنه ليس لديهم ما يخسروه.
ورأى المتحدث أنه حتى لو نجح هجوم النظام السوري وحزب الله على الزبداني، فإنهم بالنهاية سيحصلون على مدينة مدمرة بكل ما تعنيه الكلمة، "ويكفي المرور منها كي تصاب بكآبة تكفيك سنوات لما ترى من حجم الدمار الحاصل من القصف الهستيري" حسب قوله.
وتتعرض مدينة الزبداني لهجوم شرس من النظام السوري وحزب الله اللبناني، بمساندة من لواء ذو الفقار الشيعي العراقي، وهي إحدى مدن الريف الدمشقي، ويبلغ تعداد سكانها 30 ألف نسمة. والمدينة محاصرة بعشرات الحواجز العسكرية، وما زالت تقطنها عشرات العائلات رغم نسبة الدمار الكبيرة الذي لحق بها.
وكان الثوار قد سيطروا في نهاية العام المنصرم على عدة حواجز عسكرية تابعة للنظام السوري في الجبل الغربي منها، وهذا ما فتح باب صراع بين الجانبين لم يغلق.
وأكد أبو عابد أن "كل ما تحدث به النظام السوري من أهداف يسعى لتحقيقها في معركته ضد الزبداني؛ هي فبركات ولا أساس لها من الصحة، وحديثه عن التأمين الدولي دمشق- بيروت هي محض خيال".
ولفت إلى أن الطريق الدولي منذ بداية الثورة لم يشهد أي حراك مسلح للمعارضة السورية المسلحة بسبب بعده الجغرافي عنها (الزبداني)، وهو يقع على مسافة أكثر من 10 كيلومترات عن الزبداني"، موضحا أن المعارضة السورية اقتربت منه منذ أشهر، عند سيطرتها على عدة حواجز في الجبل الغربي، لكن النظام السوري وحزب الله استعادا تلك الحواجز، فأصبحت المعارضة بعيدة جدا" عن هذا الطريق.
وأضاف المسؤول الإعلامي في أحرار الشام: "أي جريح يسقط في الزبداني يتم نقله للعلاج في لبنان، ولا يصل إلى
القلمون الغربي ولايدخل عرسال إلا عن طريق حواجز النظام والمعبر الرسمي، وبالتالي فإن المدينة مفصولة عن الحدود".
وحول ما يردده
حزب الله من أن معركته لحماية لبنان، قال أبو عابد، إن الفصائل المعارضة والموجودة في الزبداني هي أحرار الشام والجيش الحر، وهذه فصائل ليس من ضمن سياستها عمليات خارج الحدود، لافتا إلى أنه "إن كان هنالك من تجاوز الحدود فهو حزب الله"".
وشدد أبو عابد على أن المدينة لم تشكل يوما تهديدا لأمن لبنان، ولم تنطلق منها صواريخ، أو إرهابيون ينفذون عمليات في لبنان، معبرا عن اعتقاده بأن حزب الله وقع في شباك الأسد، الذي يستخدمه لتحقيق نصر إعلامي يرفع من مستواه بين مواليه، بعد تقهقره في عدة محافظات سورية على أيدي جيش الفتح وغيره، حسب تقديره.
وأردف مسؤول المكتب الإعلامي لحركة أحرار الشام الإسلامية؛ قائلا: "حتى المواد الطبية للجرحى يتم تأمينها بشق الأنفس. وبخصوص المواد المتفجرة فالحصول عليها يكون من البراميل المتفجرة والقذائف التي لا تنفجر، ويتم تجهيزها على شكل عبوات ناسفة تستخدم في الدفاع عن المدينة".
وأضاف: "في الحقيقة إمكانيات المدينة ضعيفة جدا، وهي لا تشكل خطرا على النظام السوري وحزب الله، ولكنهم رأوا فيها خاصرة ضعيفة للثورة السورية، ويريدون تحقيق انتصار إعلامي ضخم، بسبب امتلاك المدينة رمزية ثورية كي يغطي ذلك على هزائمهم في المدن الرئيسية ومراكز المحافظات، ولأجل هذا المكسب تدفع العائلات اللبنانية ثمنه أبناءها قتلى في معركة، ليس لها أي أهمية عسكرية تذكر".
وقال أبو عابد: "حتى جبهة النصرة أو تنظيم الدولة ليس لهما وجود في المدينة، ومن يسيطر على الزبداني في المجمل هي حركة أحرار الشام الإسلامية، وكتائب من الجيش السوري الحر، الذي خبا نجمه بسبب قطع الدعم عنه.
بدورها؛ تساءلت مصادر من أهالي المدينة؛ عن تخلي المعارضة السورية عنهم، وتركهم يواجهون مصيرهم المجهول، متحدثين عن وجود اتفاق دولي بين بشار الأسد والدول الكبرى حول الزبداني، على اعتبارها جزءا من الدولة العلوية المنشودة للنظام السوري.