ما أن أُعلن رسميا عن الاتفاق بين القوى الغربية وإيران بشأن ملفها
النووي، حتى بدأت مواقف حلفاء
إيران في
لبنان بالظهور، لترحب بالاتفاق، وترى فيه انتصارا لـ"محور المقاومة، وانصياعا غربيا لمطالب طهران".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي سجالا بين مؤيدي حزب الله وإيران من جهة، ومعارضيها من جهة أخرى. حيث حاول مؤيدو حزب الله إظهار الاتفاق على أنه انتصار لطهران، فيما تساءل المعارضون عن مصير حزب الله، ومشاركته في الحرب السورية بعد هذا الاتفاق.
وتساءل معارضون عن شكل التعاطي الجديد لحزب الله وأنصاره مع الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تصفها طهران بالشيطان الأكبر، لا سيما بعد أن قامت قناة المنار التابعة للحزب بنقل مباشر لكلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تحدث فيها عن الاتفاق.
حلفاء إيران:
وفيما لم يصدر موقف رسمي بعد لحزب الله، سارع حلفاء الحزب إلى الترحيب بالاتفاق من خلال تغريدات سريعة على تويتر، أو بيانات وتصريحات مقتضبة.
فقد هنأ رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل الشيعية، نبيه بري، طهران بالاتفاق، عبر رسالتين بعث بهما إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن رحاني، معتبرا أن "ما بعد الاتفاق النووي ليس كما قبله".
وأضاف بري: "نسأل الله أن يوفق بلدكم ويحفظ منعته واستقراره وازدهاره، وأن يؤدي الاتفاق المذكور إلى نهاية للحصار الظالم على إيران، وإلى زيادة علاقات الثقة بين بلدكم وجوارها العربي والمسلم"، حسب قوله.
أما زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون؛ فقد رأى في الاتفاق "خطوة واعدة نحو السلام في الشرق الأوسط"، حسب تعبيره.
وقال رئيس تيار المردة المسيحي، سليمان فرنجية: "نتمنى أن يكون للاتفاق الأمريكي- الإيراني، وما يحيط به من جوّ دولي داعم، انعكاسات إيجابية على لبنان، والمنطقة أمنيا واقتصاديا".
ورأى النائب عن حركة أمل الشيعية، علي عسيران، في بيان أصدره، أن "هذا الاتفاق سينعكس بالتأكيد إيجابا على لبنان وعلى جميع اللبنانيين، وسوف يعجل بانتخاب رئيس للجمهورية، وإجراء الانتخابات النيابية، لتعود الحياة السياسية إلى حيويتها في إقامة العلاقات اللبنانية"، بحسب قوله.
أما المفتي في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، عباس زغيب، فرأى بدوره في الاتفاق "انتصارا لكل المسلمين، والمستضعفين في العالم، ودليلا واضحا على انتصار إرادة الشعوب المطالبة بحقوقها - وثباتها عليه - على الاستكبار والغطرسة"، حسب تعبيره.
خصوم إيران:
على الجهة المقابلة، برز موقف الزعيم الدزري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، الذي نقلت عنه صحيفة النهار قوله إن "طريق الاتفاق عُبدت بمئات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين في سوريا والعراق"، مضيفا أن "الاتفاق ينهي العالم العربي الذي عرفناه سابقا في سوريا والعراق".
من ناحيته، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؛ أن الاتفاق النووي بين إيران والغرب إنما "هو اتفاق نووي فقط لا غير"، معتبرا في حديث للإعلام بعد لقاه رئيس الحكومة تمام سلام: "البعض متأملون بالمنّ والسلوى جراء هذا الاتفاق، ولكنني لا أشاطرهم الرأي، لا بل من الممكن أن يصب هذا الاتفاق في مكان ما؛ الزيت على النار في بعض أزمات الشرق الأوسط، لذا لا يجوز المراهنة على هذا الاتفاق، فبأقصى الحالات يُمكن لهذا الاتفاق أن يُجمد الموضوع النووي في ايران".
على الجهة المقابلة، قال فارس سعيد، منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار (المناهضة لحزب الله وإيران)، عبر "تويتر": "الاتفاق النووي سينقل المنطقة من حال إلى حال، ولا أحد يعرف ماذا سيكون الثمن على حزب الله".
تيار المستقبل، وعلى لسان كتلته النيابية، عبر عن أمله في ان يكون الاتفاق "نقيضا لاستمرار الخلاف بكل أشكاله واحتمالاته، وأن تنعم المنطقة بمنافع هذا الاتفاق على مختلف المستويات".
وتمنت الكتلة في بيان صادر عنها؛ أن يكون "محطة هامة على صعيد الاعتراف بحق كل دول المنطقة من دون استثناء؛ بالاستفادة من الطاقة النووية في الأغراض السلمية، وعلى طريق أن تصبح منطقة الشرق الأوسط بكاملها خالية من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك العدو الإسرائيلي".
أما رئيس الحكومة تمام سلام فعبر بدوره عن الأمل في أن ينعكس الاتفاق بشكل إيجابي على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا في حديث للإعلام: "تابعنا باهتمام نبأ إعلان الاتفاق حول الملف النووي الإيراني.. نأمل أن ينعكس هذا التطور بما يساعد على خفض التوترات وإشاعة السلام والاستقرار في المنطقة".
أما الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان فقد غرد قائلا: "الاتفاق النووي أسهل من الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. معقول!".