ذكرت تقارير أمنية بالجزائر، الأربعاء، أن قوات الشرطة اعتقلت ما لا يقل عن 86 مشتبها بالتورط في أعمال التخريب التي رافقت المواجهات المذهبية بمحافظة
غرداية، جنوب البلاد، منذ مطلع الأسبوع، وتستمر حاليا على فترات متفاوتة.
وأبرز الموقوفين، كمال الدين فخار، وهو ناشط حقوقي تنسب إليه السلطات محاولاته "بث الفتنة وزرع الفوضى بمحافظة غرداية وتأجيج الصراع بين الميزاب الإباضيين و العرب المالكيين". واعتقلت الشرطة
الجزائرية، كمال الدين فخار، السبت الماضي من أمام بيته رفقة عدد من أتباعه.
وفخار إنظم مؤخرا إلى تنظيم أمازيغي، يرأسه الإنفصالي فرحات مهني بمنطقة القبائل وسط البلاد، ما عزز فرضية "التآمر" من قبل المعني مع جهات خارجية، كما أفاد مدير ديوان الرئيس بوتفليقة، أحمد أويحي بمؤتمر صحفي عقده السبت الماضي، أن "هؤلاء يقدمون لكل شخص بغرداية 5 آلاف دولار يوميا للقيام بأعمال تخريب وقتل"، لكنه دون أن يحدد هوية الجهات الخارجية التي توظف فخار وجماعته للتآمر على الجزائر.
وطالبت عائلة فخار بالإفراج عن ابنها كمال الدين وقالت في بيان، الثلاثاء، تتوفر صحيفة "
عربي21"، على نسخة منه "نسجل تخوف عائلة الدكتور حول جدوى هذا التحقيق المستمر منذ أكثر من 90 ساعة من الاعتقال، هل هي محاولة لإلصاق تهم ثقيلة ضده مثلما تروج له بعض القنوات الإعلامية المحسوبة على النظام؟".
وقررت الحكومة، الإثنين، إجراءات مستعجلة لفرض الأمن بمحافظة غرداية، من بينها وقف المباريات الرياضية، وحضر الأسلحة البيضاء، ومنع التنقل بواسطة الدراجات النارية إلا بإذن مسبق من السلطات المختصة.
بالتوازي مع ذلك، بدأت الحكومة بسحب أسلحة الصيد من مالكيها بالمحافظة، في أعقاب حجزها ثلاثة بنادق صيد، قالت مصادر أمنية لصحيفة "
عربي21"، الثلاثاء إن إحداها "استعملت بأعمال قتل بالمواجهات المذهبة الأخيرة".
والثلاثاء، أحالت السلطات القضائية أكثر من 20 ناشطا من بين الموقوفين، على العدالة بانتظار صدور الأحكام القضائية بحقهم بفترة متأخرة من اليوم.
بالتوازي مع ذلك، قال مصدر عليم من مديرية الأمن الوطني بالجزائري، لصحيفة "
عربي21"، الثلاثاء، إن "قوات الشرطة حجزت أسلحة على قيمة من التطور وسماد كيماوي وأقواس لرمي القضبان الحديدية، وكريات محشوة بمسامير وقارورات غاز وزجاجات حارقة استعملت بالمواجهات المذهبية بداية الأسبوع الجاري".
وجاء ذلك بعد أن قامت قوات الشرطة العاملة بأمن غرداية، خلال الأيام الأخيرة، بعمليات بحث دقيقة وواسعة لنقاط مشبوهة، تستغل لصناعة وتخزين الوسائل المستعملة في الأحداث الدامية التي عرفتها المحافظة، حيث سجل سقوط 22 قتيلا.
ويسود هدوء حذر بمحافظة غرداية، التي تعززت الوحدات العسكرية المرابطة بها بفرق جديدة من الشرطة، والتحق نواب من البرلمان بالمدينة للتقصي في أسباب المواجهات المذهبية، بينما رفضت السلطة طلب أحزابا سياسية تشكيل لجنة تقصي الحقائق بخصوص تلك المواجهات.
وقال شافع بوعيش، رئيس المجموعة البرلمانية، لجبهة القوى الاشتراكية، في تصريح لصحيفة "
عربي21" الثلاثاء، إن "السلطة ترفض للمرة الثانية مطلب المجموعة تشكيل لجنة تحقيق".