أولا : الثورة
لا تستغرب عزيزي القارئ من اعتبار الثورة جنرالا و اعتبار السياسيين جنرالا آخر، فكل من يملك القوة الآن اعتبره جنرالا، وبمقاييس القوة لن ينجح إلا جنرال واحد، لقد تم ترتيب تلك الجنرالات حسب القوة، وتم اعتبار أن الثورة أقوى جنرال في المتنازعين و هذه القوة جاءت بفعل الانقلاب الخشن الذي تم، ثم المقاومة الرائعة ضده، التي استمرت أكثر من عامين إلى الآن وأثبتت أنها ستستمر، ولن تتوقف إلا بإسقاط
السيسي والقصاص منه ومن ذيوله.
ثانيا : السياسيون
إن السياسيين لسان حال الثورة المستمرة في الشوارع هم ثاني جنرال وأقوى ثانيهم؛ لأنهم استمدوا قوتهم من الشارع الذي أصبحت أفعاله وتحركاته لكمات مستمرة لوجه السيسي، وأدت حتى الآن إلى توتر حكم السيسي وانهيار جزئي؛ اقتصادي واجتماعي وسياسي، وأصبحت تحركات هؤلاء السياسيين مزعجة وتطرح بدائل مستمرة للسيسي ونظامه.
ثالثا : صدقي صبحي
أما الجنرال الثالث فهو صدقي صبحي، الذي يعتبر الآن هو الرجل الأول في
مصر؛ حيث يمتلك الجيش بمباركة المجلس العسكري كاملا باستثناء محمود حجازي رئيس الأركان، وأصبح المجلس العسكري يعلم جيدا أن أي إطاحة بصدقي صبحي من المجلس العسكري ستعتبر مقدمه لإطاحة السيسي بباقي أعضاء المجلس العسكري، وهم الآن يستشعرون الغدر من السيسي بعد الإطاحة ببعض منهم من عضوية المجلس العسكري، وأقول لحضراتكم إن السيسي حاول أكثر من مرة حل المجلس العسكري، ولكن وقف له أعضاء المجلس بالمرصاد وهددوه إن فعلها، ولكنه عاد ليحاول مرة أخرى النيل من أعضاء المجلس فرادى.
رابعا : السيسي
أما السيسي فلا زال قويا بشيئين لا ثالث لهما، أولهما أسطورة خداعه للرئيس مرسي التي خلق بها زعامة دكتاتورية دموية لدى أنصاره لا يمكن أن ينكروها يوما لأنهم فوضوه فيها، ولا يمكن أن يخالفوها يوما لأنهم رأوا بطشها، وعلموا أنها لا تفرق بين أحد. وثانيهما أموال الخليج التي سوقته في العالم، وجعلت دول العالم إن لم تتعاون معه وتدنو منه لوجود مصالح مشتركة، فإنها تدنو منه لتتلافى شره وتحاول تحييده حتى لا يضر مصالحها، وحتى لا يتآمر عليها كما تأمر على ثورة تونس وثورة ليبيا وثورة اليمن.
خامسا : سامي عنان
أما الجنرال الخامس فهو
سامي عنان، وتكمن قوته في علاقاته الجيدة بكل تيارات الثورة بما فيها الشباب والإخوان، وعلاقاته الإقليمية الجيدة وعلاقاته الرائعة بأمريكا، وأهم من هذا وذاك أنه لازال له أذرع طويلة داخل الجيش؛ حيث إن رجاله مستمرون في تولي مناصب مهمة داخل الجيش، ولازالوا على اتصال به.
سادسا : شفيق
أما
شفيق فلا يملك أي قوة، إلا قوة دحلان ومحمد بن زايد وقوة فلول مبارك من الصف الأول الذين أصبحوا الآن في الصفوف الدنيا؛ لأن السيسي فضل عليهم مؤسسات الجيش في توزيع المزايا بعد الانقلاب، ولازالت الإمارات ترى في شفيق بديلا للسيسي، ومنقذا لمصالحها في مصر، وإن حدث أي انقلاب على السيسي فشفيق حينئذ من وجهة نظرة الإمارات هو القادر على احتواء أي سقوط للسيسي.
ولكنه مازال ضعيفا وقد يتقدم في الترتيب إذا نجحت الإمارات في تنفيذ أحد مخططاتها؛ سواء بالدفع به رئيسا للوزراء خلفا لإبراهيم محلب، وهو المخطط الأول والأهم، أو أن تعيده ليعيش في مصر، وهو المخطط الذي قد يساعد تحركاتها نسبيا، وكلا المخططين خطر على السيسي ولا يتوافقان مع عنجهيته وتسلطه ولا يتوافقان أيضا مع شخصية السيسي؛ لأنه خائن بنى مجده على خيانة رئيسه، فسيظل كابوس الخيانة يطارده طوال الوقت.