بعد سماحها لطائرات التحالف الدولي بتسديد ضربات ضد "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" انطلاقا من قواعدها الجوية، عقب الهجوم
الإرهابي بمدينة سوروج والتي راح ضحيته 32 قتيلا، اعتبر تقرير لصحيفة " ليبيراسيون" الفرنسية أن أنقرة انضمت فعليا للتحالف الدولي ضد التنظيم وهي الخطوة التي تعبر عن نقطة التحول الكبيرة في اللعبة التركية.
وقال التقرير الذي أوردته صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية و ترجمته "
عربي 21"، إنه وبعد شهور من الغموض، بادرت
تركيا أخيرا إلى قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بعد موافقتها فتح قاعدة "إنسيرليك" الجوية في وجه طائرات التحالف، لتقوم وفقا لذلك 3 طائرات حربية من نوع F16 بتسديد ضربات جوية ضد أهداف التنظيم الإرهابي في
سوريا.
ويرى التقرير، أن "فتح قاعدة "إنسيرليك" أقوى إشارة على انعطاف موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الزعيم الكاريزمي لحزب العدالة والتنمية"، معتبرا أن تركيا التي هي عمود الجهة الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي، وبالرغم من كونها عضوا رسميا في التحالف الدولي المكون من 63 دولة، لم تقدم سوى الحد الأدنى من المساعدة.
وبررت الصحيفة موقفها بالقول"إن تركيا لم تسمح طيلة السنوات الماضية باستخدام القاعدة الجوية المتواجدة قرب مدينة أدنة لقصف مقاتلي التنظيم الإرهابي، معتبرة أن القاعدة الجوية ركن مفصلي في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وذلك بعد أن سبق للأمريكيين استخدامها عام 1991 إبان حرب الخليج الأولى، فيما لم تسمح تركيا باستخدامها في الحرب على العراق عام 2003 .
وقال التقرير، إن "سماح تركيا باستخدام القاعدة الجوية، جاء نتيجة شهور طويلة من المفاوضات والمحادثات الهاتفية بين باراك أوباما ورجب طيب أردوغان، حيث رحبت واشنطن بالخطوة معتبرة أن" الوصول إلى القواعد التركية ومنها قاعدة " إينسيرليك" سيزيد من كفاءة وفعالية ضربات التحالف ضد معاقل تنظيم الدولة "داعش".
بالمقابل، اشترطت السلطات التركية لاستخدام مرافقها العسكرية، إنشاء منطقة حظر طيران بمناطق متعددة في شمال سوريا للحد من تدفق اللاجئين على الحدود التركية الذين يبلغون حاليا 2مليون لاجئ.
وأفاد التقرير المنجز من طرف الكاتب والصحفي مارك سيمو، أن واشنطن انتقدت بشدة عدم تعاون أنقرة إلى جانب ما اعتبرته " تراخيا في سيطرتها على الحدود مع سوريا البالغة 900كيلومترا"، حيث تم إدخال الأسلحة والملتحقين بتنظيم الدولة إلى داخل سوريا، مرجعة الأمر إلى مراهنة أردوغان بكل ما سبق مقابل الإطاحة السريعة ببشار الأسد ودعم التمرد بما في ذلك الجماعات الأكثر تطرفا، ليجد نفسه في مواجهة تضخم ورم خبيث من الصراع السوري داخل تركيا" في إشارة للهجوم الإرهابي الأخير على مدينة سوروج، وفق تعبير التقرير.
وتساءلت " ليبيراسيون" عن إمكانية التدخل التركي شمال سوريا، في وقت لا زالت أنقرة تعتبر تأمين حدودها مع سوريا أهم أولوية، معتمدة في ذلك على الأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة وخاصة بمحاذاة المناطق الكردية، في الوقت الذي أكد فيه أردوغان بالقول " مهما كان الثمن، لن نقبل بقيام دولة إرهابية على حدودنا الجنوبية".
وقالت الصحيفة إن الأمر يتعلق بالضغط على واشنطن من أجل إنشاء منطقة حظر طيران، على أساس أن تكون هذه الأخيرة منطقة افتراضية تحميها قوات برية تمتد على مئات الكيلومترات عبر الحدود وعلى عمق خمسين كيلومترا في منطقة ماريا شمال حلب.