فرضت الطائرة الفرنسية "
رافال" نفسها على الإعلام
المصري، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث أجرت القوات الجوية المصرية عرضا جويا تجريبيا، السبت، شاركت فيه تلك المقاتلات، أعلى منصة حفل الافتتاح التي سيشهد منها رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي وضيوفه من رؤساء وملوك العالم بدء تشغيل التفريعة الجديدة لقناة السويس.
يأتي ذلك في وقت أطلق فيه مواطن من محافظة الشرقية اسم "رافال" على ابنته، فيما سخر نشطاء من التسمية، وهاجم مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، نادر بكار، قائلا إنها "إنجاز وهمي".
إطلاق اسم "رافال" على مولودة مصرية
فقد أطلقت أسرة بمحافظة الشرقية اسم "رافال" على مولودتها الجديدة.
وقال والد الطفلة محمود ناصف، في لقاء مع برنامج "صباحك مصري" على قناة "إم. بي. سي. مصر"، السبت: "كانت زوجتي في المستشفى، ووقتها كان هناك تشغيل تجريبي لمقاتلات رافال، فقررت إطلاق اسمها على الطفلة الجديدة، تضامنا مع الجيش، وفرحة بانضمام المقاتلات للقوات الجوية".
وأضاف: "بحثت عن معناها، وعرفت أن معناها (عاصفة الثلج)، فأحببت أن أعلن فرحتي بالصفقة، وتضامني مع الجيش، فأطلقت اسم رافال على ابنتي".
وتابع: "في البداية وجدنا تأييدا كبيرا من الناس، ولكن في الفترة الأخيرة بدأ بعض الجيران يتحدثون معنا بطريقة مشينة، وليس لهم حق في ذلك، لأنه في النهاية اسم ابنتي".
وطلب والد "رافال" من وزير الدفاع في نظام الانقلاب، الفريق أول صدقي صبحي، التقاط صورة تذكارية مع ابنته، ومع رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، تعويضا للإساءة التي تعرض لها هو، وابنته، على حد قوله.
وبدورها، قالت والدة الطفلة: "استغربت الاسم في البداية، لكن بقيت مبسوطة بعد كده".
قنديل: ماله اسم "إف 16"؟!
وسخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من إطلاق اسم المقاتلة الفرنسية على المولودة.
وتساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ماله اسم "إف 16" يعني؟!".
.. وبكار: إنجاز وهمي
وفتحت تدوينة كتبها مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، نادر بكار، على حسابه بموقع "فيسبوك"، ملف صفقة "الرافال" التي وقعتها مصر مع
فرنسا.
وقال بكار: "اندهشت كثيرا لفرح بعض المصريين بتحليق "الرافال" الفرنسية في سماء القاهرة، اندهشت برغم قدرتي على التماس العذر للمواطن البسيط الكادح ليل نهار بعدما أقنعته برامج التوك شو بضخامة إنجاز لم يتحقق".
وأضاف: "الرافال" لا تحتاج إلى مثلي ليتحدث عنها، المقارنات موجودة على صفحات الإنترنت المتخصصة في هذا الشأن لمن أراد، لكني بلا شك لي الحق أن أندهش من القدرة على إقناع الناس بإنجاز وهمي، لي الحق أن أضرب كفا بكف على من يصدق أن هذا فتح مبين، وكأننا انتزعنا الرافال من المصانع الفرنسية بعدما رفعنا أعلامنا على قمة إيفل".
وتابع: "صفقة رابحة للفرنسيين بلا شك، واختبار مجاني لقدرات الطائرة القتالية على طول جبهاتنا في سيناء والحدود الغربية، وحدها طائرة مصرية تحلق في سمائنا قادرة على جعلي أطير فرحا بجوارها".
واختتم بكار تدوينته قائلا: "نحتاج إلى ثقافة نميز بها بين الوهمي والحقيقي من إنجازاتنا، نفرق بها بين الصدق والتدليس، نتذوق بها الموضوعية ونَمج المبالغة، نحتاج إلى ثقافة الإنجاز"، وفق قوله.
الرافال تشارك في حفل افتتاح التفريعة
في سياق مواز، أجرت القوات الجوية المصرية عرضا جويا تجريبيا، السبت، لعدد من الطائرات الحربية المصرية، تتضمن مقاتلات "الرافال"، تمهيدا لحفل افتتاح تفريعة
قناة السويس الجديدة المقرر إقامته الخميس المقبل.
واشترك في العرض الجوي طائرات "رافال وإف 16 وهيل وميجا زل وهيل شنوك وسي 130".
وأجرت هذه الطائرات العرض التجريبي أعلى منصة حفل الافتتاح التي سيشهد منها السيسي وضيوفه من رؤساء وملوك العالم بدء تشغيل التفريعة الجديدة.
وعقدت مصر وفرنسا، صفقة لتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "داسو رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" وصواريخ جو - جو من إنتاج شركة "إم.بي.دي.إيه" بقيمة 5.2 مليار يورو.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، إن طائرات "الرافال" ستساعد مصر على تأمين قناة السويس، ومكافحة الإرهاب في سيناء، والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف أن "السيسي لديه ضرورة استراتيجية لتأمين قناة السويس التي يمر عبرها جزء كبير من التجارة العالمية، وهذا هو السبب الأول للحاجة الملحة أن يكون لدى مصر وسائل حماية بحرية وجوية للاضطلاع بهذا الدور".
ومن جهتها، كشفت صحيفة "ديفينس نيوز" الأمريكية العسكرية، تفاصيل الصفقة بين مصر وفرنسا، مشيرة إلى أن الأخيرة أجرت تعديلات على الطائرات، وأزالت منها القدرات الصاروخية النووية.
وقد تسلمت مصر أول ثلاث طائرات من المقاتلة الفرنسية قبل قرابة عشرة أيام، كدفعة أولى، على أن تتسلم آخر دفعة من الصفقة عام 2018.
وبمجرد وصولها إلى مصر، استعرضت القوات الجوية المصرية الطائرات الثلاث في سماء محافظتي القاهرة والجيزة، على أن تشارك في حفل افتتاح التفريعة الجديدة.