تحدثت صحيفة الأخبار اللبنانية في تقريرين لها، عن تحركات دولية فاعلة لحل المشاكل العالقة في المنطقة وعلى رأسها
سوريا واليمن، متوقعة بدء حوار "سعودي
إيراني سوري بوساطة روسية".
وقالت الصحيفة التابعة لحزب الله، الأربعاء، إن
روسيا التي كانت سبّاقة الى كسر الجمود السياسي حول الازمة السورية، بعد نجاحها في ترتيب أول اتصال بين دمشق والرياض منذ اندلاع الأزمة السورية، في طريقها إلى رفع مستوى الاتصال بين البلدين، وتجاوزه نحو ترتيب لقاءات إيرانية-سعودية، بينما يستعد المندوب الدولي ستيفان دي ميستورا للقيام بجولة لقاءات تمهد للتقدم أمام مجلس الأمن بخطة عمل تحاكي التفاهمات السياسية الجارية.
وأشارت إلى أن الاجتماع الثلاثي الذي عقد في الدوحة قبل يومين، بين وزراء الخارجية الروسي والأمريكي والسعودي، ثبّت فكرة فتح باب الحوار بين الأطراف المتنازعة إقليميا. وقد بدأ استكمال البحث في اجتماعات سورية إيرانية تعقد في طهران بمشاركة المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف. "وتشير المعطيات إلى موافقة سعودية مبدئية على إطلاق هذا الحوار".
وبحسب رواية الصحيفة، فإن المساعي الدولية تهدف إلى ضمان تفاهمات مع
السعودية، ومن خلفها تركيا ودول أخرى كالأردن وقطر، لتجميد برامج دعم المعارضين السوريين، وعدم الفصل بين مسلحي داعش والنصرة باعتبارهما خطرا واحدا، وترك الباب أمام خيارات أخرى تتعلق بالمجموعات التي توصف بــ"المعتدلة".
وفي تحليل له على الصحيفة، يقول الكاتب اليساري الأردني ناهض حتر، إنه بعد تفاهمات القوتين العظميين، فإن الحوار الأمريكي-الإيراني والروسي-السعودي، حول النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط، بدأ مؤخرا.
وقال: "الحوار السوري-الأمريكي، سرّا؛ صحيح أنه يجري على مستوى منخفض، لكنه تخطى الوسيط العراقي والاتصالات الأمنية، إلى حوار سياسي بدأ به دبلوماسيون من وزارة الخارجية الأمريكية. وهو يجري على أساس الاعتراف (الأمريكي) بالأمر الواقع في سوريا: لا يوجد بديل عن نظام الرئيس بشار الأسد، ولا بديل عن الحوار معه، لا حول الشؤون السياسية الداخلية، بل حول تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب، ومستقبل الحل الكردي، والمقاتلين غير المصنفين إرهابيين... إلخ".
ويرى حتر أنه في ضوء هذه التحرك الإقليمي، فإن واشنطن أقرب الآن إلى دمشق منها إلى أنقرة التي اتهمها بأنها "لم تقطع خيوطها المتينة مع التنظيمات الإرهابية، وتستغل الحرب على الإرهاب لضرب حزب العمال الكردستاني"، بينما فرعه السوري هو حليف للسوريين والأمريكيين، معا؛ وسيكون الرئيس التركي، رجب أردوغان، قريبا، أمام خيارين؛ إما أن ينضم حقا لا قولا إلى الحلف المضاد للإرهاب، أو أنه سيفقد الغطاء السياسي لمواجهة حزب العمال الكردستاني، ويواجه مصيره في الداخل التركي.
وأضاف أن "الإعلان الأمريكي عن تأمين الحماية الجوية للمعارضة المعتدلة موجه، فعليا، ضد النصرة وداعش وتركيا، لا إلى السوريين؛ أما صيغة الإعلان التي شملت الجيش السوري بالمستهدَفين، فهي تقع بين الابتزاز والاستهلاك السياسي".
وحول الحوار السعودي-السوري، قال حتر إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، تلقى دعوة رسمية من نظيره العُماني يوسف بن علوي، لزيارة مسقط، وإجراء مباحثات ثنائية، تمهد للقاء المعلم بنظيره السعودي عادل الجبير. وقد يحصل لقاء ثلاثي، خلال الزيارة نفسها.
وزعم حتر أن ولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، لم يتأخر عن زيارة الحليف الأردني، ليبلغه بأن اللعبة قد انتهت! سيتم تجميد نشاطات غرفة الموك الاستخبارية العاملة في جنوب سوريا، وترتيب الانفصال الميداني والسياسي بين التنظيمات التابعة لها، والمقاتلين التابعين لـ جبهة النصرة التي رُفع الغطاء عنها.