"لن أنسى المعتقل الذي فقد عقله في محبسه بعد أن عزل في الحبس الانفرادي لستة أشهر، أنا لن أنسى الطالب المعتقل المصاب بمرض في قلبه ووضعه الصحي المتردي، أنا لن أنسى منظر والدي في كل زيارة له في محبسه وحالته تسوء في كل مرة عن التي قبلها".
بتلك العبارات، وغيرها الكثير، تداول المئات من النشطاء
المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي شهاداتهم عن الوضع الصحي المتردي لذويهم وأقربائهم في
السجون والمعتقلات.
وعقب تداول تلك الشهادات على موقعي "فيسبوك" و "تويتر"؛ دشن النشطاء حملة تحت عنوان "
عنابر الموت" للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين يتعرضون لوضع صحي مترد نتيجة منع الأدوية عنهم والانتهاكات داخل السجون.
وعبر الحملة، تداول المئات من النشطاء صورا لعدد من المعتقلين الذين توفوا داخل أماكن الاحتجاز، كما تداولوا عددا من المقاطع المسجلة للحظات الأخيرة لوفاة بعض منهم، التي تم نشرها سابقا في وسائل الإعلام.
وعبر الهاشتاج، قالت سناء عبد الجواد، زوجة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، "كل الانتهاكات في سجن جوانتانامو العقرب، كما قالوا هم بأنفسهم أنه أنشئ لكي لا يخرج منه من دخل فيه، أي لا يخرج منه إلا إلى السماء"، مضيفة بالقول إن "عنابر الموت لا شمس ولا هواء ولا ماء، لا زيارات، لا أدوية، لا ملابس، ولا طعام".
وطالبت عبد الجواد بقولها: "لا نريد تحسين أوضاع سجن العقرب ولا مناشدات لمجلس حقوق الإنسان التابع لهم، فقد صلينا عليه صلاة الجنازة منذ يوم الانقلاب، بل نريد الحرية للمعتقلين.. كل المعتقلين".
وأضافت الصحفية فاطمة موسى على الهاشتاج: "حان الوقت أن نتحدث عن الذين يتم تجهيزهم للموت في السجون؛ بسبب الإهمال لحالاتهم، ولأمراضهم التي تتفاقم يوما وراء آخر"، مشيرة بالقول إلى أن تصفية المعتقلين بإمراضهم داخل السجون دون علاج أو إجراء عمليات ضرورية، وحرمانهم من أقل حق لهم، وهو أنهم يعاملون معاملة آدمية"، موضحة أن كل هذا جريمة لا تقل عن جريمة القتل بالرصاص".
وقالت النائبة البرلمانية السابقة عزت الجرف: "قد يشجب ويستنكر الغرب عنابر الموت للأحرار بسجون مصر، ولن يفعلوا أكثر، فهم من خططوا ودبروا للانقلاب على تجربتنا ونفذ ومول خونة ستسقطهم الشعوب".
بينما شجبت عائشة، ابنة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، قائلة: "ما معنى أن كل زيارة أهلي يذهبون فيها لزيارة والدي الحبيب خيرت الشاطر يجدون وضعه الصحي أسوأ من الزيارة التي قبلها؟"، مضيفة بالقول: "أسرتي زارت والدي الزيارة عبارة عن ثلاث دقائق، وجدوه مريضا وشاحب وهزيلا جدا و ضعيف البنية بصورة مرعبة، ما معنى أن نعرف أنه مريض ولا يكون من حقنا معرفة ما هو مرضه؟"، متسائلة: "كيف لا يذهب لمستشفى أو نحضر له طبيبا حتى، و لا يكون من أضعف الإيمان من حقنا أن نأخذ صورة من تحاليله التي ظهرت غير جيدة لنعرف ونفهم من الطبيب ما به؟".
واستنكرت الشاطر بقولها: "هل أصبح الطبيعي أن نظل كل يوم نتفرج ونرى واحدا منهم، القتلة المجرمين يميتوه بالقتل البطيء و المتعمد واحدا وراء الآخر!".
وكان المتحدث باسم الحملة علاء أحمد، قال في مداخلة هاتفية على فضائية "مصر الآن" إن "قوات الانقلاب تتفنن في قتل المعتقلين داخل السجون"، مضيفا أن الحملة "تستهدف تسليط الضوء على الانتهاكات التي تمارس داخل سجون الانقلاب، من إهمال طبي وتعذيب ممنهج، وموت بالبطيء؛ للقضاء على المعتقلين".
وأكد المتحدث أن "الحملة وثّقت أكثر من 300 حالة وفاة داخل سجون الانقلاب العسكري منذ 3 يوليو 2013 وحتى الآن، وهو ما وثقه أيضا المركز العربي الأفريقي، والتنسيقية المصرية للحقوق والحريات وعدد من المركز الحقوقية".
300 حالة وفاة داخل السجون
وأعلنت مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان اليوم عن أن أعداد القتلى داخل مراكز الاحتجاز وصل إلى 300 حالة.
وفي بيان للمؤسسة، وصل إلى "
عربي21" نسخة منه، قالت إنه "مازال المعتقلون والمحتجزون داخل مراكز الاحتجاز المختلفة يعانون التعذيب الممنهج وسوء المعاملة وعدم توافر الرعاية الصحية والمعيشية، فيما يمثل دليلا ماديا وملموسا على سياسة القتل الممنهجة التي تتبعها وزارة الداخلية منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن "
وأضافت أن وفاة ثلاثة مواطنين بداخل قسم شرطة شبرا الخيمة، بسبب الاختناق وسوء الرعاية الصحية، مثلت دليلا ماديا ملموسا على ما وصلت إليه وزارة الداخلية من سادية في تعاملها مع المحتجزين".
وفي إحصائيات المؤسسة أشارت إلى أنه منذ بداية شهر آب/ أغسطس وحتى الآن، سقط 18 قتيلا بداخل مراكز الاحتجاز، منهم أربعة في يوم واحد، بسبب الاختناق وسوء الرعاية الصحية"، مضيفة أن أعداد القتلى بداخل أماكن الاحتجاز في عهد السيسي وصلت إلى 171 حالة".
وأشارت الكرامة إلى أن من أسباب مقتل عدد من المعتقلين هو الاختناق وسوء التهوية بشكل مباشر.