تناولت صحيفة جنوبية
اللبنانية الاحتجاجات الشعبية جراء أزمة النفايات التي برزت في واجهة الأحداث في بلد يعاني أزمة سياسية، وتساءلت عن أثرها على "عرش" رئيس مجلس النواب اللبناني وزعيم حركة أمل الشيعية
نبيه بري.
وقالت في تقرير لها نشرته الأربعاء، إنه للمرّة الأولى منذ تولّيه رئاسة المجلس النيابي منذ أكثر من 20 عاما، يشعر الرئيس نبيه بري أنّ الشعب فعلا يريد التغيير، مشيرة إلى أنه شعر بأن الحراك يستهدفه، و"يستهدف مركزه ومؤسسته التي لا نجرؤ حتى على التفكير بأن تترأسها أي شخصية أخرى".
وزعمت الصحيفة في تقريرها أن "الرئيس بري نجح بتصويب الحراك الشعبي العفوي باتجاه إسقاط الرئيس
تمام سلام".
وأضافت أن هدف مسيرة السبت الماضي كان التوجه من ساحة رياض الصلح إلى ساحة النجمة، حيث مقر المجلس النيابي. يومها كانت التظاهرة عفوية شعبوية وسلمية تطالب بحلّ نزيه وجذري لمشكلة النفايات بعيدا عن المحاصصة الطائفية والفساد السياسي، ولكن في اليوم التالي كان هناك تحول وتصويب جديد نحو هدف آخر، وفق ما أوردته الصحيفة.
وانتقدت الصحيفة تعامل السلطات اللبنانية مع تجمهر حملة "
طلعت ريحتكم"، حيث احتشد الآلاف في ساحة رياض الصلح، و"حاولوا اختراق الحواجز بطرق سلمية للوصول إلى ساحة النجمة، حينها فتح عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي خراطيم المياه على المتظاهرين، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع بكثافة على النساء والأطفال".
وقالت الصحيفة أنها علمت بأن "حرس المجلس النيابي هم من أطلقوا الرصاص في الهواء، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة النجمة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في صباح اليوم الثاني، الأحد، "توافد عدد كبير من مناصري المقاومة إلى ساحة رياض الصلح للإدلاء بتصاريح لا علاقة لها بمطالبة حملة طلعت ريحتكم، ولم يستثنوا أي وسيلة إعلام مرئي موجودة في الساحة إلا وعبّروا عن مطلبهم من خلالها، وهو إسقاط حكومة الرئيس تمام سلام".
ولفتت إلى أن المفارقة الأساسية كانت بين تجمهر السبت والأحد، أنّ حرس المجلس النيابي لم يطلقوا رصاصة واحدة لتفرقة المتظاهرين كما فعلوا السبت، أمّا قوى الأمن بدورها مارست مستوى عال من ضبط النفس، بعدما تعرض لها شبان يهتفون بعبارات طائفية على مسمع الجميع، وفق الصحيفة.
وعللت الصحيفة ذلك بأن نبيه بري شعر بأن حراك السبت يستهدفه، و"يستهدف مركزه ومؤسسته".
وقالت: "الأحد ،بعد انسحاب حليفه التاريخي وليد جنبلاط من دعمه لحملة طلعت ريحتكم، نجح الرئيس بري بتصويب الحراك باتجاه السرايا الحكومي، للمطالبة بإسقاط الرئيس تمام سلام بدلا من توجه المتظاهرين إلى ساحة النجمة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلام المناوئ لها يسعى من خلال أجندته إلى نسف كل الحقائق، ويركب سيناريوهات تخدم مصالح حزبية وطائفية.
يذكر أن بري كان قد حذر من نفاد صبر الشعب اللبناني على الأزمات الاقتصادية والبيئية المستمرة في البلاد، وفي مقدمتها أزمة النفايات المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وفي تصريحات لصحيفة النهار، المحسوبة على فريق الرابع عشر من آذار، طالب برّي السياسيين بـ"النظر جيدا إلى الشعب الذي لم يعد قادرا على التحمل، وما يحصل هو جرس إنذار لجميع المسؤولين والنواب والقوى السياسية"،معتبرا أنه "لولا الطائفية لاندلعت ثورات في البلد رفضا للواقع المرير الذي يعيشه"، على حد قوله.