كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن أن أستاذا للقانون في
الأكاديمية العسكرية الأمريكية المرموقة "
ويست بوينت" قدم استقالته، بعد نشره مقالا هاجم فيه أساتذة القانون، ودعا لاعتبارهم مقاتلين أعداء، ودعا إلى الهجوم على "الأماكن الإسلامية المقدسة".
وكتب مراسل الصحيفة سبنسر إكرمان تقريرا قال فيه إن ويليام سي
برادفورد، الذي واجه اتهامات بإساءة استخدام وضعه الأكاديمي والعسكري، قد استقال يوم الأحد، بعد أن نشرت الصحيفة مقالا حددت فيه خطة برادفورد لمعاملة أساتذة القانون على أنهم مقاتلون أعداء.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن أكاديمية "ويست بوينت" تعد من الأكاديميات التي يتخرج منها كوادر الجيش الأمريكي، وهي الأهم من بين الأكاديميات العسكرية الأمريكية.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم أن الأكاديمية عينت برادفورد في الأول من آب/ أغسطس، إلا أن مسؤولا فيها أكد للصحيفة أنه قدم استقالته بعد الكشف عن مقاله.
وينقل الكاتب عن المتحدث باسم الأكاديمية العقيد كريستوفر كاسكر قوله: "استقال الدكتور ويليام برادفورد يوم الأحد"، وذلك بعد أن ألقى خمس محاضرات فقط حول القانون العام لكوادر الكلية، في الفترة ما بين 7- 27 آب/ أغسطس.
ويبين التقرير أن رحيل برادفورد هو الجزء الأخير في مسيرة الأكاديمي المثيرة للجدل، التي حفلت بالمبالغة في تضخيم خدماته وسجله الأكاديمي. ولا يعرف إن كانت الأكاديمية قد فحصت سجله بشكل دقيق أم لا. وكان برادفورد قد نشر مقالا قبل فترة تحت عنوان "خيانة الأساتذة"، وهي ورقة بحث علمي نشرتها مجلة علمية، قالت لاحقا إن نشرها جاء بالخطأ، واتهم فيها برادفورد "شلة من 40" أستاذ قانون بالتعاون المباشر مع الجماعات الإسلامية، واقترح معاملتهم على أنهم جنود أعداء.
وتلفت الصحيفة إلى أن برادفورد دعا الكونغرس إلى التحقيق في نشاطات الأساتذة وعلاقتهم بالإسلاميين، بناء على نسخة جديدة من قانون "لجنة النشاطات اللأمريكية"، التي كانت مسؤولة عما عرف بالمكارثية أو "الخطر الأحمر" في الخمسينيات من القرن الماضي.
وكتب برادفورد: "إن المحاكمات بتهمة الخيانة تؤدي إلى الوحدة الوطنية، وتعكس جدية الدولة تجاه ما تراه خيانة في الحرب". وذهب برادفورد بعيدا للقول إن "الحرب الشاملة" ضد الإرهاب يجب أن تشمل استهداف الأماكن المقدسة في الإسلام. واعتبر فعل هذا وسيلة لإعادة قوة الردع الأمريكية، واعترف أن مقترحه يحتوي على "دمار شامل وضحايا بالجملة ومدنيين يقتلون نتيجة لذلك"، بحسب التقرير.
ويذكر إكرمان أن برادفورد شدد على أهمية مواجهة المعارضة والحد من نشاطها، وقال: "يجب إسكات الشك والخلاف حول هذه الحرب، والحد من القيود الذاتية التي تمنع القوات الغربية من شن حرب شرسة، فإما يتم تشويه الإسلاميين، أو تنهار قدرتهم على ممارسة الجهاد".
ويفيد التقرير بأن العقيد كاسكر قد أبعد الأكاديمية عن مقال برادفورد، وتم حذف صورته من موقع أكاديمية ويست بوينت.
وتقول الصحيفة إن برادفورد قدم نفسه في أوراقه البحثية على أنه "أستاذ مشارك" في جامعة الدفاع الوطنية التي تديرها وزارة الدفاع. مشيرة إلى أنه لم يكن أستاذا فيها ولا موظفا، بحسب ممثلين عنها. وزعم أنه عمل مترجما ومستشارا اقتصاديا في مؤسسة "تراسلانغ" في ويبنسبورو في ولاية فرجينيا. وقالت مديرة المؤسسة بياتريس بطرس إن برادفورد لم يكن موظفا فيها.
وينوه الكاتب إلى أن برادفورد لديه سجل مثير للجدل في العمل الأكاديمي، ففي عام 2004 استقال من عمله في دائرة القانون في جامعة إنديانا، بعد الكشف عن مبالغته في وصف سجله العسكري في سيرته الذاتية، فقد وصف نفسه بأنه من المحاربين القدماء في حرب الخليج، كما قدم نفسه على أنه ضابط مدرعات، وأنه حائز على الميدالية الفضية للشجاعة في الحرب.
ويورد التقرير أنه بحسب سجل برادفور العسكري، الذي حصلت عليه "الغارديان" من الجيش، فقد تم تعيينه في الجيش ضابطا برتبة ملازم ثان في عام 1995، وعمل في سنواته الست التي قضاها في الجيش في الخدمات الاستخباراتية وفي الاحتياط، ولم يشارك في القتال، ولم يحصل على جوائز.
وفي عام 2005 علمت "الغارديان" أن برادفورد عُين في منصب أستاذ للقانون العقاري في كلية ويليام وماري في ولاية فرجينيا. وقال أحد طلاب برادفور السابقين إن تصرفاته في المحاضرة ضمت "ممارسة تمرين الضغط، وجعل الطلاب يقفون عند الإجابة على السؤال بطريقة عسكرية".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن برادفورد ترك الكلية قبل أن يمتحن الطلاب. ووصفت متحدثة باسم الكلية، التي عمل برادفورد فيها لمدة فصل واحد، فترة عمله بأنها كانت "غريبة".