تستمر إلى مساء اليوم الأربعاء العاصفة الرملية العاتية التي اجتاحت مناطق من الشرق الأوسط أمس الثلاثاء، فتسببت في مقتل شخصين ودخول المئات إلى المستشفيات في
لبنان وأوقفت المعارك والضربات الجوية في
سوريا وألغت دوام المدارس..
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: "بين أمس واليوم، أدت العاصفة الرملية إلى وفاة ستة أشخاص، أربعة منهم في دير الزور، بينهم طفل وامرأة مسنة، بالإضافة إلى طفل في حماة وشخص آخر في درعا".
وعلى الرغم من مأساة وفاة الأشخاص الستة، إلا أنها كانت رحمة على مواطنين آخرين، حيث أعرب العديد في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة عن "سعادتهم" بالعاصفة الرملية، وذلك لأن العاصفة "فرضت حظرا جويا ربانيا على طيران النظام ومنعته من التحليق وقصف مدنهم وبلداتهم".
وقال مياد الغجر الناشط الإعلامي في ريف إدلب، إن "الغبار أفضل من البراميل المتفجرة والقنابل التي يلقيها طيران الأسد"، ودعا الله أن تستمر العاصفة التي وصفها بـ"النعمة" لأنها "تدرأ قصف الطيران اليومي عن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة".
حالتا وفاة بلبنان
وفي لبنان، أفادت وزارة الصحة عن "ارتفاع عدد حالات الاختناق وضيق التنفس جراء العاصفة الرملية إلى 750"، مشيرة الى وفاة امرأتين في منطقة البقاع (شرقا).
وأوضحت مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية أنها "أسوأ عاصفة رملية تضرب لبنان"، لافتة إلى أن العاصفة مصحوبة بـ"رياح عاتية"، وأن مستوى الرؤية في منطقة "البقاع"، لا يتجاوز الـ10 أمتار.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية "حالة استنفار"، وأصدرت توصيات للمواطنين وخصوصا الذين يعانون من أمراض الربو والحساسية والأمراض الرئوية المزمنة وأمراض القلب، وكذلك كبار السن والأطفال والحوامل، أبرزها "ملازمة منازلهم، وتجنب التعرض للغبار، واستخدام الكمامات الواقية...".
وقال الصليب الأحمر اللبناني إنه نقل 507 حالات ضيق تنفس من جراء العاصفة الرملية.
تعطيل المدارس بالأردن
وتسببت الموجة في حالات اختناق بين المواطنين، بسبب انتشار الغبار في مختلف مناطق البلاد بدرجات متفاوتة، وبدت العاصمة عمان محاطة بالغبار، وسط تحذيرات الشرطة من انعدام الرؤية، وازدحام مروري على الطرقات.
وأعلنت عدة مناطق عن تعليق دوام طلبة المدارس فيها، وهي: شرق العاصمة في مناطق البادية الشمالية، ومناطق في مدينة إربد (80 كم شمالي العاصمة) ومناطق في مدينة الكرك (150 كم جنوبي العاصمة) والطفيلة (200 كم جنوبي العاصمة).
ولوحظ في شوارع عمان، ظهر الثلاثاء، قيام عدد من أفراد شرطة السير بتوزيع كمامات القماش الواقية من الغبار على السائقين، فيما كانت بعض الشوارع خالية من السيارات، وبادر عدد من الموظفين إلى المغادرة إلى منازلهم في وقت مبكر.
فلسطين والأراضي المحتلة
ويغطي ضباب كثيف مدينة القدس ومناطق عدة من الأراضي المحتلة عام 1948، فضلا عن الأراضي التي تسيطر عليها الضفة الغربية.
وأشار بيان لوزارة حماية البيئة الإسرائيلية، إلى أن مستوى التلوث في الجو مرتفع جدا في الشمال ومرج ابن عامر وغور الأردن والضفة الغربية والقدس وصحراء النقب.
وفي الضفة الغربية، قال مصدر في مكتب وزير الصحة الفلسطيني: "أدخلت عشرات الحالات اليوم إلى المستشفيات نتيجة الاختناق من العاصفة الرملية التي تضرب المنطقة، ولم يتسن لنا لغاية الآن معرفة العدد الدقيق".
القاهرة مصفرة والرياض مغبرة
وبدت سماء القاهرة الثلاثاء صفراء محملة بالأتربة، ما أعاق الرؤية في كثير من أنحاء العاصمة، وارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ مقارنة بالأيام السابقة.
وقال وحيد السعودي رئيس وحدة التحاليل الجوية في هيئة الأرصاد
المصرية، إن هذه الأجواء تعود إلى "انتقال سحب ترابية من بلاد الشام نظرا لتأثر هذه المناطق بعاصفة ترابية"، موضحا أن الأمر "سيستمر خلال الساعات القليلة المقبلة".
وحذرت وكالة الأنباء السعودية من تدني الرؤية والأجواء المثيرة للأتربة كما ورد في توقّعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها عن حالة الطقس اليوم. وأشارت إلى توقع سماء غائمة جزئيًا إلى غائمة على جنوب غرب وغرب المملكة، تمتد شمالاً حتى مناطق حائل والحدود الشمالية مع فرصة لهطول أمطار رعدية على عسير وجازان والباحة ومكة المكرمة و المدينة المنورة.
وتوقعت الأرصاد نشاطًا للرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار ما يحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق الحدود الشمالية والجوف والرياض.