في نيسان/ أبريل الماضي دشن الإعلامي
المصري المؤيد للنظام أحمد موسى، حملة لترشيح قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي لنيل
جائزة نوبل للسلام كنوع من "رد الجميل" له مقابل ما قدمه لبلده، على حد قوله، إلا أن تلك الحملة لم تلق تفاعلا يذكر وتم تجاهلها.
ويبدو أن مؤيدي السيسي اضطروا للجوء إلى طريقة ملتوية لمنح قائد الانقلاب شرفا لا يستحقه، كما يقول معارضوه، عبر فبركة بيان عن ترشيح الأمم المتحدة للسيسي للحصول على تلك الجائزة المرموقة.
واحتفت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب ببيان صدر مساء الثلاثاء، عن منظمة مجهولة تطلق على نفسها اسم منظمة "الأمم المتحدة للفنون - يونارتس"، أعلنت فيه ترشيح السيسي لجائزة نوبل للسلام هذا العام بسبب ما قدمه من أعمال تخدم السلام!
وتناقلت الصحف المصرية بيان المنظمة، الذي قالت إنه صادر عن مكتبها الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا، وأشارت فيه إلى أن السيسي أنقذ الشعب المصري من خطر محدق وانصاع لرغبة الشعب وإرادته في ثورة 30 يونيو، في إشارة إلى التظاهرات الشعبية التي مهدت للانقلاب الذي نفذه الجيش على الرئيس محمد مرسي وأطاح به في تموز/ يوليو 2013.
وقال البيان: "السيسي يستحق الجائزة عن جدارة بسبب مكافحته للإرهاب في المنطقة انطلاقا من قدرته على استيعاب الموقف والسيطرة عليه ومكافحته لخطر العنف من خلال تغيير الأفكار المتطرفة، ووأد كل فكر يؤدي إلى الفتن الطائفية، بالإضافة إلى اهتمامه أيضا بقضايا إنسانية أخرى مثل مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة ومحاربة الفساد".
منظمة وهمية وشخص طائفي
وتقول منظمة "الأمم المتحدة للفنون" التي رشحت السيسي لجائزة نوبل، عن نفسها إنها تابعة للأمم المتحدة وتأسست عام 2014 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتضم فنانين ومبدعين من كافة دول العالم بهدف بناء مجتمع إنساني تنتشر فيه الحرية والتعايش السلمي بين البشر.
وصرح شخص يدعى نبيل رزق، عرف نفسه بأنه المدير الإقليمي للمنظمة بالشرق الأوسط وأفريقيا، بأن هذا البيان تم إرساله إلى المقر الرئيس لمنظمة "يونارتس" بمدينة "نيويورك"، ومكاتبها الفرعية في الأمريكتين وأوروبا، بالإضافة إلى مكتب جائزة نوبل بالعاصمة النرويجية أوسلو.
لكن "
عربي21" أجرت بحثا عن المنظمة، واكتشفت أنها منظمة غير رسمية ولا علاقة لها بالأمم المتحدة، وتنتحل هذه الصفحة لخداع المتعاملين معها، من بينهم بعض الإعلاميين المؤيدين للانقلاب، مثل وائل الإبراشي الذي قامت بتكريمه في شهر آذار/ مارس الماضي.
وبالبحث عن اسم رئيس المنظمة "نبيل رزق"، تبين أنه فنان مصري مغمور أسس في أعقاب ثورة يناير 2011 نقابة فنية غير رسمية أطلق عليها اسم "نقابة المهن الفنية"، ولم تحصل حتى الآن على تصريح حكومي بإشهارها، وبعدها دخل في خلافات مع رؤساء النقابات الفنية الثلاث المشهورة - وهي المهن السينمائية والتمثيلية والموسيقية - وصلت إلى ساحات المحاكم بعد أن اتهموه بالسب والقذف.
وتم اتهام نبيل رزق - وهو أحد أقباط مصر - بالإساءة للدين الإسلامي وسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وفق شهادات مصورة بالفيديو تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت تشكيكا في صحة القرآن الكريم وطعنا في أخلاق النبي وتعاليم الإسلام.
السيسي أكبر من "نوبل"
وكما هو متوقع، فقد احتفى مسؤولو النظام المصري بالترشيح المزعوم للسيسي لجائزة نوبل، حيث أصدر محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بيانا رسميا يوم الأربعاء أكد فيه أن السيسي أكبر بكثير من جائزة نوبل، وأنه شرف يفخر به كل مصري.
وأضاف جمعة - الذي تردد اسمه مؤخرا في قضايا فساد ويوشك على مغادرة منصبه بحسب مراقبين - أن ترشيح منظمة الأمم المتحدة للفنون، للسيسي لنيل جائزة نوبل للسلام يعد بعضا مما يستحقه عن جدارة.
وأشار في بيان له الأربعاء - حصلت "
عربي21" على نسخة منه - إلى أن ترشيح السيسي لهذه الجائزة "جاء بعد أن نجح في إنقاذ مصر من خطر الإرهاب المحدق وبسبب قراءته الصحيحة ورؤيته الثاقبة في مواجهة التطرف، إضافة إلى عمله الدءوب على كل ما يحقق سلام المنطقة والعالم وخدمة الإنسانية وتحقيق الأمن والأمان لها"!
واختتم وزير الأوقاف بيانه بالقول إن السيسي "استطاع بفضل توفيق الله له أن يحظى بثقة وتقدير زعماء العالم وشرفائه وكل القوى المحبة للسلام اللافظة للعنف والإرهاب، لما يتمتع به من الثقة في الله والثقة في النفس والشجاعة في الحق، سائلا الله أن يوفقه ويسدد خطاه".