نشب
خلاف كبير بين الكاتب اليساري الأردني
ناهض حتر وصحيفة الأخبار اللبنانية، التي يكتب فيها، وذلك على خلفية نشره مقالا احتوى "إهانات وإساءة" وجهها للاجئين السوريين، حيث قال إن رحيلهم ليس بخسارة، ولا يعد نزفا ديموغرافيا، ما اضطر الصحيفة إلى حذف مقاله.
ووصل
صحيفة الأخبار آلاف الاحتجاجات من السوريين، ما اضطرها لحذف المقال ونشر اعتذار جاء فيه: "الأخبار تعتذر من الشعب السوري، هناك مبادئ أخلاقية وسياسية، هي في صلب رسالتنا ولا يجري النقاش إلا تحت سقفها، ومقال الزميل ناهض حتر في عدد الأربعاء 9 أيلول 2015 تعدّى على هذه المبادئ، ولم يكن ليُنشر في الأخبار لولا خطأ تحريري فادح"، على حد قولها.
وأضافت أن "الأخبار تعتذر إلى قرائها، وإلى الذين مسّهم محتوى المادة وأهانهم، لنشرها كلاما ليس مكانه صفحاتها. وقد أزالت من على موقعها المقال الذي يتعارض مع مبادئها وروحها".
وكان حتر قال في مقاله تحت عنوان "بدء المرحلة الأولى للحل السياسي في
سوريا"، تحدث فيه عن هجرة السوريين: "يمكننا القول إن معظم اللاجئين السوريين خارج وطنهم هم من الفئات غير القادرة على التعايش مع التعددية والنمط الحضاري الخاص في سوريا. وهكذا، فإن خساراتهم لا تعد نزفا ديموغرافيا".
وربط حتر هجرة السوريين بثلاثة أسباب، الأمر الذي أثار استهجانا، حيث قال: "يتعلق أول هذه الأسباب بالفرص التي تمنحها الدول الصناعية في مجالات التعليم والعمل والترقي ومستوى الحياة، العامل الثاني يتعلق باليأس الناجم عن استمرار الحرب للسنة الخامسة، دون نتيجة حاسمة، أما العامل الأخير فيتعلّق باقتراب التوصّل إلى حل سياسي في سوريا"، وفق ما رآه حتر.
ورد حتر على الصحيفة في مقال آخر له، حمل عنوان "ما هي المبادئ... ولمن الاعتذار؟"، وجه من خلاله اتهامات عدة للصحيفة، ولرئيس تحريرها إبراهيم الأمين.
قال فيه: "أعلن الزميل إبراهيم الأمين، رئيس تحرير الأخبار، أن مقالي الأخير فيه مسّ المبادئ السياسية والأخلاقية للصحيفة، بكلام يسيء إلى الشعب السوري. حسنا، ولكن ما هي تلك المبادئ، ومَن هو الشعب السوري المقصود بالاعتذار؟".
وهاجم الصحيفة بالقول إن مبادئها المعنية في رد الصحيفة على مقاله "هي المبادئ الليبرالية التي كانت وراء بلبلة خط الصحيفة، عاميّ 2011 و2012، إزاء الدولة الوطنية السورية، والحرب الإمبريالية الرجعية على سوريا، وتبنّي وجهات نظر المعارضة".
وتابع: "أما الحديث عن الشعب السوري، فهو يشير هنا إلى جمهور المعارضة والمسلحين. وهؤلاء يشكّلون القسم الأعظم من اللاجئين السوريين الذين جرى إغراؤهم، في سياق خطة مولتها السعودية وقطر، باللجوء إلى تركيا والأردن ولبنان، لاستخدامهم أداة ضغط سياسية على دمشق"، وفق زعمه.
واتهم حتر تركيا وألمانيا بـ"التواطؤ فيما بينهما، لاستخدام أولئك اللاجئين، في همروجة دولية، هدفها، أيضا، الضغط على سوريا، والتخلّص من قسم منهم بالنسبة لتركيا، والحصول على أيدي عاملة رخيصة بالنسبة لألمانيا".
وجدد الكاتب اليساري حتر التزامه "الصريح المبدئي بالنظام الوطني السوري، وبالجيش العربي السوري"، مضيفا: "لعل التزامي، غير الملتبس، بالخط السياسي السوري، وبمصالح سوريا الاستراتيجية التي هي عندي فوق كل المصالح الأخرى، هو السبب الرئيسي في الخلاف الذي نشب، منذ وقت، مع الزميل إبراهيم الأمين".
واتهم صحيفة الأخبار بأنها أساءت لجيش النظام السوري "مرات عدة"، على صفحاتها، ذكر منها مقالا يصف هذا الجيش بأنه "جماعة من القرود".
يشار إلى أن قضية اللاجئين السوريين حظيت باهتمام عالمي، لاسيما بعد موت العديد منهم محاولين الهجرة إلى أوروبا بحثا عن حياة كريمة، هربا من الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في سوريا.
وحتى الآن لا يبدو أن أعداد المهاجرين تناقصت مع اقتراب أشهر البرد، إذ يبدو أن الكثيرين قد تشجعوا بإعلان ألمانيا عن عزمها تخفيف القواعد الخاصة بالسوريين، طالبي
اللجوء الذين يصلون أولا إلى الاتحاد الأوروبي من خلال بلدان أخرى.
يذكر أن هناك أربعة ملايين سوري تم تسجيلهم لاجئين في تركيا ولبنان والأردن والعراق، وهناك ثمانية ملايين آخرين من النازحين داخل سوريا نفسها.