مشاهدات صحفية لبنانية شيعية في إيران: السائح مراقب
طهران - عربي2118-Sep-1512:00 AM
0
شارك
أصفهان تعكس وجها آخر لإيران السياسية (أرشيفية) - أ ف ب
نشرت الصحفية اللبنانية الشيعية سلوى فاضل تقريرا عن رحلة قامت بها إلى طهران، مشيرة إلى عدد من المشاهدات التي لاحظتها هناك.
وأوضحت فاضل، في تقرير لها مع موقع "جنوبية" الشيعي اللبناني المعارض لسياسات حزب الله، أن "الحملة التجارية التي حملتني إلى إيران لم تقدم لي أي صورة عن برنامج هذه الحملة، لأن الحملات الدينية مرتكزة على أماكن محددة جدا وذات طابع واحد"، مشيرة إلى أن مشرف الحملة رفض زيارتهم لمدينة أصفهان، "كأن الزائر ممنوع عليه أن يرى أي شيء خارج نطاق المقامات"، بحسب تعبيرها.
وقالت فاضل إن "الحملات التي تتعمد الضحك على الزوار وغشهم، والتعامل معهم كما لو أنهم جهلة وآلات بين أيديها، تحاول أن تُفهم هؤلاء أن المهم في الرحلة هو زيارة المقام"، مشيرة إلى أن المشرف لم يكن "على علم بالأماكن السياحية في أصفهان".
وتابعت الصحفية اللبنانية مشاهداتها بالقول إنها لاحظت أنه "لا بد لهذه الحملات من ضابط مراقب من وزارة السياحة أو الأوقاف أو المجالس الشرعية المذهبية، للإشراف على برامجها وتصويب أخطائها ومعاينة إهمالها من أجل عدم اختيارها لأماكن السكن السيئة والرديئة، إضافة إلى نوعية الطعام السيئة، علما أنهم يدّعون بأن حملتهم شاملة تغطي كل التفاصيل".
السياحة الدينية
وتابعت فاضل بأنه "في مسجد جمكران، حيث إنه مسجد الإمام المهدي، الذي يُقال إنه سيظهر فيه، يقع بئر خاص بالعشاق الذين يودون إرسال رسائلهم إليه ليحققها، وهي عبارة عن رسائل مكتوبة على ورقة مطبوعة من قبل إدارة المسجد، وهذا البئر معادل لسيل الأدعية التي تُتلى في المقامات أمام الأضرحة".
وأردفت: "وفي سوق أصفهان التجاري الكبير الضخم والرائع، الذي يحمل معالم الحضارة الفارسية قديما وحديثا، ترى وجها آخرا لإيران السياسة، إنها إيران الثقافة والفن والجمال، ورغم ارتفاع الأسعار فيه، إلا أنه يشفي غليل الباحث عن الوجه الآخر الجميل لهذا البلد العريق".
الأحواز
وقالت فاضل إنها كانت تبحث عن "الأحوازيين أو الإيرانيين العرب"، مشيرة إلى أن معظم الذين التقت بهم من الأحواز من عنصر الشباب، ويتحدثون العربية بطلاقة، رغم أنه ممنوع عليهم تعلم اللغة العربية في مدارسهم.
وعن عيشهم بصفة مواطنين، قالت إحدى الأحوازيات لفاضل: "ممنوع تحكي أي شي"، كما عبرت سيدة في الأربعينيات من عمرها، وقد قطعت الآلاف الأميال آتية من الأحواز لتزور أصفهان، عن سعادتها بلقائنا فقالت: "أنا سعيدة بلقائكم… كونكم عربا".
وأشارت فاضل إلى أنه "بمجرد معرفتهم أننا لبنانيون تحلق حولنا مزيد من الأخوة الأحوازيون والأخوات، ليعبروا عن حبهم لنا بفرح، لدرجة أن أحد الأشخاص قال: نحن نحبكم كثيرا، ولكن أنتم لا".
واستدركت فاضل بأن "الجولة الإيرانية القصيرة والجميلة هذه لا يمكن اعتبارها شاملة أو وافية، وهي أظهرت شعبا متنوع الأعراق يعيش بسلام، على الرغم من بعض المشكلات التي ذكرناها"،موضحة أن "السبب قد يكون في عدم التباهي بأشكال التعصب كما هو الحال عندنا، فلم نلحظ تلك الصور العملاقة لسياسيين إيرانيين كما هو حالنا هنا في لبنان"، على حد تعبيرها.