ألقى
حزب الله اللبناني القبض على أحد عناصره ويدعى صادق الحريري أو "السيد الصادق" كما يلقب، بتهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه".
وكشف موقع "جنوبية"، اللبناني الشيعي المعارض لسياسات حزب الله، أن العميل الجديد الذي تم القبض عليه مؤخرا كان يعمل في جهاز أمن مستشفى الرسول الأعظم التابع لـ"مؤسسة الشهيد"؛ إحدى مؤسسات حزب الله.
ووفقا للموقع، فإن "الصادق" الذي عمل مدة ثلاث سنوات في "مستشفى الرسول" كان موكلا بأمن المستشفى بالكامل، قبل انتقاله إلى مجمع "سيد الشهداء" ليعمل في وحدة الحماية المركزية (وحدة الـ1000)".
بدورها، قالت صحيفة "الراي" الكويتية إن العميل لا يزال يخضع للتحقيقات من قبل أمنيي الحزب، مشيرة إلى أن طبيعة المعلومات التي كان يدلي بها لـ"الدولة العظمى" تتمثل في النقل الدقيق لأعداد قتلى وجرحى الحزب.
وأضافت الصحيفة: "كان على بيّنة من الملفات الطبية لكبار مسؤولي حزب الله وأفراده، ومن غير المستبعد أن يكون قدّم معلومات عن الحالة الصحية للأمين العام للحزب حسن نصر الله".
وأكد موقع "جنوبية" أن العميل "السيد الصادق" تمكن بالفعل من الوصول إلى الملف الطبي الكامل الذي يكشف الحالة الصحية لحسن نصر الله.
واعترف الموقع الشيعي أن "كشف الملفات الصحية لبعض المسؤولين، ومن بينهم ملف نصر الله، يعد خرقا أمنيا كبيرا، وصيدا ثمينا لهذه المخابرات، بعد سنوات من محاولات باءت بالفشل لمعرفة أيّ معلومة توصل إلى خيط يدلّ على مقرات هؤلاء المسؤولين أو الأماكن التي يتواجد فيها نصر الله".
ووصف موقع "جنوبية" ما يجري في البيت الداخلي لحزب الله من اختراقات متكررة بالأمر الذي "لا يخطر على بال أحد، في وقت أقلّ ما يقال عنه إنه حسّاس لدى الحزب، في ظل انغماسه في الحرب السورية وإهماله على الأرجح للوضع الداخلي ولأمنه في بيئته".
اللافت في قضية "الصادق" أنها تأتي بعد مرور شهرين على إلقاء الحزب القبض على المهندس ناصر حرب بتهمة التعامل مع
إسرائيل، وهو الذي كان يعمل أيضا في المؤسسات الصحية والاجتماعية التابعة لحزب الله.
وكان ناصر حرب يعمل في صيانة أجهزة التكييف والتدفئة في مستشفى "راغب حرب" التابع لـ"مؤسسة الشهيد" أيضا، ومركزها الرئيسي في
إيران، كما عمل لاحقا بمركز إمداد الإمام الخميني الاجتماعي.
وتبيّن لأمن حزب الله فيما بعد أنه كان يضع كاميرات داخل أنابيب المكيفات للتجسس على المسؤولين الذين يدخلون المستشفى، وهذا ما كشف بدوره كل الصفقات المالية والفساد بين المسؤول الإيراني وبعض أعضاء الهيئة الإدارية الذين تجري محاكمتهم الآن في إيران، وفقا لموقع "جنوبية".
تركيز الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية على خرق مؤسسات حزب الله الصحية والاجتماعية يأتي -بحسب "جنوبية"- تبعا لرغبة تلك الاستخبارات في معرفة الأوضاع الاجتماعية والصحية لمسؤولي الحزب، وهو ما يكشف لهم معلومات خطيرة عن طريق "عقود الإيجارات، والصحة"، التي تحتوي على بياناتهم الشخصية، وعناوين سكنهم.
ومع تزايد كشف حزب الله للجواسيس داخل صفوفه، قال موقع "جنوبية" إن "هذا الخرق الأمني ليس الأول الذي استهدف، ولن يكون الأخير على الأرجح".
وأضاف: "العميل محمد شوربا، نائب مسؤول جهاز العمليات الخارجية في حزب الله الذي قبض عليه نهاية العام الماضي، ثبت أنه أفشل العديد من العمليات لحزب الله كانت معدّة للرد على اغتيال المسؤول "الجهادي" العام في حزب الله عماد مغنية.
وقبض الحزب أيضا منتصف عام 2011 على مسؤول "وحدة التدريب" في الحزب محمد الحاج "أبو تراب" بتهمة التعامل مع "السي آي إيه"، بحسب اعتراف حسن نصر الله حينها.