يشكل موقع
التواصل الاجتماعي، "
فيسبوك"، ساحة افتراضية بالنسبة للسوريين، سواء مع النظام، أو تلك المعارك الافتراضية بين الفصائل، كما تم استخدامه في الحملات الهادفة إلى الترويج لشخصيات سياسية أو عسكرية أو أحزاب سياسية وفصائل.
"ثوار الفيسبوك" مصطلح جديد لم يعرف من الذي أطلقه بداية، إلا أنه، وحسب الناشط الإعلامي حسان بدر الدين، جاء اتهاما لبعض الناشطين قبل أن يكون توصيفا لحالة ما.
ويرى حسان أنه "ليس هنالك ثوار على الأرض، وثوار على "فيسبوك"، فالكل يستخدم موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في الترويج لما يشاء من أفكار، أو سلوكيات، أو نزاعات ومعارك".
ويضيف لـ"
عربي21": "لكن هذا المصطلح أطلقه بعض الناشطين الموجودين على الأرض في الداخل السوري، في إشارة منهم أنه لا يحق لمن ترك البلاد وغادرها أن يبدي رأيه أو يتفوه بأية كلمة تتعلق بالأحداث الجارية في سورية، وكأنه لم يعد
سوريا لدى مغادرته".
ويشرح حسان قائلا: "استخدم السوريون موقع "فيسبوك" في كافة الجوانب السلبية والإيجابية، فعبره تم نقل المعاناة السورية إلى العالم، كما أن من خلاله قام الناشطون بفضح جرائم النظام السوري، ومن ثم نشأت حملات لفضح ممارسات بعض الجهات المعارضة سواء كانت عسكرية أو سياسية أو مدنية".
ويقول: "لا أرى في كل ما سبق استخداما خاطئا للموقع، بل تم تسخيره من قبل السوريين وفق الحاجة. ويبدو أن تواصلنا الاجتماعي أصبح على هذا الشكل في زمن الحرب"، حسب تعبيره.
أما الناشطة علا الآغا؛ فتشير إلى استخدامات السوريين للموقع المذكور قائلة: "أصبح لكل منا منبر حر يعبر فيه عن رأيه فيما يحدث، يستطيع من خلاله الثناء أو الانتقاد، كما يتمكن من نشر كل فكرة تخطر على باله دون أن يقيده أحد، بعد أن كان الرأي محصورا لمن يملكون أقلاما موهوبة وينشرون في صحف محددة.. أصبحنا كلنا محللين سياسيين وعسكريين"، وفق قولها.
وتقول لـ"
عربي21": "لكن المشكلة تكمن في إساءة هذا الاستخدام أحيانا، وغالبا لا يكون سوء الاستخدام مؤثرا عندما ينحصر في بعض الأفراد، بل إن تأثير ذلك يتجلى في المعارك التي يشنها السوريون ضد بعضهم، ومعظمها بشكل منظم، وكثيرا ما نشاهد حملة مؤلفة من مئات الأشخاص يتبعون لجهة معينة يقومون من خلالها بمهاجمة جهة أخرى أو شخصية منفردة".
وترى علا أنه بعد أن "كان فيسبوك موقع تواصل اجتماعي، أصبح بالإمكان، ومن خلال هذا الموقع توجيه الإساءة للكثيرين، والتأثير في الرأي العام ضدهم ظلما وعدوانا، كما تمكنت بعض المؤسسات التي تدعي ثوريتها من الترويج لنفسها من خلال حملات مشابهة لتظهر على أنها من أهم المؤسسات السورية المعارضة، في حين أنها لا تتألف سوى من بضعة أشخاص ليس لهم أي دور حقيقي"، وفق تعبيرها لـ"
عربي21".
وباتت أخبار المعارك الجارية في أنحاء البلاد دارجة على صفحات "فيسبوك"، فبات كل حساب ينشر ما ما يحلو لصاحبه؛ من أنباء كثيرا ما تكون غير دقيقة أو غير صحيحة تماما، بل ربما ضارة بالنسبة لسير المعارك.
وفي هذا السياق تتحدث الحقوقية سامية المنير، لـ"
عربي21"، عن "النشر اللامسؤول ودون حسيب أو رقيب من قبل ثوار الفيسبوك"، وهو ما "يتسبب بمآس أحيانا" وفق تقديرها.
وتشير المنير إلى أنه "حدث كثيرا أن حدد هؤلاء موقعا لسقوط قذيفة أطلقتها قوات النظام وأخطأت هدفها، ليتم بعد ذلك مباشرة تصحيح التسديد من قبل (قوات النظام) والتصويب إلى المكان المستهدف، كما حدث كثيرا أن أعلنت انتصارات وهمية للجيش الحر أدى إعلانها إلى فشل عسكري كبير"، بحسب تعبيرها.
وتعتقد المنير أن "ثوار فيسبوك ومعاركم، وطعنهم بالجهات التي يعملون ضدها، أو مدحهم للجهات التي تصب توجهاتهم في صالحها، يتسبب بخلق انطباعات خاطئة لدى المتابع غير السوري، أو حتى السوري الذي لا يدرك حقيقة الأمور تماما".
وتضيف لـ"
عربي21": "كثيرا ما روجت على "فيسبوك" معلومات تتهم فصيلا معينا بكل النواقص والأخطاء فيما كانت الاتهامات كاذبة أو العكس"، بحسب قولها.