طالب رئيس الهيئة الإسلامية العليا في
القدس، الشيخ عكرمة صبري، الأردن؛ بـ"التحرك" من أجل حماية المسجد
الأقصى المبارك من الهجمة الشرسة والحرب المستمرة، التي يتعرض لها من قبل قوات الاحتلال
الإسرائيلي.
وصاية الأردن عن الأقصى
وأكد صبري في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن ما يقوم به رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من خلال قيادة "العدوان المستمر" على المسجد الأقصى يمثل "تحديا واضحا للأردن، وهو بذلك يرفع وصاية الأردن عن الأقصى"، بحسب تعبيره.
وأضاف: "على الأردن أن يتحرك سياسيا ودبلوماسيا"، مطالبا الأردن بـ"إعادة النظر في اتفاقية وادي عربة مع الاحتلال"؛ وهي اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية التي وقعت في 24 تشرين أول/ أكتوبر 1994.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية لـ"
عربي21"؛ إن نتنياهو يتكلم "بغطرسة وعلو وبغرور ليوهم الآخرين أنه أصبح وصيا على المسجد الأقصى".
كان نتنياهو قد زعم الثلاثاء، قبيل صعوده الطائرة متوجها إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن "
الفلسطينيين يروجون الأكاذيب حول انتهاك إسرائيل لاتفاقية الوضع القائم في المسجد الأقصى"، مؤكدا عزمة مطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف هذا "التحريض"، حسب وصفه.
واتهم نتنياهو الفلسطينيين بخرق اتفاق الوضع القائم؛ بزعم أنهم "يمسون بقدسية" المسجد الأقصى من خلال ما أسماها "أدوات قتالية".
ويذكر أن "الوضع القائم" هو الوضع الذي ساد في فترات العهد العثماني والانتداب البريطاني والعهد الأردني قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس، ومنح اتفاق "الوضع القائم" دائرة الأوقاف الأردنية المسؤولية الكاملة في إدارة كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى.
وحول علاقة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس بالمسجد الأقصى؛ بما يجري من اعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال، قال صبري: "السلطة الفلسطينية لا علاقة لها لا بالأقصى ولا بالقدس؛ لأنها أجلت في اتفاقيات أوسلو للسلام مع الاحتلال موضوع القدس للمفاوضات النهائية "، ورأى أن هذه المفاوضات "لن تأتي ولن تبدأ".
أخطار محدقة وحرب مستمرة
ووصف الشيخ صبري الوضع الذي مر به المسجد الأقصى خلال شهر أيلول/ سبتمبر الجاري بـ"القاسي والعصيب"، مبينا أن الاحتلال حاول "حسم الوضع، وتنفيذ مخطط الأسود، بتحويل المسجد الأقصى إلى ساحة حرب، واستعمال الأساليب الوحشية؛ دون أن يتمكن من تنفيذ ما يريد".
وقال: "نحن في أخطار محدقة، ومعاناة قاسية جدا، وحرب مستمرة، حتى نفشل مخططهم الإجرامي العدواني بتقسيم الأقصى زمانيا".
وأشار إلى أنه منذ أربع سنوات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي "البغيض" تكثف اقتحاماتها للأقصى بهدف تنفيذ "مشروعها العدواني" المسمى "التقسيم الزماني للأقصى"، أي منذ أن دبت "الفوضى" في العالم العربي والإسلامي، وبالتالي الاحتلال يرى أن "الظروف مواتية للانقضاض على الأقصى"، بحسب رئيس الهيئة الإسلامية العليا.
وأوضح صبري أن ما دفع الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة "لمحاربة المرابطين وطردهم من باحات الأقصى حتى يخلو المكان لليهود المتطرفين لأداء صلواتهم التلمودية داخله؛ هو تمكنهم (المرابطين والمرابطات) من إفشال جميع محاولات الاحتلال لتقسيم الأقصى".
وفي السياق ذاته، حلقت مروحية صهيونية صباح الأربعاء في سماء المسجد الأقصى، وعلى ارتفاع منخفض جدا، في الوقت ذاته الذي سمحت سلطات الاحتلال للمستوطنين اليهود باقتحام الأقصى والقيام بجولات داخله وسط تواجد أمني كثيف للقوات الخاصة المدججة بالسلاح، فيما منع المصلون المسلمون، ممن هم تحت سن 50 عاما، من دخول المسجد.
وواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي حصاره المفروض على المسجد الأقصى بمناسبة ما يسمى "عيد العرش" العبري، في الوقت ذاته الذي تتوافد فيه أعداد كبيرة منذ ساعات صباح الأربعاء إلى ساحة البراق (يطلق عليها اليهود حائط المبكى) لأداء طقوس تلموديه بمناسبة "بركة الكهنة"، بمشاركة كبار الحاخامات.