تحول خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الأربعاء، إلى مادة للتندر في وسائل الإعلام
الإسرائيلية، التي سخرت بشكل خاص من "القنبلة" التي وعد بتفجيرها في الخطاب "ولم تنفجر".
وقال معلق الشؤون العربية في موقع "وللا"، آفي سيخاروف، ساخرا: "لقد تبين أن قنبلة عباس التي وعد بإلقائها في
الأمم المتحدة مجرد قنبلة صوت، غير ذات تأثير".
وفي مقال نشره الموقع صباح الخميس، نوه سيخاروف إلى أن عباس عاد لنفس التهديد الذي سبق أن نطق به عشرات المرات، ويصعب على المرء أن يحصي عدد المرات التي هدد فيها عباس بأن "السلطة الفلسطينية لن تواصل الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل في حال لم تلتزم الأخيرة".
وأوضح أن عباس لم يتمكن من إثارة أحد من مستمعيه، حيث إنه خيب آمال شعبه، الذي كان يتوقع أن يعلن عن حل السلطة الفلسطينية والتخلي عن اتفاقيات أوسلو، أو تقديمه الاستقالة.
ونوه سيخاروف إلى أن خطاب عباس "دلل أكثر من أي شيء آخر على وضعه النفسي البائس، الذي يصل إلى حد اليأس"، مشيرا إلى أن "عباس اكتشف أنه يسير في طريق مسدود، تحاصره الخيارات الصعبة، سيما إمكانية اندلاع انتفاضة جديدة".
ولفت سيخاروف إلى أن استطلاعات الرأي العام التي أجريت مؤخرا في الضفة الغربية تدلل على أن الجمهور الفلسطيني بغالبيته يتمنى وضع نهاية لحقبة عباس وبأسرع وقت ممكن.
وشدد سيخاروف على أنه على الرغم من تهديدات عباس فإنه معني بالعودة للمفاوضات مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه التقى بالوزير الإسرائيلي السابق مئير شطريت وحمله رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدي فيها استعداده لاستئناف
المفاوضات.
وفي السياق ذاته، قال المعلق في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية عراد نير: "تمخض الجبل فولد فأرا، على الرغم من أن أحدا لم يتوقع أن تصدر عن عباس مواقف قوية، إلا أنه في المقابل لم يتوقع أحد أن يكون سقف الخطاب متدنيا إلى هذا الحد".
وخلال تعليقه على الخطاب في نشرة الليلة الماضية، نوه نير إلى أن خطاب عباس لم يتضمن أي التزام حقيقي بخطوات عملية تجاه إسرائيل، مشيرا إلى أن هذه تمثل "رسالة طيبة" لنتنياهو.
من ناحيته، سخر المعلق السياسي لصحيفة "هآرتس" براك رفيد، من خطاب عباس، قائلا إن "عباس وضع قنبلة، لكن أحدا لا يعرف متى ستنفجر".
ونوه رفيد في تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر الخميس، إلى أن أحدا في إسرائيل لا يتعاطى مع تهديدات عباس بجدية، مشيرا إلى أن الانتقادات التي وجهتها النخب اليمينية تأتي في إطار تسجيل المواقف.