كشفت أوساط
لبنانية على صلة بالفاتيكان أن البابا فرنسيس بعث برسالة منذ 10 أيام إلى الزعماء المسيحيين الموارنة طلب فيها منهم "الاتحاد والتضامن من أجل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية".
وأشارت المصادر إلى أن البابا خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية تلقّى عشرات الرسائل النصية، عبر الهواتف المحمولة لمعاونيه، من مسؤولين لبنانيين وشخصيات على علاقة بالفاتيكان، لتذكيره بإثارة الموضوع الرئاسي اللبناني مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وفقا لصحيفة "السفير" اللبنانية.
وقد أثار البابا فرنسيس موضوع لبنان فعليا، بحسب تأكيد هذه الأوساط، وينتظر المعنيون في
الفاتيكان التقرير الذي سيرفعه البابا إلى الدوائر المعنية في الفاتيكان لمعرفة ردّ الرئيس الأمريكي.
وتقول الأوساط ذات العلاقة الوثيقة بالفاتيكان إنّ البابا فرنسيس "حزين جدّا لما آل إليه الوضع الرئاسي اللبناني، وهو يريد أن يزور لبنان ضمن جولة له في المنطقة، ستشمل أيضا سوريا والأردن، وقد بدأ الإعداد لها في الدوائر الفاتيكانية المختصّة. ولكنه لن يزور لبنان قبل انتخاب رئيس للجمهورية. هو لن يتوانى أيضا عن زيارة سوريا؛ لأنه رجل سلام ولا يخاف من الموت".
وتشير الصحيفة إلى توتر في العلاقة بين الفاتيكان والبطريركية المارونية في لبنان، حين دعا البطريرك بشارة الراعي الزعماء الموارنة الأربعة إلى اجتماع في بكركي بحضور السفير البابوي غابريال كاتشيا، فلم يحضر أي منهم متذرعين بأسباب أمنية، فبقي السفير والبطريرك وحيدين في قاعة الاجتماعات.
وتتحدث الأوساط عن امتعاض فاتيكاني متنام في الوقت عينه من المسؤولين الموارنة، كاشفة أنه أثناء زيارة وزير خارجية الفاتيكان المونسينيور دومينيك مامبرتي إلى لبنان، ضغط الفاتيكان من أجل حصول لقاء بين ميشيل عون وسمير جعجع؛ لكي يتفقا من أجل تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن للأسف فإن اللقاء حصل دون أن يثمر انتخابات رئاسية.
وقالت إن هذا الفشل "أحزن الفاتيكان، وقد صعقته قلة مسؤولية الطرفين"، بحسب تعبير الأوساط. وبالتالي فإنّ كلّ شيء مجمّد الآن في انتظار التقرير الذي سيرفعه البابا فرنسيس بعد عودته من أمريكا، وفي لبنان انتظارا لعودة السفير البابوي غابريال كاتشيا من عطلة الصيف الطويلة.
وفي إطار الحراك الفرنسي الفاتيكاني المشترك حول الملفّ الرئاسي اللبناني، قالت الأوساط المتصلة بالدوائر الفاتيكانية إن التنسيق الفرنسي الفاتيكاني حول الملف الرئاسي اللبناني مجمّد حاليا؛ بسبب أولويات فرنسية أخرى تفوق اهتمامها بلبنان، وبالتالي فإن أي حديث مع المسؤولين الفرنسيين غير مفيد حاليا؛ لأن باريس تنتظر ما ستؤول إليه المحادثات بين إيران والسعودية اللتين تواجهان الآن مزيدا من التوتر بعد مأساة مقتل الحجاج بسبب التدافع في منى، ومن بينهم مئات الإيرانيين.