لا يزال الغموض يكتنف ماهية "
جيش الشام"، التشكيل العسكري الأحدث على مستوى
الثورة السورية. فمنذ الإعلان رسميا عن ولادته قبل أيام، بدأت التنبؤات حول الحجم الحقيقي لهذا التشكيل، ومن يقف وراءه.
قد لا يصعب التكهن بقرب جيش الشام، الذي لا يعرف عنه إعلاميا أكثر مما أراد القائمون على أمره، من حركة
أحرار الشام، وذلك بالنظر إلى انتماء قادة الجيش الجديد للحركة سابقا، بما فيهم قائد جيش الشام محمد طلال بازر باشي، المكنى بـ"أبي عبد الرحمن السوري"، وهو قيادي بارز سابق في الحركة، و"أبي العباس الشامي"، أحد مؤسسي أحرار الشام والمفتي السابق للحركة.
ويتخذ الجيش الجديد شعار "ثورة على الطغاة والغلاة"، وهو ما يشير إلى أن هدفه محاربة نظام الأسد وتنظيم الدولة معا. وأعلن جيش الشام عن اتخاذه علم الثورة السورية، وهو علم الاستقلال، راية له.
وكان قد أعلن عن تشكيل جيش الشام مساء الجمعة الماضية. وجاء في في بيان التأسيس أن الجيش "يحمل الهوية الإسلامية، وأن علم الثورة هو العلم الذي قبله عموم الشعب السوري وكان لهم رمز استقلال عن الانتداب الفرنسي، واليوم هو رمز التحرر من طغيان الطغاة وإجرام الغلاة".
وفي هذا السياق، أكد مصدر معارض رفيع المستوى لـ"
عربي21"، تبعية جيش الشام لحركة أحرار الشام، نافيا صحة الأنباء التي تعزو تشكيل الجيش إلى صراعات داخلية في الحركة.
وقال المصدر: "إن تشكيل الجيش لم يكن وليد اللحظة، لكنه جاء بعد مشاورات طويلة أجرتها الحركة مع تركيا، الطرف الإقليمي الداعم للحركة، وذلك بغية السيطرة على المنطقة الممتدة من شمالي
حلب إلى معبر باب السلامة الحدودي تمهيدا لقطع الدعم التركي عن بقية الفصائل، والسيطرة علة مناطق أخرى"، بحسب المصدر.
ورأى المصدر أن الحملة التي يشنها ناشطون وإعلاميون في مدينة حلب على قادة الفصائل "ليست عفوية".
وقد تم الإعلان عن سلسلة من الإجراءات التي تتوعد القادة، على خلفية تقدم تنظيم الدولة وسيطرته على مناطق جديدة متاخمة لحدود المدينة شمالا، بما فيها مدرسة المشاة الاستراتيجية.
وفي الوقت الذي استبعد فيه المصدر حدوث صراعات بين جيش الشام وبقية الفصائل المتواجدة في المنطقة، فقد رأى أن الأيام القادمة ستشهد زخما غير مسبوق في تواجد هذا الجيش على الأرض، كاشفا في الوقت ذاته عن قيام قادة الجيش بإمداد الكتائب التابعة له بالسلاح الثقيل.
ورد المصدر أسباب عدم إعلان تبعية الجيش لحركة أحرار الشام رسميا؛ إلى ثلاثة أسباب، الأول هو الخوف من الفشل، وتشكل الهواجس من تلطيخ سمعة الحركة بسبب عدم وثوق الحركة بكل المجموعات التي لربما ستدخل التشكيل مجبرة، وهذا ثاني الأسباب، بينما يعود السبب الأخير لنصائح إقليمية طلبت من الحركة ذلك.
يشار إلى أن الاعلان رسميا عن جيش الشام، بدأ مع استعادة الثوار السيطرة على قرية "تل سوسين" شمالي حلب، عقب سيطرة تنظيم الدولة عليها بيوم واحد، إلا أن التنظيم سرعان ما استعاد السيطرة على تلك القرية، الأمر الذي اعتبره مراقبون صفعة من التنظيم للجيش مع بدء الاعلان عن الولادة.