قالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إن
روسيا قررت تخفيض غاراتها الجوية ضد المعارضة السورية، بعد أن فشلت بمنح نظام بشار
الأسد تقدما يذكر ضدهم في ساحة المعركة.
ويشير التقرير إلى أنه رغم أن الطلعات الجوية بلغت يوم الثلاثاء 88 غارة ضد 86 هدفا يوميا، إلا أن وزارة الدفاع الروسي قالت إنها ستخفض من وتيرة الغارات كي تدعم الهجوم الذي يقوم به النظام.
وتذكر الصحيفة أنه جاء في بيان صادر عن الوزارة أن "كثافة العمليات الجوية تراجعت بشكل قليل في الـ 24 ساعة الماضية، نتيجة للعمليات الهجومية الجارية، التي تخوضها القوات السورية، وتغير خطوط القتال مع الإرهابيين".
ويلفت التقرير إلى أن الطائرات الروسية شنت غارات في أسبوع أكثر مما شنه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في شهر.
وتورد الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الطائرات الروسية ضربت مواقع في دير الزور ودمشق وحماة وحلب. مشيرة إلى أنه لم يتم التأكد بعد من المزاعم الروسية، فقد قالت موسكو من قبل إنها ضربت مواقع لتنظيم الدولة في العراق والشام، ولكن القذائف استهدفت جماعات المعارضة، التي يدعم بعضها الغرب، والتي تقاتل ضد نظام الأسد.
ويكشف التقرير عن أن الطائرات الروسية رافقت يوم الخميس قوات النظام السوري في هجومها على مواقع آمنة للمعارضة في محافظة حمص. وأظهرت صور فيديو من الغوطة عددا من الجثث التي استخرجت من أنقاض ملجأ بعد قصفه. وأشارت تقارير إلى مقتل 17 مدنيا.
وتبين الصحيفة أن استعادة المناطق الواقعة في شمال حمص ستساعد النظام على إحكام سيطرته على المراكز السكانية الرئيسة في غرب
سوريا، وتأمين المناطق التي تربط دمشق بالمعاقل الرئيسة للطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن قوات الأسد المدعومة من مقاتلي حزب الله، وتحت غطاء من الطيران الروسي، قامت بشن هجمات برية على ثلاث جبهات منفصلة مع المعارضة السورية. لافتا إلى أن خبراء حذروا يوم الخميس أن هذه الهجمات لن تعطي ثمارها إلا بعد أسابيع، وقالوا إن المكاسب لن تكون كبيرة.
وتجد الصحيفة أن التقدم حتى الآن كان بطيئا، ولم تسقط بيد النظام سوى 6 قرى، وتكبد الجيش خسائر كبيرة في المعدات المتقدمة التي دمرت. وزعم المقاتلون في محافظة حماة الأسبوع الماضي أنهم دمروا ما مجموعه 20 دبابة وعربة مصفحة، باستخدام صواريخ أمريكية.
وينوه التقرير إلى أن
إيران تكبدت خسائر، حيث قتل الجنرال البارز في الحرس الثوري حسين همداني، وهو أكبر جنرال يقتل في خارج إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.
وتقول الصحيفة إن دراسة أعدها معهد دراسة الحرب في واشنطن، ذكرت أن العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية ستكون صعبة، وتتقدم ببطء أكثر مما توقعت إيران وروسيا. وقالت إن الدولتين قد تضطران لحشد أطراف أخرى للنزاع. وجاء فيها أن "توسيع التدخلين الروسي والإيراني قد يحفزان النظام للتركيز على الخيار العسكري، وهو ما سيطيل أمد الحرب، ويزيد من سفك الدم".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه سقط حتى الآن في الحرب الأهلية، التي اندلعت في عام 2011، أكثر من ربع مليون نسمة، وهجر وشرد الملايين.