هاجمت قوى
14 آذار في لبنان،
حزب الله بشراسة، ملقية عليه تهم التحريض والقتل والتبعية لإيران، وذلك في الذكرى الثالثة لمقتل رئيس شعبة المعلومات في الداخلية اللبنانية، وأحد أكبر قيادات تيار 14 آذار،
وسام الحسن.
وفي كلمة له خلال حفل لإحياء ذكرى وفاة الحسن، الجمعة، وجه السياسي والنائب مروان حمادة رسالة إلى حزب الله، بعد حديثه عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق
الحريري: "الآلة القاتلة هي هي. امتد نطاقها، توسعت رقعتها وتعمقت شهوتها للدماء. لبنان، سوريا، العراق، اليمن، البحرين، الشر المطلق يستهدف الآن كل الساحات، كل الفئات، كل الشعوب. من خطاب إلى خطاب من مغامرة إلى مغامرة، من موقعة إلى موقعة، ظلوا على جوعهم. لم يشبعوا هيمنة ولم يوفروا ابتزازا ولم يتورعوا أمام استفزاز، كأن كل شيء متاح. لم لا والصمت مطبق والمساومة سائدة والتسامح غالب؟".
وأوضح أن قتل الحسن جاء بعد فكه ألغاز جريمة اغتيال رفيق الحريري، المتهم فيها مجموعة من عناصر حزب الله، وقال: "وكأن غيابك عن لاهاي سيمنع إدانة قديسي السيد حسن من محترفي الجريمة المنظمة".
وتابع: "استشهادك يا وسام لم ولن ينقذهم. هربوا اختبأوا، تلطوا، تحصنوا غيروا معالمهم، حذفوا أرقامهم، تنكروا لهوياتهم ولكنهم عرفوا، وكان هذا الأهم. وعرف من خلالهم القاتل المنفذ وصاحب الأمر بالجريمة والمحرض عليها والمتدخل فيها والساكت عنها، إذا كانت الأرواح بيد الله، سبحانه وتعالى، نتساءل منذ عشر سنوات: من فوض حزب الله حق اقتطاعها وازهاقها؟".
وأضاف حمادة: "هل ننتظر من الولي الفقيه أن يرأف بنا بعد اغتيال أبرز رموزنا؟ أو نتوقع من عصابات الأسد أن ترحم من تبقى من السوريين خارج القبور والبحور؟ هل ننظر إلى القيصر الذي غزا أفغانستان واجتاح أوكرانيا وضم شبة جزيرة القرم واعتدى على جورجيا وأسقط طائرات الركاب المدنية بصواريخه، أن يأتي إلى سوريا بحل سلمي وديموقراطي؟ هل نأمل بعدْ شيئا من الغرب المتخاذل الذي عاقب صدام على سلاح دمار شامل لم يقتنِه وغض النظر عن استعمال بشار غازات سامة خزنها لاستهداف شعبه؟".
وتابع: "بين قدسية مجرمي السيد وقدسية حرب القيصر، يستأهل شعبنا العربي وقفة عز. تريدونها سلمية فلتكن. أما استسلامية فلا وألف لا".
وأضاف أنها "حقا محنة تاريخية بدأنا نعيشها بمسلسل اغتيال نخبة من قادة لبنان لتشمل بعد ذلك نحر جماهير، فمذاهب، فطوائف، فأقاليم، فشعوب بكاملها على امتداد وطننا وأمتنا وكأننا تحولنا من الخليج إلى المحيط إلى أضحية للجلادين الأسدي والفارسي، ومنذ أيام، الروسي".
المشنوق وعثرة حزب الله
من جهته، اعتبر وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، أن حزب الله شكل حجر عثرة في طريق الحكومة، وقال: "لقد دخلنا إلى هذه الحكومة، ودم شهيد آخر على الأرض هو الوزير الشهيد محمد شطح. دخلنا على قاعدة ربط النزاع مع حزب الله، وعلى قاعدة أن عناوين الاشتباك الكبرى، من مصير السلاح إلى القتال في سوريا دفاعا عن نظام قاتل، هي عناوين مجمدة. لا يستطيع حزب الله فرضها على البلد ولا نستطيع منعه من الذهاب بها وحيدا خارج قرار المؤسسات والدولة. كان القرار أن هناك ملفات عالقة تهم الناس والمواطنين ينبغي معالجتها حرصا على ما بقي من هيكل للدولة وللمؤسسات ولشروط العيش في بقية هذا الوطن".
قال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، إن "بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة من الحكومة التي أردناها ربطا للنزاع وأرادوها ربطا للوطنية والضمائر، وخطوة أولى أيضا للخروج من الحوار الذي أردناه صونا لسلم الأهلي، فإذا بنا نتحوّل إلى شهود زور على حساب مسؤولياتنا الوطنية".
وتابع: "ها هي الحصيلة أمامكم. لا المؤسسات تعمل ولا الأمن مصان في البقاع ولا الخدمات تقدم للمواطنين، أجلنا المواضيع الكبيرة علنا ننجح في متابعة المواضيع الصغيرة وإذ بنا نعود إلى المربع الأول، مربع التعطيل وخطف المؤسسات ورهن الدستور للاجندات الشخصية ومغامرات الحاق لبنان بكل ما يناقض مصالحه وهويته وعروبته. لا أقول هذا الكلام رغبة في أي تصعيد مجاني، أو إستعراض سقف عال، في وقت لم يتبق فيه سقف فوق الوطن سوى سقف الأمنيات أن يظل العالم متفق على الاستقرار".
تابع: "إسمحوا لي أن أدعي أمامكم أنني من أكثر الوزراء الذين راهنوا بصدق وربما بسذاجة على نجاح هذه الحكومة، ولم اترك بابا إلا طرقته ولم أترك لقاء إلا عقدته ولا اتصالا إلا أجريته بغية العبور إلى إنجاز أمني يرمم ثقة اللبنانيين ببعضهم البعض وبوطنهم وبدولتهم. قبل عام وقفت هنا وقلت مش ماشي الحال، مطالبا حزب الله برفع وصايته عن الفلتان الأمني في البقاع لصالح خطة تعطي أهلنا في البقاع الأمن والأمان".
وتساءل: "ماذا كانت النتيجة؟ ها هي الخطة الأمنية في البقاع، لا تزال حبرا على ورق ووعودا في الفضاء وكلاما معسولا عن رفع الغطاء السياسي. وما قلته عن مربعات الموت والفلتان الأمني يتظاهر من جرائه أهل بعلبك الذين ضاقوا ذرعا بالزعران والسلاح غير الشرعي وأمراء الزواريب وعناتر الأحياء".
وهاجم المشنوق الأمين العام لـ"حزب الله"، وانتقد تشبيه حسن نصر الله لـ"حادث حجاج بيت الله الحرام في منى بحادثة كربلاء"، واصفا ذلك بالضجيج المدبلج بالفارسية.