لم يكد يجف الحبر الذي وقع به الاتفاق بين الأردن وإسرائيل بشأن المسجد
الأقصى، حتى بادرت تل أبيب بالكشف عن مخططاتها لخرقه.
فقد أعلنت نائبة وزير الخارجية
الإسرائيلي تسفي حوطبيلي، أن إسرائيل لن تكتفي بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى مستقبلاً، بل إنها ستقوم برفع العلم الإسرائيلي على الحرم.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة أمس، فقد اعتبرت حوطبيلي أن "جبل الهيكل" (الاسم الذي يطلق على المسجد الأقصى) يعد جزءا من السيادة الإسرائيلية التي يتوجب احترامها، ناهيك عن حقيقة أن جبل الهيكل يعد المكان الأكثر قدسية لليهود ولا حق للمسلمين فيه"، على حد تعبيرها.
من ناحيته ثانية، دعا الدكتور شموئيل بيركوفيتش، أبرز المختصين في مجال دراسة الأماكن المقدسة لليهود، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدم السماح لليهود بتدنيس المسجد الأقصى، على الرغم من موافقة الأردن على ذلك.
وفي تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، عرض الصحافي الإسرائيلي تشيكو منشه صباح اليوم الثلاثاء صورة للرسالة التي بعث بها بيركوفيتش لنتنياهو، حيث أوضحت الرسالة المخاطرة التي ينطوي عليها توجه اليهود للحرم، سيما في الأوضاع التالية.
وحث بيركوفيتش نتنياهو على ضرورة الاهتمام بتطوير الأحياء الفلسطينية في القدس بدلاً من تبني سياسات متشددة تجاه الفلسطينيين، على اعتبار أن هذه السياسات ستضر في النهاية بإسرائيل وأمنها.
من ناحيته قال يهودا غليك، القيادي في حزب الليكود الحاكم، وأحد أكثر المتحمسين لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، إن الاتفاق يمنح اليهود الحق "الشرعي" في التواجد في "أكثر الأمكنة المقدسة بالنسبة لليهود"، منوها إلى أن ما يعزز قيمة هذا الإنجاز حقيقة أنه يأتي في ظل مباركة عربية.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الصهيوني أول أمس الأحد، نوه غليك إلى حقيقة أن الأردن يعد المسؤول في نظر إسرائيل عن المقدسات الإسلامية في القدس، ما يزيد من أهمية الإقرار الأردني بحق اليهود في التواجد على "جبل الهيكل".
ونوه غليك إلى أنه حسب الاتفاق، فإن اندفاع الآلاف من اليهود إلى باحات المسجد الأقصى "يفترض ألا يكون سببا لاحتجاج الفلسطينيين".
وأضاف أنه يتوجب أن يشجب الأردن أي ردة فعل فلسطينية "عنيفة" ضد التواجد اليهودي في الحرم بعد الاتفاق.
وسخر غليك، الذي تعرض لمحاولة اغتيال من قبل ناشط فلسطيني بسبب دوره في التخطيط للمس بالحرم، مما ورد في الاتفاق بشأن حق المسلمين وحدهم بالصلاة في الحرم، منوها إلى أن "اليهود سيمارسون حقهم بالصلاة في المكان ".
وشدد غليك على أن الأولوية بالنسبة له ولزملائه، تتمثل في دفع أكبر عدد من اليهود للتوجه للحرم، منوها إلى أن وصول عشرات الآلاف من اليهود للحرم سيفرض واقعا في المكان وسيجعل دول العالم والإقليم تقر بحقوق اليهود في المكان.