نشرت مجلة "
سلايت" في نسختها الفرنسية تقريرا، حول تأثر الساحة السياسية الألمانية بموقف المستشارة أنجيلا
ميركل من أزمة اللاجئين، حيث أكدت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجع شعبية ميركل، بينما يشهد خطاب الكراهية ورفض الآخر انتشارا ملحوظا.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن تدفق اللاجئين على ألمانيا سيغير الكثير في الساحة السياسية، بسبب تلقي المستشارة معارضة حادة من قبل فئة من الشعب الألماني، وهذا ما يفسر تصاعد شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي ظهر منذ عامين والمعارض لسياسات الاتحاد الأوروبي.
وذكرت المجلة أن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي لم ينجح في دخول البرلمان الألماني "البوندستاغ" في انتخابات 2013، قد ينجح هذه المرة، بعد أن بدأ يستقطب أنصار حركة "بيجيدا" المعروفة بعدائها للإسلام.
وقالت المجلة إن تلك الأحزاب الشعبوية المعارضة؛ بدأت بالعودة لواجهة المشهد السياسي، مستفيدة من تراجع شعبية الأحزاب المسيحية المحافظة، وخاصة حزبي الاتحاد الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، وكشفت استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا، عن تراجع عدد الذين ينوون التصويت لأحد الحزبين من 44 بالمئة قبل بضعة أسابيع، إلى 36 بالمئة هذه الأيام، وهي أدنى نسبة يتحصل عليها الحزبان منذ سنة 2012.
وذكرت المجلة، أن استطلاعات الرأي تؤكد أن الحزب الديمقراطي الحر، الذي لم ينجح في الحصول على أي مقعد في البوندستاغ، قد ينجح في دخوله إذا أقيمت انتخابات في أقرب وقت.
وأضافت المجلة أن شعبية المستشارة أنجيلا ميركل قد تراجعت، بعد أن كان 54 بالمئة من الألمان يثقون بها، ما جعل العديد من القيادات الأوروبية تحسدها على هذه النسبة في ذلك الوقت، نجدها اليوم تتراجع بـتسعة بالمئة في غضون بضعة أسابيع.
وقالت أيضا إن تراجع ثقة الألمان بميركل حصل بسبب سياستها مع أزمة اللاجئين، وبسبب الصعوبات المتزايدة التي تواجهها السلطات المحلية، في وضع حلول تضمن أمن واستقرار ألمانيا؛ حيث بينت المجلة أن السلطات المحلية تواجه أعمال عنف منظمة من قبل متطرفين ألمان ضد اللاجئين والأجانب عامة، وضد المتطوعين أو العاملين في مجال استقبال باللاجئين، كما أن السلطات أحبطت العديد من محاولات حرق أماكن إقامة اللاجئين.
ونقلت المجلة عن ساشا لوبو، الصحفية بمجلة "دير شبيغل" والمتخصصة في الشبكات الاجتماعية والتكنولوجيا الجديدة للاتصال، قولها: "هنالك تعبئة شعبية، وعنف وإرهاب، ومواقع التواصل الاجتماعي تلعبا دورا خطيرا في تأجيج الأوضاع".
ولاحظت المجلة أن أغلب أعمال العنف تحدث في شرق ألمانيا، لكن يبقى أخطر اعتداء هو ذلك الذي وقع في مدينة راينلاند من ولاية كولونيا في غرب ألمانيا، حيث تلقت المرشحة لمنصب رئيس البلدية، ريكير هنرييت، المتبنية لمواقف مرحبة باستقبال اللاجئين، طعنة بسكين من قبل متطرف يميني.
وقالت المجلة إن موجة الكراهية ورفض الآخر قد تجاوزت المواقع الاجتماعية، حيث تقوم حركة "بيجيدا" بحشد أنصارها، الذين يعتبرون ميركل وشركائها خونة للوطن، وإقامة التجمعات في الساحات العامة، حيث قاموا في إحدى تجمعاتهم بشنق دمية تمثل المستشارة ميركل، كحركة رمزية لرفضهم لسياستها.
وفي الختام قالت المجلة إنه يصعب على السلطات المحلية مواجهة مجموعات غير منظمة بدون قيادة، تربطهم فقط مواقع اجتماعية تحض على الكراهية ومعاداة الآخر، وحذرت من أنهم قد يمثلون أرضية خصبة للحركات السياسية المتطرفة، التي قد تؤثر على المشهد السياسي مستقبلا.