ألقى رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب
العدالة والتنمية الحاكم بإلقاء خطاب النصر أمام جماهير الحزب، فيما يسمى "خطاب الشرفة"، التي تلقى من على شرفة المقر الرئيسي للحزب في أنقرة.
وأكد أوغلو أن الاحتفال بالانتخابات يتم في جميع الولايات والمدن التركية، بالتزامن مع كلمته في أنقرة، وبدأ خطابة بالتحية لرئيس الجمهورية ومؤسس الحزب طيب رجب أردوغان، مشيرا إلى أنه يعتز بكونه خلفة لأردوغان بقيادة الحزب.
ووجه أوغلو تحيته لجميع الشعوب التي انتظرت وتابعت
الانتخابات التركية، وقال إن هناك العديد من الشعوب التي ربطت مصيرها بتركيا، مضيفا "أحيي مليار ونصف مليار مسلم تابعوا الانتخابات وتمنوا الخير لتركيا".
وشكر أوغلو الجماهير التركية التي شاركت بكثافة في الانتخابات، وأولئك الذين صوتوا "للسلام ولحزب العدالة والتنمية".
وقال رئيس الوزراء التركي مخاطبا جماهير الحزب، إن الكثيرين حاولوا التآمر على بلاده، "ولكن الأتراك أفشلوا ذلك"، مؤكدا "نحن سنستمر بخدمة
تركيا وخدمتكم إلى يوم القيامة"، حسب قوله.
وردا على صيحات "الله أكبر" التي انطلقت في ساحة الاحتفال/ قال أوغلو "أسأل الله أن يرضى عنكم وأن تبقى سماؤنا مفتوحة لشعار "الله أكبر".
وشدد أوغلو على اهتمام حزبه بقراءة الرسائل التي وجهها الشعب له، وشكر الجماهير التي شاركت بالانتخابات، سواء من صوتوا للحزب، أو من عارضوه، مؤكدا أن الانتصار في الانتخابات هو لتركيا وليس لحزب بعينه.
وأضاف أوغلو أن تركيا تخلصت من المشكلات والعوائق التي عرقلت مسيرتها، بعد أن أدت مشاركة الأتراك الواسعة بالانتخابات إلى إسقاط المؤامرات، على حد قوله.
وأشار رئيس العدالة والتنمية إلى أن فوز حزبه هو فوز للسلام والعدالة ولتركيا وللمستقبل، وانتصار للمظلومين في بلاده وفي العالم ككل، مضيف أن حزبه سيتابع مسيرته في خدمة كافة الأتراك، وبتمثيل "ثمانية وسبعين مليون تركي، على اختلاف أديانهم وأطيافهم وأعراقهم".
ورفعت الأعلام التركية وأعلام الحزب في ساحة الاحتفال، كما أن بعض المشاركين رفع أعلاما فلسطينية وعربية أخرى.
وقال
داوود أوغلو: "سنواصل النظر إلى التنوع الذي تحظى به البلاد على أنه مصدر ثراء لنا، نحن عازمون على حماية الحقوق، ولا يعتقد أحد أننا سنتنازل عن القيم الديمقراطية والمكتسبات التي حققناها على مدار الـ13 عاما الماضية".
وأضاف: "أقولها بكل صراحة نحن نضمن للجميع حرية الرأي والعقيدة لجميع المواطنين، ونضمن لكم أمن حياتكم وممتلكاتكم، بعد هذه النتيجة نحن عازمون على مواجهة الإرهاب بما لدينا من إرادة ورغبة في تعزيز أخوّتنا".
ووجه داوود أوغلو كلامه إلى الأحزاب السياسية كافة مناشدا إياها "أن تكون جهودنا وطاقتنا من أجل مصالح تركيا ومستقبل هذا الشعب"، مضيفا أن "النظام الحالي المعمول به في تركيا، بات لا يلبي احتياجات البلاد، فلنشمر عن سواعدنا من أجل تركيا جديدة خالية من العنف والفوضى والاستقطاب.. تركيا جديدة يلقي كل فرد فيها التحية على الآخر بحب وسلام".
كما أنه ناشد الأحزاب السياسية كافة الممثلة في البرلمان، بـ"التكاتف من أجل كتابة دستور قومي جديد، وذلك من أجل نظام انتخابي صحي وسليم، ومن أجل تشكيل حكومة شفافة ونزيهة"، وقال: "أتمنى أن نتعاون معا لنترك الدساتير الانقلابية، ونكتب معا دستورا مدنيا ليبراليا".