تحدث مصدر عسكري في وزارة الداخلية
العراقية عن عمليات تصفية تطال ضباطا سابقين في
الجيش العراقي السابق، وقيادات أمنية، وقال لـ"
عربي21"؛ إن وتيرة
الاغتيالات قد تصاعدت في الآونة الأخيرة على
مليشيات متنفذة داخل العاصمة العراقية بغداد ومحافظات أخرى.
وبين المصدر أن أغلب القيادات العسكرية التي تعرضت للاغتيال هي قيادات مستقلة، وليس لها ارتباط، ولا تشغل مناصب عسكرية في الحكومة الحالية، وأرجع أسباب استهدافها إلى أن بعض المليشيات قامت بتصفيتهم تخوفا من انضمامهم لقوات الحرس الوطني المزمع تشكيلها قريبا في العراق.
وأنهى المصدر حديثه مع "
عربي21"؛ بالإشارة إلى أن أكثر من 20 شخصية عسكرية وأكاديمية في العراق تمت تصفيتهم في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن حالات القتل التي حصلت ضد هؤلاء سجلت ضد "مجهول" في الدوائر الأمنية، على حد قوله.
أبو محمد، ضابط عسكري سابق، تحدث لـ"
عربي21" عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها، وقال: "تعرضت لمحاولة اغتيال فاشلة في إحدى مناطق بغداد، حيث قامت جماعة مسلحة بإطلاق النار على سيارتي الخاصة ما تسبب بإصابتي بجراح مختلفة جعلتني أرقد في المستشفى لعدة أيام".
ويقول أبو محمد: "تلقيت دعوة من أحد الأصدقاء السابقين، وهو الآن عضو في مجلس نواب، وقد طلب مني الانخراط في تشكيلات الحرس الوطني لأنني قائد عسكري مستقيل، وطلب مني بإصرار المساهمة بتشكيل هذه القوات؛ لذا قررت الموافقة على ذلك".
ويضيف: "لقد قمت بزيارة عدد من الأقسام والمقرات الحكومية والأمنية في بغداد بهدف الاطلاع على آخر المستجدات حول تشكيل الحرس الوطني، وبعد خروجي من إحدى الدوائر الحكومية تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، يقودون سيارة ذات دفع رباعي".
وبين أبو محمد أن هذه المليشيات لديها أسماء القادة الضباط الراغبين بالعودة والمساهمة في تشكيل قوات الحرس الوطني، "ويبدو أنها حصلت عليها من وزارة الدفاع العراقية، وهذا (دليل) واضح ومفضوح على نفوذ المليشيات
الطائفية وتغلغلها في كافة دوائر الدولة"، على حد وصفه.
وفي سياق متصل، حذر مجلس محافظة بغداد، في بيان حصلت "
عربي21" على نسخة منه، من ارتفاع عمليات الخطف في العاصمة بغداد، والتي تطال ضباطا سابقين في الجيش السابق، والكفاءات العلمية في مناطق محددة من بغداد.
وأوضح عضو المجلس محمد عبد الرحمن؛ أن الخاطفين يستخدمون سيارات رباعية الدفع لا تحمل لوحات تسجيل، ويرتدون زيا عسكريا، ويتنقلون خلال الحواجز الأمنية دون محاسبة، مضيفا أن أغلب المخطوفين تم اقتيادهم إلى جهات مجهولة، ومصيرهم مجهول لغاية اليوم.
وارتفعت عمليات الاغتيال والخطف بشكل لافت في الأونة الأخيرة، بدوافع سياسية وطائفية وسط تكتم الأجهزة الأمنية، كما يرى مراقبون، أنها توصف بأنها تصفيات سياسية لا تستطيع الأجهزة الأمنية الكشف عنها، فيما أغلب الذين طالتهم عمليات التصفية هم شخصيات عسكرية معروفة، وجاءت هذه العمليات عقب تصريحات وتسريبات من برلمانيين عراقيين أكدت نية الولايات المتحدة الاعتماد على ضباط الجيش السابق في عملية تشكيل قوات الحرس الوطني المزمع تشكيلها في مناطق شمال ووسط العراق.