نشرت شبكة "فوكس نيوز" تقريرا خاصا، قالت فيه إن الرئيس الأسبق جورج
بوش الأب حافظ بشكل عام على صمت يحترم الإدارات التي أتت بعده، ولكنه الآن ينتقد بعض الشخصيات البارزة وبشكل غير متوقع.
ويشير التقرير إلى أن
كتاب جون ميتشام حول سيرة بوش، "القدر والسلطة: الملحمة الأمريكية لجورج هربرت ولكر بوش"، كشف انتقاد الرئيس الأمريكي الحادي والأربعين لإدارة ابنه بكلمات قاسية.
وتبين الشبكة أن بوش ينتقد بالذات ردة فعل نائب الرئيس ديك
تشيني ووزير الدفاع دونالد
رامسفيلد لأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، حيث يشعر بأنهما اتخذا موقفا متشددا وقاسيا لا مرونة فيه، وهذا شوه صورة أمريكا في أنحاء العالم.
ويورد التقرير أن بوش قال لميتشام عن ديك تشيني: "لا أدري، فقد أصبح متشددا، ويختلف تماما عن ديك تشيني الذي عملت معه وعرفته، فردة الفعل (لأحداث 9/11) وما يجب فعله (شتيمة)، ويبدو أنه أذعن لآراء من كانوا يريدون الاقتتال على كل شيء، وطبق قاعدة استخدام القوة لنحصل على ما نريد في الشرق الأوسط".
وتلفت "فوكس نيوز" إلى أن بوش الأب يعتقد أن تشيني، الذي كان وزير دفاعه عندما كان رئيسا، تصرف باستقلالية عن ابنه، فيقول: "كان الخطأ الكبير الذي ارتكب هو السماح لتشيني بأن يشكل ما يشبه وزارة الخارجية الخاصة به"، في إشارة إلى فريق الأمن القومي الذي كان يعمل معه.
وينقل التقرير عن بوش الأب قوله إن تشيني قد يكون دفع نحو تشدد أكثر من زوجته المحافظة وابنته، لين وليز، حيث قال إنه استنتج أن لين تشيني كانت تقدم الاستشارة لزوجها وراء الكواليس.
وتوضح الشبكة أن تشيني سخر من الادعاء الأخير، موضحا أنه يتحمل المسؤولية كاملة لأفعاله. وقال تشيني لـ"فوكس نيوز": "نضحك حول ذلك، والشيء ذاته بالنسبة لابنتي ليز، إنه رأيه ربما حول ما حدث، ولكن عائلتي لم تكن تتآمر بشكل أو بآخر لتحولني إلى شخص أكثر قسوة وصرامة، أنا وصلت إلى ذلك بنفسي".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه بالنسبة للشتيمة، حيث وصفه بوش بـ (المؤخرة الحديدية)، فيقول تشيني إنه يأخذها على أنها مدح وليست شتيمة، بل "ويفتخر بها، فالهجوم في 11 أيلول/ سبتمبر كان أسوأ من الهجوم على بيرل هاربر من حيث عدد القتلى وحجم الدمار، وأظن أن كثيرا من الناس اعتقدوا في وقتها، ويعتقدون اليوم، أنني كنت شرسا في الدفاع وفي تنفيذ السياسات التي اعتقدت أنها صحيحة".
وتستدرك الشبكة بأنه بالرغم من الانتقادات، فإن تشيني يقول إنه لا يزال يحترم رئيسه السابق، وإنه استمتع بقراءة كتاب ميتشام، الذي يعتمد جزئيا على مذكرات مسجلة لبوش خلال رئاسته. ويقول تشيني: "يقول إن تلك اليوميات رائعة؛ لأنها تعكس شعوره في أوقات مختلفة من حياته، ولذلك أنا أستمتع بقراءة الكتاب، وأنصح الأصدقاء بقراءته، وأفخر بأنني جزء منه".
وينوه التقرير إلى أن بوش الأب يتعامل بشكل أسوأ مع رامسفيلد، فيقول: "لا أحب ما فعله، أعتقد أنه آذى الرئيس، ولم أكن قريبا منه بأي شكل من الأشكال، فلديه نقص في الإنسانية، ونقص في تحسس ما يريده الآخرين. وكانت طريقة عمله اضرب وخذ أسماءهم وأرقامهم، وأظن أنه دفع ثمن ذلك. فرامسفيلد كان شخصا متكبرا". ورفض رامسفيلد التعليق على الكتاب.
وتختم "فوكس نيوز" تقريرها بالإشارة إلى أنه في كشف جديد جدا، لدرجه أنه غير موجود في السيرة التي كتبها ميتشام، فإنه بالرغم من أن بوش لا يزال مؤمنا بالزواج التقليدي، فإنه يقول إن آراءه في زواج المثليين أصبحت أكثر مرونة، حيث قال إن من حق الناس أن يكونوا سعداء دون تمييز. مشيرة إلى أن هذه مواقف سترضي كثيرا من الجمهوريين، إلا أن آخرين يتمنون لو أنه استمر في صمته.