بدأت "
الجبهة الجنوبية" أكبر تشكيلات المعارضة السورية المسلحة في
محافظة القنيطرة جنوب سوريا، بتنفيذ مشروع "
الإدارة المدنية" للمناطق الواقعة تحت سيطرتها عقب مرحلة من الفوضى وغياب مفصلي للخدمات والأمن، ويسعى المشروع الوليد لتأمين الرعاية الصحية، والطبية، والتعليمية للأهالي، إضافة إلى الجانب الغذائي، في حين لم يرى جهاز الشرطة المدنية النور بعد.
وأكد "أبو حمزة النعيمي" مدير الإدارة المدنية للجبهة الجنوبية أن المشروع الجديد هو بناء مؤسساتي مرحلي ذو هيكلية تنظيمية، يشمل مؤسسات إغاثية وخدمية بغرض التنسيق الكامل لإعادة الأمن والاستقرار والبناء وإعمار المنطقة الجنوبية بعد التحرير الواسع من النظام والدمار الكبير الحاصل في البنى التحتية، وحالة الفوضى المنتشرة، وغياب الخدمات والأمن التي تعيشها المنطقة الجنوبية من سوريا.
وسجل النعيمي في تصريح لـ "
عربي21" وجود "تنسيق متكامل بين القوى والفعاليات على الأرض، والتي تمتلك الرؤية والتوجيهات نفسها لإعادة الاستقرار للمنطقة، مشيرا إلى أن الإدارة المدنية تتضمن القطاعات الصحية، الخدمية، التعليمية، والإغاثية".
وحول الصعوبات التي تواجهها الإدارة المدنية أوضح المصدر، أنهم يواجهون تحديات كبيرة في الفترة الحالية ومن أهمها "الأعداد الكبيرة من العائلات التي تحتاج للمساعدة بشكل مستمر ودوري في مختلف مناطق محافظة
درعا نتيجة القصف والنزوح الداخلي المستمرين، وعدم وجود رصيد إستراتيجي في مستودعات المنظمة الوليدة مما يعرقل التدخل ومساندة الأهالي في بعض الحالات".
وتابع قائلا "النعيمي" إن "تضرر المرافق العامة يحول دون إغاثة بعض المناطق بالخدمات الأساسية، إلا أن الإدارة المدنية ستقوم بتلافي هذه العراقيل بشكل تدريجي خلال الفترة الحالية والقادمة".
وأشار مدير الإدارة المدنية إلى البدء بتنفيذ بعض المشاريع في محافظة درعا مثل؛ "مشروع المواصلات، ومشاريع الصحة واللقاحات المجانية للأطفال، ودعم مدارس الأطفال"، واستطرد أنهم "بدؤوا بتنفيذ مشروع الشرطة، إلا أن هيكله الكلي لم يتم تفعيله بشكل كامل، وسيدخل المشروع الأمني ساحة العمل خلال الأيام القليلة القادمة".
وستكون الإدارة المدنية بحسب المصدر "مستقلة بشكل كامل في عملها وإدارتها للمناطق المسيطر عليها، وعلى اعتبارها حديثة الولادة كان لا بد أن تكون إدارتها معينة بشكل مسبق".
وأشار إلى "وجود انتخابات بعد ستة أشهر، حيث ستطرح الانتخابات على الأهالي في كافة المناطق لاختيار مرشحهم لهذه الأعمال، والإشراف على المشاريع كلا حسب اختصاصه وكفاءته العلمية والتخصصية".
وأوضح "النعيمي" بأن "العمل الإداري الحالي لمدير الإدارة المدنية هو عمل تطوعي بشكل كامل، لا يتقاضى عليه أي مقابل".
ونفذت الإدارة المدنية خلال الأيام الماضية بحسب مسؤول المشروع عددا من المشاريع منها "توزيع الطرود الغذائية المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة على العائلات المهجرة والفقيرة، بما فيها القاطنون في مخيمات اللجوء في المنطقة الجنوبية، وتوزيع الطرود الصحية والمنظفات المقدمة من دولة الإمارات على العائلات المهجرة، وعلى قاطني المخيمات ومراكز الإيواء".
وأضاف إليها "توزيع مادة الخبز والطحين على المهجرين، والتي غطت آليتها مناطق عديدة من درعا والقنيطرة، وتوزيع المدافئ، ومواد التدفئة للأسر المحتاجه في مختلف المناطق".