وجد الجيش
المصري نفسه غارقا وحده في وحل
الأمطار الغزيرة التي تهطل على البلاد منذ ثلاثة أيام وتسببت في كارثة للمواطنين، بعدما تكاسلت الأجهزة المحلية عن المشاركة في جهود الإنقاذ، حيث واصلت عناصر القوات المسلحة جهودها لمعالجة تداعيات موجة الطقس السيئ التي تشهدها المحافظات الشمالية، خاصة الإسكندرية والبحيرة والغربية.
وكان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أعلن تكليف عناصر المنطقة الشمالية العسكرية والقوات البحرية في الإسكندرية، بالمساهمة في شفط مياه الأمطار، وإعادة حركة المرور إلى طبيعتها، بعد أن أثبتت أجهزة الحكم المحلي فشلا ذريعا في التصدي لتلك الأزمة.
وأعلن المتحدث العسكري الدفع بـ26 طاقما من العناصر الفنية المدعومة بطلمبات وسيارات الإطفاء وسيارات نقل المياه لفتح الشوارع والميادين الرئيسية الأكثر تضررا في المحافظة.
مواجهة منفردة
ويبدو أن موظفي المحليات قرروا ترك عناصر الجيش تتصدى وحدها لكارثة الأمطار، حيث أكدت تقارير صحفية أن قوات الجيش ألقت القبض على عدد من السائقين التابعين لمحطة الصرف الصحي بالإسكندرية، وسلمتهم للشرطة المدنية، بعد امتناعهم عن العمل في كسح وشفط المياه بالمدينة.
وكشفت أن السائقين أخفوا السيارات المخصصة لأعمال الإغاثة داخل المحطة، وتجاهلوا معاناة المواطنين، ولم يتعاونوا مع طواقم القوات المسلحة في التخفيف من آثار الكارثة التي لحقت بالإسكندرية جراء السيول والأمطار الغزيرة.
وبعد ذلك، قامت عناصر الجيش باستخدام السيارات المضبوطة للمساهمة في أعمال شفط المياه في محاولة لحل المشكلة في أسرع وقت، كما فتحت مركز عمليات لمتابعة أعمال الإغاثة، ونشرت أرقام هاتفية لتلقي استغاثات المواطنين المنكوبين.
ويقول شهود عيان إن رجال الجيش شوهدوا في أكثر من منطقة وهم يكافحون وحدهم لمعالجة أثار المياه بعد اختفاء موظفي الأجهزة المحلية.
وبعد أن تباهت القوات المسلحة في القضاء على آثار المشكلة في الأسبوع الماضي خلال ساعات قليلة، قضت أطقم القوات المسلحة ثلاثة أيام حتى الآن في شفط المياه من الشوارع، دون أن تنجح في الانتهاء من عملها.
كما أضطر جنود الجيش لتنظيم حركة المرور بأنفسهم في عدة مناطق بالإسكندرية، بعد اختفاء ضباط المرور التابعين لوزارة الداخلية من شوارع المحافظة، مع بدء هطول الأمطار، وأعلنت الشرطة العسكرية الدفع بعشرات الدوريات التابعة لها للمعاونة في تنظيم حركة المرور.
تواصل الاحتجاجات
ولليوم الثاني على التوالي، تواصلت احتجاجات أهالي الإسكندرية؛ بسبب غياب الدور الحكومي في مواجهة كارثة الأمطار، حيث قام مئات المواطنين بقطع طريق الإسكندرية الصحراوي مساء الخميس، للتعبير عن غضبهم بعد غرق منازلهم.
وتوقفت حركة المرور على أهم الطرق السريعة في البلاد، بعد أن قام الأهالي بوضع الأحجار وإشعال النيران في إطارات السيارات على الطريق، انتظارا لتدخل المسؤولين ومساعدتهم للخروج من تلك الأزمة.
وتوجهت القوات المسلحة لبعض المناطق بمحافظة البحيرة، وأعلنت بدء أعمال الإغاثة والإخلاء لمئات المواطنين، وتوزيع المواد الغذائية والبطاطين والخيام عليهم لحين عودتهم لمنازلهم مرة أخرى بعد تحسن الأحوال الجوية.
كما قامت الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة بالدفع بأطقم إغاثة للمعاونة في أعمال الإغاثة، ورفع أثار الأمطار والسيول في مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية.
مصرع 17
وأعلنت وزارة الصحة الخميس، عن مصرع 17، وإصابة 28، في البحيرة والغربية؛ بسبب سقوط الأمطار الغزيرة على هاتين المحافظتين خلال اليومين الماضيين.
وأوضحت الوزارة، في بيان صادر عنها يوم الخميس، تلقت "
عربي21" نسخة منه، أن عدد الضحايا في محافظة البحيرة ارتفع إلى 15 شخصا، فيما أصيب 27 آخرين، فيما لقي شخصان مصرعهما في محافظة الغربية، وأصيب شخص ثالث.
وكانت الوزارة رفعت حالة الطوارئ في جميع المستشفيات الحكومية، وتوفير الأطقم الطبية وكافة المستلزمات اللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة الناجمة عن موجة الطقس السيئ التي تضرب البلاد منذ ثلاثة أيام.
وأصيبت مظاهر الحياة في محافظات الدلتا بالشلل؛ حيث تسببت الأمطار الغزيرة في انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة طنطا حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، وسط استياء المواطنين.
كما تواصلت معاناة المواطنين في البحيرة والدقهلية وكفر الشيخ، بعد أن غرقت منازلهم، وأتلفت مياه الأمطار مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، دون أي مساعدة تذكر من الأجهزة الحكومية.
وغمرت المياه سجن وادي النطرون في محافظة البحيرة وسجن طنطا بالغربية، ومنعت السلطات الأهالي من زيارة أقاربهم المعتقلين؛ نظرا لغرق مباني السجن بالماء.