كشف مسؤول رفيع في قوات
البشمركة الكردية لـ"
عربي21"؛ أن قيادات أمريكية عبرت لرئيس الإقليم مسعود البرزاني؛ عن رغبتها في استبعاد حزب العمال
الكردستاني من المشاركة في العمليات القتالية الهادفة إلى استعادة السيطرة على قضاء سنجار، غربي مدينة الموصل، من يد تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن هذا مطلب كردي أيضا.
واتهم المسؤول الكردي، الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"
عربي21"، مقاتلي حزب
العمال الكردستاني بـ"عرقلة عملية تحرير سنجار"، داعيا إياهم إلى مغادرة "أرض المعركة فورا"، على حد قوله.
وعبّر المسؤول الكردي عن رأيه بخطأ وجود حزب العمال الكردستاني على أراضي الإقليم؛ الذي أثار "الكثير من المشاكل مع تركيا، في الوقت الذي نسعى لتطوير علاقاتنا بها خدمة لمصلحة الشعبين الكردي والتركي؛ ونحن لسنا على استعداد لدفع ثمن التصرفات الطائشة لقادة الحزب الحاليين، بعد أنْ غابت القيادة الصارمة عن الحزب منذ سنين"، بحسب تعبيره.
وطبقا لما قاله المسؤول الرفيع في قوات البشمركة، فإن قيادة حزب العمال الكردستاني فقدت سيطرتها على المقاتلين الميدانيين؛ حيث "سبق أن وجهنا عدة خطابات إلى قيادة الحزب تضمنت شكاوى على أسلوب عمل مقاتلي الحزب الذين يرفضون الامتثال لسياسات البشمركة القتالية، بحجة امتلاكهم الخبرة في قتال تنظيم الدولة أكثر من غيرهم، لكن دون جدوى".
وشهدت الأيام الأخيرة خلافات حادة بين قيادات البشمركة والقيادات الميدانية لحزب العمال الكردستاني؛ على خلفية "رفضهم العمل وفق خطة قوات البشمركة لاستعادة قضاء سنجار، وقيامهم بالاستعداد وحشد القوات للشروع في القتال بشكل منفرد في موعد لم يتم الاتفاق عليه مع قوات البشمركة، التي ترفض مثل هذه القرارات التي تؤدي إلى فشل عملية تحرير سنجار"، بحسب المسؤول في قوات البشمركة.
ووفق المسؤول ذاته، فإن قيادات ميدانية تابعة لحزب العمال الكردستاني أجرت اتصالات مع قائد وحدات تحرير سنجار، حيدر ششو، بقصد استمالته للقتال إلى جانبهم، لكن "ششو رفض ذلك، مؤكدا لهم بأنّه يتبع قيادة كردستان
العراق والرئيس البرزاني، وأنّ قادة البشمركة هم قادته".
وكانت قيادات عسكرية أمريكية تتواجد للإشراف على الاستعدادات الجارية لبدء عملية استعادة سنجار قد "شهدت تصاعد حدة الخلافات بين البشمركة وحزب العمال الكردستاني، وقد هددت القيادات الأمريكية الحزب باستبعاده من أراضي كردستان إن لمْ ينصاعوا لأوامر قوات البشمركة، فيما نقلوا (الأمريكيون) للرئيس البرزاني رغبتهم بعدم مشاركة مقاتلي حزب العمال الكردستاني في عملية سنجار"، بحسب المسؤول في قوات البشمركة.
وترفض قيادات البشمركة محاولات القيادات الميدانية لحزب العمال الكردستاني "بقيادة المعركة، أو البدء بها، بشكل منفرد لتحقيق إنجازات عسكرية تجعلهم يتمسكون بالأراضي المحررة ويتخذونها مقرات لهم؛ وهذا ما لا تسمح به حكومة الإقليم التي ترفض أن تكون هناك قيادة أخرى داخل القيادة في كردستان"، وفق قوله.
وانتقد المسؤول الكردي، ما أسماها "سياسات استعراض القوة" لمقاتلي حزب العمال الكردستاني؛ التي أدت إلى رصد تنظيم الدولة لمواقعهم ومواقع البشمركة، مضيفا: "حجم قواتنا التي سارع العدو إلى شن هجوم استباقي أفقدنا عنصري المبادرة والمباغتة، وأرغمنا على إعادة الانتشار من جديد، في وقت لا يزال العدو يتحصن في مواقعه منذُ أكثر من 15 شهرا".
ولا يرى المسؤول الرفيع في قوات البشمركة "حاجة لوجود مقاتلي حزب العمال الكردستاني على أراضي إقليم كردستان" في العراق، مقترحا نقلهم إلى مناطق "غرب كردستان" (سوريا) تجنبا "لنتائج قراراتهم غير المحسوبة، والتي قد تؤدي إلى خسائر كبيرة، وتعرقل عملية تحرير سنجار؛ لذلك لا بد من قرار سريع تتخذه قيادة الإقليم لنقلهم إلى غرب كردستان"، بحسب قوله لـ"
عربي21".