أدانت شخصيات وجهات عربية وعالمية الهجمات الدامية التي وقعت ليل الجمعة في العاصمة الفرنسية
باريس، حيث وجه رؤوساء وقادة دول وشخصيات وجهات دولية تعازيهم لفرنسا بوقوع عدد كبير من الضحايا، يقدر بأكثر من 140 قتيلا في سلسلة هجمات متفرقة ومتزامنة.
من جهته، أدان مجلس الأمن الدولي الهجمات التي وصفها بـ"الهمجية والجبانة"، وقال المجلس في بيان إنه "يؤكد ضرورة جعل مرتكبي هذه الحوادث الإرهابية يمثلون أمام العدالة"
بدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحوادث الإرهابية بـ"الهجمات الخسيسة".
وقال متحدث باسم كي مون في بيان مقتضب إنه "طالب بالإفراج عن الأشخاص العديدين الذين قالت تقارير إنهم محتجزون رهائن في قاعة باتاكلان".
يشار إلى أن الشرطة الفرنسية نفذت عملية تحرير لرهائن في قاعة موسيقية في باريس، لكنها أودت بحياة 100 قتيل، الذين كانوا محتجزين لدى مسلحين.
وأعرب رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يانرك، عن حزنه الشديد لوقوع تلك الهجمات، وذلك في تدوينة له على حسابه الشخص في موقع "تويتر"، مؤكدا تضامنه الكامل مع
فرنسا حكومة وشعبا.
وكذلك أدان رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، الهجمات بالشاكلة ذاتها على الموقع الاجتماعي، وقال متضامنا مع الحكومة الفرنسية: "أتضامن مع المسؤولين الفرنسيين، ومع أهالي الضحايا، إنها أنباء مفزعة".
وفي السياق ذاته أدانت الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، الهجمات الإرهابية، معربة عن تضامنها مع الفرنسيين شعبا وحكومة، وذلك في تدوينة لها على الموقع الاجتماعي أيضا.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، إن الحلف يقف مع فرنسا "قويا ومتحدا" ضد الإرهاب.
وقال: "أنا مصدوم بعمق من الهجمات الإرهابية المرعبة في باريس الليلة. مشاعري مع أسر الضحايا ومع جميع من تأثروا ومع شعب فرنسا".
وأضاف قائلا: "نقف أقوياء ومتحدين في الحرب على الإرهاب. الإرهاب لن يهزم الديمقراطية".
وأعرب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) عن إدانته الشديد للهجمات التي قال إنها لا تختلف عن تلك التي استهدفت العاصمة اللبنانية بيروت قبل يومين.
وذكر المجلس في بيان صادر عنه ليل الجمعة، "نحن ندين الإرهاب أيا كان مصدره، وأيا كان زمانه، فلا مبرر على الإطلاق لتك الهجمات، ندينها سواء وقعت في باريس أو في بيروت، أو في أي مكان آخر من العالم، فهذه الهجمات الوحشية التي تستهدف المدنيين لا يمكن تبريرها مطلقا".
اقرأ أيضا: مسلمو أوروبا يدينون هجمات باريس ويعتبرونها "إرهابا أعمى"
إدانات عربية
عربيا، أدانت دول الخليج العربية الهجمات التي وقعت في باريس مساء الجمعة، ونقلت وكالة الأنباء السعودية قول مسؤول في وزارة الخارجية إن السعودية تدين بشدة "أعمال التفجيرات الإرهابية" التي شهدتها العاصمة الفرنسية.
وعبر المسؤول السعودي عن تعازي المملكة -حكومة وشعبا- لأسر الضحايا وحكومة وشعب فرنسا.
وقال: "تؤكد المملكة العربية السعودية ما سبق أن عبرت عنه من ضرورة تكاتف المجتمع الدولي، ومضاعفته لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة والهدامة التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة".
وقالت وكالة الأنباء القطرية، إن قطر عبرت عن "استنكارها الشديد للهجمات المسلحة والتفجيرات في العاصمة الفرنسية باريس".
وفي أبو ظبي قالت وكالة أنباء الإمارات، إن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة أدان "الهجمات الإرهابية الإجرامية التي وقعت في باريس".
وأضافت أن رئيس الإمارات بعث ببرقية إلى الرئيس الفرنسي تضمنت العزاء في الضحايا.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن مسؤولا في وزارة الخارجية الكويتية أدان الهجمات واصفا إياها بالجبانة.
ووصفت بدورها روسيا الهجمات بـ"الاعتداءات الشنيعة"، وعرضت على السلطات الفرنسية مساعدتها في التحقيق "في هذه الجرائم الإرهابية".
إلى ذلك، أدانت الحكومة الأردنية بشدة على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، الهجمات الإرهابية، بحسب وكالة الأنباء الأردنية.
وشدد المومني على أن الأردن "يقف مع الشعب الفرنسي الصديق في مواجهة هذه الاعتداءات الدامية والغاشمة، التي روعت المدنيين والأبرياء، وإنه دائم التواصل مع الحكومة الفرنسية في مواجهة الإرهاب والتطرف أيا كان مصدره".
وجدد المسؤول الأردني، وقوف بلاده "بكل قوة وحزم ضد التنظيمات الإرهابية التي باتت أعمالها الإجرامية تستشري في كل مكان، وتستبيح الأرواح والممتلكات، ولا تراعي حرمة الدين والإنسانية والقيم والأخلاق".
ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف والتعاون وتعبئة الموارد لمواجهة ظاهرة الإرهاب، وقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية، مقدما "التعازي للحكومة الفرنسة والشعب الفرنسي الصديق ولأسر الضحايا وتمنى للجرحى والمصابين الشفاء العاجل".
أردوغان يدعو إلى "إجماع ضد الإرهاب"
من جهته، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "تعازيه الحارة" إلى فرنسا بعد الاعتداءات الدامية التي وقعت في باريس مساء الجمعة، مطالبا بـ"إجماع للمجتمع الدولي ضد الإرهاب".
وقال أردوغان خلال مداخلة تلفزيونية مقتضبة: "بالنسبة إلى بلد يعرف تماما تداعيات الإرهاب وأساليبه، نتفهم تماما العذابات التي تعاني منها فرنسا".
ومن المتوقع أن يترأس أردوغان الأحد قمة للدول العشرين في أنطاليا (جنوبا)، قرر نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند إلغاء مشاركته فيها إثر الاعتداءات.
شجب دولي
أبدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صدمته بشأن
هجمات باريس، وتعهد بمساعدة فرنسا.
وقال كاميرون على حسابه الشخصي في "تويتر"، ليل الجمعة: "صُدمت بسبب هذه الأحداث التي وقعت في باريس الليلة. مشاعرنا وصلواتنا مع الشعب الفرنسي. سنفعل كل ما في وسعنا من أجل المساعدة".
وأكدت من جهتها الولايات المتحدة الجمعة، دعمها الكامل لفرنسا وعرضت تقديم الدعم "لإحالة الإرهابيين أمام القضاء".
وأورد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة مقتضبة في البيت الأبيض شعار الثورة الفرنسية باللغة الفرنسية "حرية مساواة أخوة"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تتقاسم مع فرنسا القيم ذاتها.
واعتبر أوباما أن هذه الاعتداءات التي أوقعت ما لا يقل عن 140 قتيلا في باريس "ليست اعتداء على باريس فحسب، بل هي اعتداء يستهدف الإنسانية جمعاء، وقيمنا العالمية".
وأشار في الوقت ذاته إلى أنه لا يزال من المبكر معرفة من يقف وراء هذه الاعتداءات التي تهدف إلى "ترهيب مدنيين أبرياء".
وندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بـ"الاعتداءات الإرهابية" التي ضربت باريس، ووصفها بـ"الأعمال المشينة والوحشية"، معتبرا أنها "اعتداء على إنسانيتنا المشتركة".
وقال كيري أيضا: "نقف هذا المساء إلى جانب الشعب الفرنسي كما وقف شعبانا على الدوام جنبا إلى جنب خلال أوقاتنا المظلمة. إن هذه الهجمات الإرهابية لن تؤدي إلا إلى تعزيز تصميمنا المشترك" على محاربة "الإرهاب".
وأدلى كيري بتصريحه هذا من فيينا، حيث من المقرر أن يشارك السبت في اجتماع دولي حول سوريا.
من جانبها، أبدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "صدمتها الشديدة" إثر "الاعتداءات الإرهابية" التي شهدتها باريس.
وقالت ميركل في بيان لها: "أنا مصدومة بشدة للأخبار والمشاهد التي تأتينا من باريس. في هذه الأوقات نفكر بضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية على ما يبدو، وبأقاربهم، وبكل سكان باريس".
بدوره أعرب وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي كان موجودا في استاد فرنسا الدولي لحظة وقوع الاعتداءات، عن شعوره بـ"الرعب والاضطراب الشديد" إثر الاعتداءات.
وأضاف الوزير الألماني في تغريدة نشرها الحساب الرسمي لوزارته: "نحن إلى جانب فرنسا".
وكان شتاينماير موجودا في استاد فرنسا الدولي (شمال باريس) برفقة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لمتابعة مباراة ودية في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا، حين فجر انتحاري نفسه خارج الاستاد، في حين وقعت ست هجمات أخرى في أنحاء مختلفة من العاصمة، أبرزها في مسرح باتاكلان، حيث احتجز مسلحون رهائن في عملية انتهت بمقتل حوالى مئة شخص.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "إيتار تاس" الروسية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم تعازيه إلى نظيره الفرنسي هولاند، وإلى عموم الشعب الفرنسي.
وفي سياق متصل، قالت التلفزة الحكومية الإيطالية، ليل الجمعة، إن رئيس الوزراء ماتيو رينزي يتابع تطورات الموقف، ونقلت عنه قوله إن "إيطاليا تنعى ضحايا باريس، وتشارك الإخوة الفرنسيين الحزن. إن أوروبا التي أصيبت في قلبها ستعرف كيف ترد على الهمجية".
فيما أعرب رئيس الجمهورية سيرجو ماتاريلا عن "حزن وألم شديدين".
وأعلن وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، عن رفع مستوى التأهب الأمني في أنحاء البلاد كافة، بعد التفجيرات المذكورة.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، لنظيره الفرنسي، مانويل فالس، في اتصال هاتفي تضامن مدريد الكامل مع باريس في مواجهة الاعتداءات، كما افاد مصدر في الحكومة الإسبانية.
وقال المصدر إن راخوي اتصل بفالس للإعراب له "عن تضامننا الكامل".
من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل مارغالو، للتلفزيون الرسمي "تي في إيه" إن الاعتداءات التي استهدفت باريس "تثبت أننا نواجه تحديا غير مسبوق، تحديا يتسم بوحشية مهولة".
بدوره أعلن وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديز دياز أنه "على اتصال دائم" بالسلطات الفرنسية، مشيرا إلى أنه دعا لاجتماع السبت يضم أجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب "لتقييم مستوى حالة التأهب" المعمول بها في البلاد، التي رفعت في حزيران/ يونيو إلى الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات تصاعدية.
اقرأ أيضا: 140 قتيلا بهجمات متزامنة بباريس وإعلان الطوارئ (فيديو+صور)
يشار إلى أن باريس شهدت ليل الجمعة سلسة حوادث أمنية تضمنت عمليات إطلاق نار عدة وتفجيرات، ما أسفر في حصيلة أولية عن سقوط نحو 140 قتيلا وعدد من الجرحى.
ووفقا للتقارير، فإن باريس تعرضت إلى سبع هجمات متزامنة، من بينها هجوم وقع في ملعب سان دوني، وآخر في قاعة للعرض في منطقة باتاكلان، واستهدف أيضا مطعم شرق العاصمة. وفرضت الشرطة طوقا أمنيا في محيط الأماكن التي شهدت هذه الحوادث، وأرسلت إليها فرق إسعاف.
وأعلن من جهته الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ وإغلاق الحدود، وتدخل الجيش الفرنسي.