بدأ حزب "الحركة الوطنية" بزعامة المرشح الرئاسي السابق، الفريق
أحمد شفيق، في غلق عدد من مقراته بمحافظات الصعيد، والوجه البحري، في إطار خطوات عملية نحو تقليص نشاطه السياسي، وتواجده في الشارع
المصري، على إثر فشله في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، وفوز مرشح واحد فقط من مرشحيه.
ونقلت صحيفة "الخميس"، الأسبوعية الصادرة الأربعاء، عن مصادر داحل الحزب قولها إن بعض هذه المقرات كان يتم الإنفاق عليه من خلال بعض رجال الأعمال، أو مرشحي الحزب بتلك المحافظات، ونتيجة سقوط مرشحي الحزب سقوطا مدويا في المرحلة الأولى انصرف هؤلاء المرشحون عن الحزب، وبالتالي أصبحت هذه المقرات عبئا على ميزانية الحزب، فقرر الحزب إغلاقها لعدم استطاعته سداد قيمة الإيجار، ومرتبات العاملين فيها.
وأضافت المصادر، طبقا لـ"الخميس"، أن شفيق بدأ بالانزواء تمهيدا للإعلان عن البعد تماما عن العمل السياسي، خاصة أنه فقد الأمل نهائيا في أن يكون له كتلة برلمانية داخل مجلس النواب المقبل، تتبنى أجندة الحزب، وأهمها تبني قضية شفيق نفسه، وعودته إلى القاهرة بطريقة لائقة، ما يجعله يفكر بقوة في البعد عن المشهد العام، وهو قرار سيتخذه شفيق قريبا جدا.
وكان المرشح الرئاسي السابق يعول على نتيجة الانتخابات في عودته مجددا للمشهد السياسي في مصر، لكنه أصيب بحالة من الإحباط الشديد، بعد ظهور نتيجة مرحلتها الأولى، وهي النتيجة التي رفض شفيق التعليق عليها، قائلا لصحيفة "البوابة": "لا أريد الحديث في السياسة أو أي أمر يتعلق بحزبي".
لكن "شفيق" ظل على عدم تواصله مع مسؤولي حزبه في القاهرة أو حتى اللجنة المشكلة لإدارة الحزب، التي تضم كلا من: وزير الصحة السابق الدكتور سامح فريد، وعضو الأمانة العامة للحزب الوطني المنحل الدكتور محمد كمال، واللواء رؤوف السيد، والدكتورة عالية المهدي، وأسامة الشاهد، والمستشار أحمد عبدالرحمن.
وكان شفيق ابتعد عن الحزب وإدارته طيلة الفترة الماضية، كما أنه بعد نتيجة المرحلة الأولى للانتخابات بدأ الحزب في تسريح أمناء الدوائر الانتخابية، وإعفائهم من مناصبهم الحزبية، في وقت انفض فيه من تبقى من مرشحي الحزب عنه، وأعلن بعضهم انضمامه لأحزاب أخرى، أو ترشحه كمستقل في الانتخابات.
واتهم مرشح الحزب عن دائرة أطفيح، الخاسر في المرحلة الأولى للانتخابات، فتحي الخطيب، الحزب بالتخلى عن مرشحيه، وعدم تقديمه أي دعم مادي أو معنوي لهم، خلال حملتهم الانتخابية، معلنا استقالته من الحزب، وانضمامه إلى حزب "حماة وطن".
إلى ذلك، توقع مراقبون تقدم العديد من أعضاء الحزب باستقالاتهم منه بعد انتهاء المرحلة الثانية للانتخابات، نظرا لعدم رضائهم عن نتائجها، وتراخي اللجنة المعنية بإدارة الحزب وهيكلته، في التحرك لحل المشكلات التي يواجهها الحزب، بحسب تعبيرهم.