"تعالوا نقلب الصورة.. سقوط طائرة
مصرية فوق روسيا ووفاة 223 مصريا بينهم أطفال.. الروس يقيمون الحفلات ويرقصون بموقع الحادث لتنشيط السياحة.. بيان روسي يؤكد: المهم السياحة.. إحنا ما لناش دعوة باللي حصل".
بالعناوين السابقة، وأولها بالمقلوب، مع صورة دب ضخم يمينا، ودُبين في مقابل بعضهما على أرجوحة يسارا.. حاولت صحيفة "المقال" أن تقرِّب المشهد الحالي بين روسيا ومصر، مبررة الإجراءات التي اتخذتها الأولى ضمن تداعيات حادث سقوط
الطائرة الروسية فوق
سيناء، برغم أن هذه الإجراءات تجاهلت التنسيق مع رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، تعبيرا عن غضب روسي واضح من طريقة التعامل المصري مع الكارثة.
تلك الطريقة التي لم ترتفع إلى مستوى الكارثة، وفق الصحيفة، وذلك في نقد نادر بالصحف المصرية الصادرة الخميس 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، للأداء الرسمي المصري، إذ تصدرت غالبيتها مانشيتات من نوعية: "أقصى درجات الحذر والاستعداد القتالي"، وفق "الأهرام".
نحن من خذلنا أنفسنا
"المقال" اتخذت اتجاها واحدا مختلفا، تمثَّل في إدانة أداء نظام السيسي. فأكدت أن: "روسيا لم تخذلنا.. نحن من خذلنا أنفسنا".
وشددت على أن الأداء المصري "الرسمي والشعبي" إزاء سقوط الطائرة الروسية يحتاج إلى ضبط زوايا، وتصحيح مسار، بعد انحراف بوصلته بسبب حالة "الإنكار" العامة التي انتهجها المسؤولون، وسربوها للشعب عبر أبواق تعبوية بأن مصر تتعرض لمؤامرة كونية كبرى، وبالتالي لا مجال للحديث عن المحاسبة، والمساءلة، ولا فرصة لإعادة تقييم ذاتنا.
وأضافت الصحيفة أن المعلومات وصلت إلى مصر (بوقوف عملية إرهابية وراء تفجير الطائرة)، ولمَّا تأخرت مصر في إعلانها، أعلنتها روسيا.
وأشارت "المقال" إلى "ردود أفعال مصرية متأخرة دائما". ووصفت تصريحات السيسي قبيل زيارته إلى لندن، بشأن الطائرة الروسية، بأنها غير موفقة، وغير متسقة مع رجل مخابرات سابق.
تعتيم متعمد في "اليوم السابع"
على النقيض من "المقال"، آثرت صحيفة "اليوم السابع"، المعروفة بموالاتها للسيسي، أن تنأى بنفسها عن القصة برمتها، في صفحتها الأولى، فلم تشر - من قريب أو بعيد - إلى أي من تلك التطورات، ولا حتى ترؤس السيسي اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مكتفية في صفحتها الأولى - بتعتيم متعمد - بأن جاء مانشيتها كالتالي: "أول كتلة معارضة في مجلس النواب".
وفي التفاصيل ذكرت الصحيفة أنه "بدأ عدد من النواب الجدد مشاورات لتشكيل أول ائتلاف للمعارضة تحت قبة مجلس النواب المقبل، وذلك بدعم من الأحزاب والقوى المؤيدة للمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، التي تشكل تحالف التيار الديمقراطي" .
أقصى درجات الحذر والاستعداد القتالي
إلى أقصى درجات اليسار من الصورة مالت صحيفة "الأهرام"، إذ قال مانشيتها: "أقصى درجات الحذر والاستعداد القتالي"، مضيفة: "الأعلى للقوات المسلحة" يبحث الأمن بسيناء والأوضاع في سوريا.. السيسي وبوتين يؤكدان قوة العلاقات بين مصر وروسيا" وذلك مع صورة "الرئيس السيسي خلال اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة".
في التفاصيل قالت "الأهرام": "استعرض المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في اجتماعه أمس، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية الداخلية على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، ولا سيما في سيناء، حيث استمع الرئيس إلى شرح للإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة من أجل تطهيرها من العناصر الإرهابية، وتثبيت الأمن، والاستقرار فيها. وأشاد بجهود القوات المسلحة في التصدي للعمليات الإرهابية والإجرامية في كل ربوع مصر بالتعاون مع أشقائهم في جهاز الشرطة، وما يبذلونه من تضحيات فداء للوطن، وتحقيقا لأمن الشعب المصري".
وأضافت الأهرام: "وأكد الرئيس أهمية العمل بأقصى درجات الحذر واليقظة والاستعداد القتالي، بالنظر إلى دقة الأوضاع الإقليمية، وصعوبة الأوضاع الأمنية في العديد من دول المنطقة، وما تقوم به الجماعات الإرهابية من عمليات آثمة، خارج نطاق منطقة الشرق الأوسط في عدد من الدول الصديقة، وهو الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون الأمني، وتضافر جهود المجتمع الدولي من خلال مقاربة شاملة لدحر الإرهاب، والقضاء على الفكر المتطرف".
هكذا جاء بيان المجلس إنشائيا، لا يقول أو يفيد شيئا. وهو ما انطبق أيضا في إشارة الصحيفة إلى أنه: "أكد الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ـ خلال اتصال هاتفي أمس ـ قوة ومتانة العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة والمجالات، والتنويه إلى كونها علاقات تاريخية قوية وراسخة، وسيزداد تعزيزها في المرحلة المقبلة التي ستشهد آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين".
مانشيت "الأهرام" هو نفسه الذي استخدمته صحيفة "الوفد في مانشيتها، أعلى "الترويسة"، فقالت: "الرئيس يوجه القوات المسلحة للعمل بأقصى درجات الاستعداد القتالي.. اتفاق السيسي وبوتين على إجراءات رادعة ضد قوى الإرهاب".
من جهتها قالت الأخبار: السيسي وبوتين يتفقان على تحسين أمن المطارات لاستئناف الرحلات الجوية.
فيما قالت الجمهورية: السيسي وبوتين .. خلال اتصال هاتفي :علاقات مصر وروسيا قوية وراسخة.. آفاق جديدة للتعاون بين البلدين في جميع المجالات".
وأضافت الجمهورية: "الرئيس في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة :تعزيز التعاون الأمني مع المجتمع الدولي لدحر الإرهاب.. نعمل بأقصى درجات الحذر واليقظة في ضوء الأوضاع الإقليمية والدولية".
أزمة الطائرة تستدعي المادة "51 أمم متحدة"
على النقيض من "التسطيح" الذي تعاملت به "الأهرام" مع الأزمة، جاء مانشيت صحيفة "الوطن" السابق، ملمحا إلى التهديد الروسي بالتدخل في مصر، إذ وضعت "الوطن" صورة السيسي خلال رئاسته المجلس العسكري إلى اليمين، وإلى جانبها على اليسار صورة "الرئيس الروسي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع وكبار العسكريين في مركز الدفاع الوطني".
وأشارت "الوطن" إلى ما أثاره إعلان وزارة الخارجية الروسية بشأن اعتماد روسيا على المادة "51" من ميثاق الأمم المتحدة من الجدل حول إمكان التدخل الروسي في سيناء عسكريا، لضرب معاقل "داعش".
ونقلت الصحيفة عن السفير المصري الأسبق في موسكو، عزت سعد، قوله: "روسيا لها الحق في ضرب معاقل تنظيم "داعش" بسيناء بالتنسيق مع الجيش المصري، اعتمادا على نص المادة، التي استندت إليها مصر في ضرب داعش ليبيا، بعد ذبح 21 مصريا، في فبراير الماضي"، وفق قوله.
وأشارت الصحيفة إلى اجتماع السيسي مع وزير الإنتاج الحربي محمد العصار، ونقلت عن المتحدث باسم الرئاسة، علاء يوسف، قوله إن العصار استعرض خطة وزارة الإنتاج الحربي لتلبية احتياجات القوات المسلحة من الأسلحة، والذخائر، والمعدات.
"شرم" خالية.. وعودة "التفاهم" بين مصر وروسيا
"المصري اليوم" اعتمدت في سياستها التحريرية الجديدة، بعد رسالة اعتقال مؤسسها صلاح دياب ثم إطلاق سراحه، سياسة أنصاف الحقائق، فقالت في مانشيتها: "شرم" خالية.. وعودة "التفاهم" بين مصر وروسيا"، فصدقت في النصف الأول من العنوان: "شرم خالية" ناشرة صورة "شواطئ شرم الشيخ خالية من السياح أمس"، ولم تصدق في النصف الثاني من العنوان: "عودة "التفاهم" بين مصر وروسيا".
ومع إشارتها إلى الاجتماع الطاريء الذي عقده السيسي، مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بكامل تشكيله، في أعقاب اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبرزت الصحيفة البيان الصحفي الذي أصدره الكرملين أمس، والذي قال فيه إن "السيسي وبوتين اتفقا في الاتصال، الذي يُعد الأول من نوعه بعد تعليق موسكو رحلاتها إلى مصر في 6 نوفمبر الجاري، على أن تعمل الأجهزة الأمنية والمخابراتية في البلدين معا لتعقب الجناة، فيما سماه قصر الحكم في موسكو (الهجوم الإرهابي) الذي أدى إلى سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر الماضي".
في الوقت نفسه، نقلت "المصري اليوم" عن مصادر سيادية قولها إن بعض الجهات في الدولة تدرس بجدية مقترحا بضرورة إسناد تأمين 3 مطارات، هي: شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، لشركات أمن أجنبية خاصة، بعد سقوط الطائرة الروسية.
وأضافت المصادر - بحسب "المصري اليوم" - أن "ممثلي شركات أمن خاصة أجنبية زاروا الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، قبل سقوط الطائرة الروسية بأسابيع، وقدموا عروضا تضمنت سيرتهم الذاتية، وسابق أعمالهم في تأمين المطارات، ومستوى الخدمة التي يقدمونها في عدد من البلدان الأوروبية والعربية".
الكرملين: السيسي وبوتين يتفقان على التعاون الأمني
أخيرا، حاولت "الشروق" تغطية الأحداث بشكل موضوعي، لا تقول فيه رأيها، ولا تخلط الرأي بالخبر، فقالت: "الكرملين: السيسي وبوتين يتفقان على التعاون الأمني لضبط المتورطين في تفجير الطائرة الروسية.. موسكو: القنبلة زرعت تحت مقعد بجوار الذيل.. و"داعش" يزعم تهريبها للطائرة بعد اختراق أمن المطار.. مصدر: أي تحرك روسي بمصر لابد أن يتم بالتنسيق مع القاهرة.. "الأعلى للقوات المسلحة يبحث مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود الغربية".
وبجانب التفاصيل التي ذكرتها "الشروق"، ونقلتها الصحف السابقة، سواء فيما يتعلق باجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو الاتصال الهاتفي بين بوتين والسيسي، أو بيان المكتب الصحفي للكرملين، أو نشر "داعش" صورة القنبلة المزعومة، التي قال إنه استخدمها في تفجير الطائرة، نقلت "الشروق" أيضا، عن "مصدر مطلع" قوله إن مصر دولة ذات سيادة، وإن أي تحرك روسي ضد ما يهدد أمن روسيا على الأراضي المصرية لابد أن يتم بالتنسيق مع السلطات في مصر".