قال وزير الخارجية
المصري سامح شكري، إن مصر تعترف باحتمال تعرض الطائرة الروسية لعملية إرهابية مدبرة، وتتخذ إجراءات في المطارات على هذا الاحتمال، وتلتزم بعدم استباق نتائج التحقيقات التي تجري.
جاء ذلك خلال لقاء متلفز أجراه الوزير المصري، مع إحدى الفضائيات المحلية الخاصة، مساء السبت، أشار خلاله إلى احتمال أن يكون هناك عمل إرهابي مدبر وراء سقوط الطائرة نهاية الشهر الماضي.
وردا على معلومات
روسيا بشأن إسقاط "الطائرة الروسية" جراء قنبلة، قال شكري: "لا نستطيع أن نغفل ما لدى روسيا من قدرات في التحقق والاستقصاء، لكن نلتزم أيضا بالإطار الدولي الذي يحتم علينا التحقيق بقواعد وإجراءات متفق عليها تجب فيها الحيدة وعدم النفاذ إلى تقدير نهائي إلا بعد إجراءات".
وردا على سؤال حول إعلان استخبارات بريطانيا وأمريكا وروسيا وجود عمل تخريبي، وأن الغرب يرى مصر تريد التعتيم وعدم الاعتراف، مضى شكري قائلا: " ليس الموضوع موضوع اعتراف، ونحن نأخذ في الاعتبار كافة الاحتمالات، فإذ لم نكن نعترف، فلماذا نعزز من إجراءاتنا الأمنية في مطاراتنا، لأن هذا يعود بالنفع علينا، ويواجه الاحتمال بأن تكون هذه فعلا عملية إرهابية مدبرة، فليس هناك نفي أو عدم تعامل مع واقع".
وتابع قائلا: "لكن مجرد أنه من الناحية الرسمية، لابد أن نراعي كدولة يجري على أرضها التحقيق، أن نستوفي كافة الإجراءات القانونية الدولية التي تحتم علينا عدم استباق نتيجة معينة (...)، والدول التي وصلت لهذه النتيجة بشكل قاطع، وصلت بما لديها من قدرات ذاتية، ولم توفنا بعضها بما لديها".
ونفى وصول معلومات تفصيلية من روسيا وأمريكا وبريطانيا حول النتائج التي ذهبت لوجود عمل تخريبي، قائلا إنه "على حسب علمي لم يتم موافاتنا بشكل تفصيلي بما لدى تلك الدول من قرائن أدت إلى هذا الاستنتاج، ولجنة التحقيق تطالب بموافاتها بهذا؛ لأنها عناصر هامة عندما تضمن لتحقيقاتها للتيسير والمصداقية، وهذا نسعى إليه ،نحن نطالب به مع دول صديقة لنا معها تعاون استخباراتي وسياسي".
وهناك لجنة خماسية، مسؤولة عن التحقيقات التي قالت مصر إنها قد تستغرق شهورا، تضم الفريق المصري المسؤول عن التحقيق بالحادث، إضافة إلى خبراء روس، وخبراء من فرنسا وألمانيا (يمثلان الشركة المصنعة للطائرة إيرباص 321)، وخبراء أيرلنديين كون الطائرة مسجلة في أيرلندا.
وحول الإعلان المنفرد المسبق من الدول الثلاث بشأن وجود عمل تخريبي دون التنسيق مع مصر، قال وزير الخارجية المصرية: "كان من الأوفق أن يكون هناك تشاور وتنسيق مسبق، لكن نلتمس العذر بالنظر إلى وطأة الأحداث، ولأننا أصدقاء نشعر بالألم الروسي وقلق الشركاء ونقبله بقدر من رحبة الصدر"، مؤكدا أن "العلاقات مع روسيا متشعبة وعميقة".
وعقب حادث الطائرة الروسية شهدت العلاقات المصرية الروسية توترات وصفت من جانب خبراء تحدثوا في وقت سابق بأنها "مؤقتة"، بدأت بقرار روسي بإجلاء السياح الروس من شرم الشيخ المصرية، ثم قرار تلاه، بحظر الطيران المصري على أراضيها، ثم إعلان خلال الأسبوع الماضي بأن "قنبلة" كانت السبب في سقوط الطائرة الروسية التي أودت بحياة 224 راكبا بينهما 7 من طاقها الفني.
فيما أجرى زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي، اتصالين هاتفيين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب القرار الأول والثالث، تخللته اتصالات على مستوى وزيري خارجية البلدين، التي وصفت علاقاتهما وفق تصريحات روسية منتصف العام بأنها "تاريخية" في عهد النظام المصري الحالي.
وكانت الطائرة الروسية "إيرباص321" سقطت، صباح 31 تشرين الثاني/ أكتوبر، قرب مدينة العريش شمال شرق مصر، وكان على متنها 217 راكبا معظمهم من الروس، إضافة إلى 7 يشكلون طاقمها الفني، لقوا مصرعهم جميعا، وفتحت السلطات القضائية المصرية تحقيقات فورية بمشاركة روسية.